التفاؤل يقلل الضغط النفسي والتوتر
هناك حكمة لقدماء الصينيين تقول إن الضحك يطيل العمر، وقد اثبت الطب الحديث هذه المقولة، ويؤكد الاطباء ان للضحك قدرة على تنشيط القوى الايجابية بالجسم، حتى ان احد الاطباء الاميركيين يقول: إن مجرد الاستبشار بحدث سعيد يكفي لاحباط عمل الهرمونات المسببة للضغوط النفسية، وقد اثبتت التقنيات الطبية الحديثة ان للافكار الانسانية طاقة كهربائية وعصبية يمكن قياسها كما تبين ان اجهزة الرنين المغناطيسي قد اثبتت ان الدماغ يفقد ويستهلك طاقة كبيرة حين ينغمس في التفكير، وطالما ثبت ذلك القول فان رغبة الانسان الملحة تساهم في تغيير الواقع المادي حولنا ولو بجزء يسير. وتقول الدراسات الاجتماعية انه كلما زادت الثقة في الحصول على شيء توافقت الظروف والاسباب لتحقيقه، فالواثق من الفوز... يفوز، وكلما رغبت بشيء بشدة فانك تحصل عليه.
وقد راقبت مجموعة من الخبراء في جامعة لوماليندا بكاليفورنيا كيفية تأثير الاستبشار بمشاهدة فيلم يبعث عن السعادة على الجسم.. فقام العلماء بقياس كمية الهرمونات في أجسام مجموعة ممن شاهدوا الفيلم كالادرينالين.. والكوليسترول والدوباك المسببة للتوتر.. فوجدوا ما ادهشهم من النتائج.. اذ ان كميات هذه الهرمونات قد تناقصت كثيرا في دمهم.. وقد ظهرت هذه النتائج بعد مضي 30 دقيقة فقط من مشاهدة الفيلم المضحك، وقد فوجئ العلماء بنسبة التناقص في هذه الهرمونات المسببة للتوتر فوجدوا ان انخفاض الكوليسترول كان بنسبة 39% والادرينالين بنسبة 70% والدوباك بنسبة 38%.
وبالعودة الى القول المأثور "تفاءلوا بالخير تجدوه" فان التفاؤل يمنح الثقة بالنفس، ويُمني النفس بنيل مآربها ويحفز الإنسان على تحقيق ما يصبو اليه لانه بتفاؤله يصبح اكثر جهدا وجهادا من اجل نيل ما يتمناه.
فالتفاؤل اذن: تراثا وعلما اثبت جدواه التي تخفف عن كاهل الانسان الضغط النفسي والتوتر وبالتالي يصبح تطلعه للامنيات اكثر املا بتحقيقها.. ونعود لنقول: "تفاءلوا بالخير تجدوه".