أكثر الحكايات القصيرة المكتوبة شهرة على الإطلاق مجموعتان ظهرتا في نهاية العصور الوسطى هما: الديكاميرون (ألف ليلة وليلة الإيطالية) (1349 – 1353م) وهي مجموعة للكاتب الإيطالي جيوفاني بوكاتشيو؛ حكايات كانتربري (1385-1400م) وهي 24 قصة ألفها الشاعر الإنجليزي تشوسر جفري. وأثناء القرن التاسع عشر، بدأ العديد من الكُتَّاب اعتبار القصص القصيرة شكلا أدبياً مستقلا ومختلفًا عن الحكاية. وربما كان المؤلف والناقد الأدبي الأمريكي إدجار آلان بو، أول الكُتَّاب الذين درسوا القصص القصيرة باعتبارها شكلاً محددًا من الأدب. وقد ناقش بو، في بعض كتاباته، التأثيرات الدرامية، مثل الخوف والمفاجأة، التي يمكن تحقيقها في القصة القصيرة. وَيُعدّ كتاب فلسفة القصة القصيرة (1901م) أول كتاب عن كتابة القصة القصيرة، ألَّفه الناقد الأمريكي براندر ماثيوس. ويحتوي هذا الكتاب على العديد من أفكار بو. طَوَّر كُتّاب القصة القصيرة عددًا من التقنيات الأدبية متضمنة النهاية المفاجئة و لحظة التنوير. وتشتمل معظم النهايات المفاجئة على حادثة غير مُتوقعة أو تُظهِر تَوَقُّعا. وكانت مثل هذه النهايات خصوصية لكاتب القصة القصيرة الأمريكي أو. هنري، الذي ظهر في أواخر القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين الميلاديين. وقد استخدم النهاية المفاجئة في قصة الحجرة المفروشة (1904م)، و هدية المجوسي (1905م) والعديد من القصص الأخرى. أما لحظة التنوير فهي تعليق مفاجئ أو حادث أو رمز يمكن أن يُستخدم عند أية نقطة من القصة ليشرح معنى حادثة مُعقدة. أنشأ، جيمس جويس، وهو مؤلف أيرلندي في بواكير القرن العشرين، هذه التقنية. وقد ضمَّنها في مجموعة قصصية تسمى الدبلينيون (1914م). استَخدم أيضًا كُتَّاب القصص القصيرة مداخل مختلفة في أعمالهم، فقد ركز بعض الكُتَّاب، مثلاً على حادثة من الحياة العادية بدلاً من التركيز على الفعل الدرامي. وقد استخدم مثل هذا المدخل أنطون تشيخوف، وهو كاتب روسي ظهرت كتاباته في القرن التاسع عشر الميلادي، في العديد من قصصه بما فيها الحفلة (1888م)؛ السيدة والكلب (1899م). وقد اتّـبع العديد من الكتاب مؤخرًا نهج تشيخوف، بمن فيهم كاتبة نيوزيلندا كاترين مانسفيلد والكاتبان الأمريكيان جون أوهارا و جون أبدايك.