الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على محمّد وعلى آله وصحبه وسلّم
فإنّ الدّول الغربيّة عملت جاهدة على إلغاء الخلافة الاسلامية حتّى تمّ لها ذلك على يد العميل الانجليزي ّ مصطفى كمال " قبل نحو تسعين سنة ( سنة 1924 م) . وكان لأوّل مرّة أن سقطت جميع بلاد المسلمين تحت حكم الاستعمار الغربيّ . فهبّ المجاهدون لطرد المستعمر من البلاد ، وقامت ثورات في البلاد الاسلامية ضدّه ، وسالت الدماء ، ولكنّ للأسف ، فهذه الثورات قد سرقت واستفاد منها المستعمر الغربيّ وسيّرها لصالحه .
وحرمت الشعوب الاسلامية من ثمرات هذه الثورات التّي ضحّت فيها بالغالي والنفيس لطرد المستعمر الغربي. وكانت النتيجة الانظمة التّي تحكم بلاد المسلمين . فمثلا : عندما قامت الثورة الجزائرية ثورة المليون شهيد وعجزت فرنسا عن قمع المتظاهرين ورأت أنّه لا مناص من خروجها من الجزائر ، أوعزت فرنسا لعملائها في الداخل بتشكيل عصابات سرقة ونهب وقتل لايهام الشعب أن لا أمان إلاّ في ظلّ الاحتلال الفرنسي. وعندما اشتدّت الثورة قام بعض الاشخاص بالتحدّث بإسم الثورة وتزعّم الثوّار منهم المخلص ومنهم من زرعه الاستعمار الفرنسي ، ولم يخرج الاستعمار الفرنسي إلاّ بعد الاتفاق مع قادة الثورة الذّين زرعهم. فخرج المحتلّ الفرنسي بعد عقد اتفاقيّة معلنة وشروط سريّة غير معلنة لمن يخلفه في حكم الجزائر بما يسمّى اتفاقيّة (ايفيان) .
نعم خرج فرنسا من الجزائر ولكن بقيت جنرالات بالزيّ الجزائري يسومون الشعب صنوف العذاب باسم الثورة ، يحرصون على تنفيذ سياسات فرنسا ويضربون بمصالح العباد والبلاد عرض الحائط .
أيّها المسلمون
المسلم كيّس فطن . لذلك لا بدّ من ربط الماضي بالحاضر حتّى لا تتكرّر اخطاء الماضي وتسرق ثورات الشعوب . ويقطف ثمرتها من جلس بكنف الغرب من العلمانيين أو ممّن يدّعي الاسلام ، او من عاش في خدمة النّظام الظالم وحزبه.
إنّ ما حدث في تونس ويحدث الان في مصر ، إنّما هي ثورات شعبيّة قادها الشعب لرفع الظّلم عن نفسه ، ولكن يراد لهذه الثورات أن يفعل بها كما فعل بثورة الجزائر ، وأن يقطف ثمرتها من لم يضحّي بقطرة دم واحدة ويوهمون الشعب انّهم يقودون الثورة ضدّ النّظام، وحتّى لا يعود الطغاة باسم آخر وخطاب مختلف، سواء أكانوا إسلاميين حسب الاسلام يرتضيه الغرب ويخدم مصالحه، ممّن يرتضي بالدساتير العلمانيّة ويرفعون شعار الاسلام هو الحل. أو علمانيّين عاشوا بكنف الغرب وخدموا مصالحه من بني جلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا ، غير أنّهم ساعدوا على احتلال العراق بحجّة اسلحة الدّمار الشّامل أو من بطش بالشعب من أركان النّظام البائد.
لذلك لا بدّ من كشف المخطّطات الهادفة إلى سرقة هذه الثورات عبر وسائل الاعلام حتّى يكون الشعب على بيّنة وأن يخرج من شارك بالثّورة للإعلام ويقول : أنّنا صنّاع الثورة الحقيقيون ، لا من عاش في كنف الغرب أو كان ركنا من أركان النّظام البائد.
أيّها المسلمون
حتّى تؤتي ثوراتكم أكلها ، لا يكفي أن ترفعوا شعارات رفض الظلم والمطالبة بالكرامة الانسانية وارخاص الاسعار بل لا بدّ لكم من رفع شعار الاسلام وأن تطالبوا بالخلافة الاسلامية على منهاج النبوة التّي بشّر بها الرّسول صلى الله عليه وسلّم وأن تضعوا ايديكم بأيدي العاملين في حزب التحرير لاقامة الخلافة الاسلامية ، فتكون ثورتكم لاجل دينكم لا لاجل لقمة الخبر ، فتحوزوا على خيري الدنيا والاخرة .