تزداد كميات الهرمونات الأنثوية مثل البروجسترون والإستروجين التي تفرزها المشيمة، وكذلك يزداد مستوى هرمون البرولاكتين الذي تفرزه الغدة النخامية في الدماغ.
هذه الهرمونات تبدأ بتجهيز ثديي الحامل للرضاعة، وعند الولادة يكون هرموني الإستروجين والبروجستيرون قد انحدر مستواهما في الجسم، بينما يزداد مستوى هرمون البرولاكتين الذي يبقى مسؤولاً عن تجهيز الحليب في الثديين.
يفرز حليب الثدي بفعل هرمون برولاكتين prolactin الذي تفرزه الغدة النخامية في الدماغ بناء على معلومات واردة إليه من الثدي تشكو نقص الحليب. ويزداد إفرازه كلما كان الثدي فارغاً من الحليب، أي كلما رضع الطفل أكثر زاد إدرار الحليب، أو كلما تم تفريغ الثدي من الحليب بالشفاط زاد إدرار الحليب. إذن.. إن أردت مزيداً من الحليب في الثديين دعي طفلك يرضع كل الحليب الذي في الثديين.
في كثير من الأحوال يتوفر حليب الثديين بكميات جيدة وأكثر من قدرة الرضيع على تفريغهما عندها قومي بشفطه بشفاط معقم وضعيه في كيس بلاستيك معقم وضعيه بالفريزر (قسم التجميد). هذا الحليب المجمد يمكن الاحتفاظ به مدة عام في الفريزر دون أن يتلف. إنَّ الحليب المجمَّد في الفريزر يمكنك استرجاعه وفك تجميد الكمية التي تريدين، وذلك بوضعها زمناً كافياً في الثلاجة في قسم التبريد لينحل بالتدريج، حتى إذا عاد الحليب سائلاً يمكنك إعطاؤه لابنك في أي سن كان، وبذا يكون الطفل قد رضع حليب أمه عندما لا يكون في ثدييها أي نقطة حليب.
إن كنت ممن يرضع طفله في الليل فاحرصي على أن يرضع الطفل كل الحليب قبل منتصف الليل، أو قومي بشفط حليب الثديين وضعيه بالفريزر؛ لأنَّ إفراز هرمون البرولاكتين في الليل يعتمد على كمية الحليب الموجود في الثديين. ويفرز أكثر عندما يكون الثديان فارغين. أما إذا نمت وكان الثديان ملآنين بالحليب فإن ذلك يقلل من إفراز هرمون البرولاكتين، وبالتالي سينقطع إدرار الحليب مبكرا. وهناك من المرضعات من يرضعن أطفالهن جزءا من حليب الثدي وإبقاء جزء آخر في الثديين للرضاعة المقبلة، أي كأنها تقنن الصرف في الحليب حتى لا ينتهي من الثديين، ولكنها لا تعلم أنها بهذه الطريقة تؤدي إلى إيقاف إدرار الحليب مبكرا.
قلنا إنَّ إفراز هرمون البرولاكتين يعتمد على وجود الحليب في الثديين. وبهذا يزداد إفراز البرولاكتين بتفريغ الثديين، وهذه الطريقة هي إحدى طرق منع الحمل لدى كثير من النساء المعرضات للحمل؛ لأنَّ زيادة هرمون البرولاكتين يقلل من إفراز الهرمونات الأنثوية اللازمة للإخصاب والحمل.
فإن كان الطفل يرضع من أمه على مدار الساعة (دون إعطائه زجاجة الحليب أو غذاء إضافي أو يمص إصبعه أو طرف ملابسه) فإنَّ الطريقة تؤدي إلى منع الحمل تماما لدى كثير من النساء. ويقال عن تأثير الرضاعة في منع الحمل إنها تشبه إلى حد كبير ما لفاعلية حبوب منع الحمل، أي بفاعلية تصل إلى 98% - 99%. وتقل هذه الفاعلية عندما يبدأ الرضيع يضع في فمه غذاء أو شيئاً غير ثدي أمه