الاتكالية هي الاعتماد على الغير في عمل أمر يريده الشخص، فاليوم شبابنا اتكاليون لدرجة لا تتصور، فلو حصل لهم بأن يمارس عنهم أي شخص نشاطاتهم العلمية والعملية أو الحياتية لجعلوه يمارسها، فللأسف لو يستطيعون جعل نواب يحضرون عنهم المدارس ويدرسون عنهم لفعلوا ذلك. ولعل أبرز ما لفت انتباهي في هذه الأيام هو موظفة أو خادمة المنزل فهم للأسف أصبحوا كالعبيد وربما أسوأ... فإن أردنا الماء صرخنا طالبين الاستغاثة من الخادمة وكأننا لا نملك رجلاًَ نتحرك بها وكأننا من العجائز الذين كبر بهم العمر والذين أصبحوا لا يستطيعون خدمة أنفسهم، فلو حصل لنا بعد الانتهاء من الغذاء خلع أيدينا بعد الانتهاء من الغذاء والتصويت على الخادمة لكي تغسلها وتعيدها على طبق من ذهب لفعلنا ذلك... وهذا هو الواقع المرير.
جل ما يطلبه الشباب اليوم ينفذ من قبل الآباء والأمهات... كل ما هو جديد في هذا العالم بطبيعة الحال يطلبه الشباب وبالطبع يتم تنفيذه ولو كان يضرهم. حسب قول الآباء، إنهم يحبون أبناءهم فيشترون لهم كل شيء ويلبون لهم كل متطلباتهم، فهل الحب يكون بالخضوع إلى أوامر الشباب دون النظر إلى قيمتها وماهيتها، وآثارها السلبية على أبنائكم!
للأسف فلقد وصلنا إلى مرحلة تتمثل بالعجز عن ترتيب فراشنا وعن إزالة طعام غذائنا وعن إرغام الخادمة على جلب الماء لنا، والكثير الكثير.
أعلم أنها أمور بسيطة ولكنها تكبر مع الإنسان وتبدأ بالتفاقم مع تقدمه في العمر، فيجب علينا معالجتها منذ الصغر.
أبي أمي... ساعدونا على تخطي هذه المشكلة فهي تبدأ بملاحظاتكم وتنتهي بنصائحكم... فليس كل ما نطلبه منكم يكون لازماً عليكم تحقيقه لنا، واعلموا أن هذا لا يدل على حبكم لنا، بل يدل على ضعف المراقبة علينا، فنحن أصبحنا نتمنى كل الأمنية بأن تقفوا بجانبنا لحل هذه الأزمة والتي بنظري هي خطيرة وكارثية... ولكن حلها سهل جداً وهو بين أيديكم.