معروف فى علم الشعوب أن الشعب الذى يتم إفساده، ويشعر بالهزيمة فى داخله، أسلس قياداً وأكثر طاعة لحكّامه من الشعب الأبىّ العصىّ على الاختراق، الذى يشعر بكرامة مُسْتمدة من إحساسه بتفوقه الإنسانى والتزامه الخُلقى.
مبدئيا يجب أن نعلم أن ما حدث فى مصر خلال الثلاثين عاما الماضية لم يكن عشوائيا، من وحى الخاطر، بل كان مدروسا بعناية. حينما يكون حجم استثماراتهم بالمليارات فثق أنهم يدرسون جيدا كيفية الحفاظ عليها.
هى لم تكن سرقة فحسب، لم يكن المطلوب إفقارنا ونهب ثرواتنا وحرماننا من الحياة الكريمة الطيبة فقط، بل كان المقصود إفساد أخلاقنا وتلويث فطرتنا، وأن يزرعوا فينا الإحساس بالضعة والدونية، المطلوب كان كسرنا، ليحجبوا نقطة النور الكامنة فى أعماق كل إنسان، المستمدة من تلك النفخة من روح الله، التى تجعل الإنسان إنسانا، أسجد له الملائكة، وحمله فى البر والبحر، وفضّله على كثير ممن خلق تفضيلا.
الإفساد كان مُمنهجا، حينما تُجيع خادمك فأنت تضطره إلى السرقة. هذا ما أدركه عمر بن الخطاب بفطنته حين سرق غلام ليأكل فلم يُقم عليه الحدّ وعاقب سيده. حينما تمنح الدولة الموظف العام بضع مئات من الجنيهات راتبا، وهى تعلم مقدما أن راتبه لن يكفيه، وأنه يستطيع الرشوة من خلال صلاحيات منصبه، فإنها تطلب منه فى الحقيقة أن يكون مرتشيا.
كان الأمر مدروسا بعناية. هذا الإنسان المرتشى سيدق قلبه مرتين فى المرة الأولى، ثم سرعان ما يعتاد الأمر. لكن فى الجزء الثمين من روحه، فى العمق العميق من داخله، سيظل يشعر بالإثم والجرم والحقارة. ماله حرام، وطعامه حرام، وطعام أولاده حرام، فكيف يمكن أن يثور على حاكمه؟
تدبير محكم شيطانى هدفه أن نخسر الدنيا والآخرة. الغش يُغَضُّ الطرف عنه فى الامتحانات، الأبحاث العلمية مُلفّقة، التعيين فى الوظائف بالرشوة والواسطة، المال العام مُهدر، الموظفون يتسللون من العمل. تلتف حولك شباك العنكبوت، تمتص أثمن ما فى داخلك. لقد رتبت أوضاعك على الفساد، وأصبحت مستفيدا أصيلا منه، صحيح أنك لا تكف عن انتقاد الوضع القائم، صحيح أنك تجأر بالشكوى والبكاء، ولكن كل هذا من وراء القلب. لقد لوثوا روحك وأفسدوا فطرتك.
تمضى فى الحياة خفيض الرأس، منكسر القلب، تحاول أن تعوض إحساسك بالنقص عن طريق التدين الشكلى، الذى لا ينعكس بشكل إيجابى على المجتمع. وتبدأ (ميكنزمات) الدفاع النفسية لمحاولة استعادة التوازن النفسى، فيضيق صدرك بالآخر، وتظن أنك تحتكر الصواب، أنت تحاول أن تخمد اللحن الشجى فى روحك، فتلجأ للصراخ، وتشيع ثقافة الصوت العالى، وكلاكسات السيارات، وضجة الميكروفونات.
يتحول الشارع إلى فوضى، وتفيض بحيرات المجارى حولك، وتنعدم النظافة، قمامة داخلك، وقمامة خارجك، وتشعر بأنك فى (زريبة) لا مدينة، فيتعمق لديك إحساسك بالضعة وأنك لا تستحق حاكما أفضل
العالمي
موضوع: رد: خطة مدروسة لإفساد الشعوب 22/2/2011, 22:08
كلام صحيح متبعين معنا سياسة الحرب النفسية وهاي الحرب تأثيرها بيكون اقوى من الحرب العادية بس بجد فكر صهيوني وما شاء الله العرب وراهم من دون تفكير ولا حد هامو شعبو ولا شي كل واحد فيهم مزبط وضعو وخلص اشي بقرف وبزهق
Jasmine collar
موضوع: رد: خطة مدروسة لإفساد الشعوب 22/2/2011, 23:46
صحيح كلامك العرب كل اللهم نفسي و طالما هو آمن الباقي يحترقوا