الإسراف في قطع الأشجار
تؤدي
الأشجار خدمات عديدة للبيئة التي توجد بها فهي في المناطق الصناعية تمتص
ثاني أكسيد الكربون كما تمدنا بالأكسجين، وهي في المناطق الزراعية تقوم
بالإضافة إلى ماسبق بالعمل كمصدات للرياح لحماية المزروعات كما توفر الظل
وتمدنا بالخشب، وتؤدي الأشجار في الغابات خدمات أخرى هامة للبيئة فهي تفقد
أوراقها دورياً وهذه الأوراق الساقطة تتحلل مكونة "دبال" يغذي التربة
ويحافظ على خصوبتها، وهي تؤمن درجة حرارة ثابتة تقريباً للحيوانات البرية
التي تجد الغابة ملجأ ومكاناً مناسباً لحياتها.
والغابات
من الموارد المتجددة والتي يقطع الإنسان الكثير من أشجارها للحصول على
الأخشاب وبالتالي السليلوز اللازمين لصناعة الأثاث والورق والملابس.
قد أدى
القطع الجائر للأشجار وتدهور الغابات في الشرق الأوسط وفي شمال إفريقيا
إلى تدهور بيئة هذه المناطق وتوجهها نحو الجفاف، ويبدو ذلك جلياً في
المناطق الداخلية في سوريا ولبنان والأردن والجزائر والمغرب وتونس والسودان
حيث يلاحظ أثر الجفاف بصورة أكثر وضوحاً على النبات الطبيعي والمحاصيل
الزراعية وعلى حياة الإنسان.
الآثار الضارة للقطع الجائر لأشجار الغابات على الإنسان
يشمل ذلك عدة جوانب نذكر منها مايلي:
أ- نقص كمية المواد الأولية لكثير من الصناعات مثل الأخشاب والألياف الصناعية والورق.
ب- تشرد الحيوانات التي تستوطن الغابات والقضاء على النظام الأيكولوجي.
جـ- إقفار التربة لتعرضها لعوامل الجفاف.
د- تعرض المناطق المحيطة بالغابات المستنزفة للسيول.
هل
معنى هذا ألا ننتفع بأشجار الغابة ولا نقطعها؟ من المفروض ان ننتفع
بالغابة، ولكن دون إسراف فنقطع الأشجار بقدر معين مع زراعة غيرها، فإذا
قطعنا الأشجار في مساحة معينة نزرع مكانها أشجاراً جديدة ثم تقطع الأشجار
في مساحة أخرى ونزرع غيرها وهكذا... وهذا يسمى القطع المنظم، وبذلك نحافظ
على الغابة كنظام بيئي والذي يعتبر أكثر النظم البيئية استقراراً.