يخسر كثيراً صديقى

أخبرنى أحدهم - حُباً - أن أُعد نفسى لمحاكمةٍ قادمة!
كم من المحاكمات نُصبت لنا ؟.!


كم من البشر حاكمونا، أو أصدروا أحكامهم علينا من دونِ منصّة !


كم حكم أصدرناه نحن، ضد قلوبنا المسكينة، ومشاعرنا، ولم نرحم لهاثها بأسماء سكنتنا يوما؟.!


بعض الأشخاص يدخلون قلوبنا فى غفلة منا، ويغلقونها عليهم.! تسقط الحيلة من أيدينا لإخراجهم ..!


رغم أنهم يقوضون النبض .. ينثرون الفوضى بالقلب، ويطلون جدرانه بالوجع.!



المفتاح بالداخل - معهم - ماذا عسانا أن نفعل؟!





قبل أن تخرجوا من متصفّحي هذا نادمين أريد أن أخبركم بقصة



حملّنى والد صديقى رسالة إليه، قال: اخبره أن لا يحرم نفسه منا.!


حملتُ الرسالة .. كانت كلماتها طوال الطريق تزلّزلني .. فصديقى منذ أن تزوج وهو


مشغول بالبيت، والأولاد، والعمل، والزوجة، وبنفسه أيضاً ! وهو لا يطعم أبويّه إلا مرة


واحدة فى الشهر بزيارة دسمة تستمر طوال النهار ! وبقية أيام الشهر يحرص على أن


تبلل شفاههما بصوته عبر النقال.!


يخسر كثيراً صديقى!


فكل يوم يمر وهو بعيدا عن جذوره .. يزرعها رأساً فى أرض الندم، القادم لا محالة!


مخزونٌ من اللوم والتأنيب والألم .. يدخره وهو لا يدرى!


سيحاكم نفسه كثيراً فيما بعد !