منذ القدم واعتبرت شجرة الزيتون المباركة رمزاً للسلام والحياة والخصوبة، كما اعتبرها سكان حوض البحر المتوسط شجرة مقدسة، حيث تعيش أشجار الزيتون حياة طويلة؛ فيُعتقد بأن حياتها قد تمتد من إلى ألفي عام، أو أكثر من ذلك، وحتى إذا ماتت الساق والأغصان، فإن لشجرة الزيتون المقدرة على أن تنبت من جديد وتعيد الحياة إلى الشجرة مرة أخرى.
وارتبطت شجرة الزيتون بالعديد من الأساطير التي شكلت معتقدات وملامح الحضارات القديمة، فقد كانت بعض تلك الحضارات مثلاً تنظر إلى زيت الزيتون على أنه السائل الذهبي للآلهة، وفي الحضارة الإغريقية القديمة، اعتقد الإغريقيون أنه عندما منحت "أثينا" إلهة الحكمة الإنسانية شجرة الزيتون؛ فإنها تمكنت من الفوز على باقي الآلهة في المسابقة. وقد شوهدت رسوم لشجرة الزيتون في الآثار المصرية القديمة على مقابر الفراعنة، كما أن المصريين القدماء نسبوا الفضل في تعلم الإنسان زراعة الزيتون للإلهة "إيزيس"، وقد عُثر على عبوات تحتوي على زيت الزيتون بين قبور قدماء المصريين خلال عمليات الكشف عن الحفريات الأثرية لهذه القبور.
رسم تراثي يوضح حصاد الزيتون
وحتى الديانات السماوية لم تهمل الإشارة إلى الزيتون وشجرته، ففي الإنجيل ورد ذكر زيت الزيتون في 140 موضعاً، وقد أشار كلٌ من القرآن الكريم والسنة النبوية إلى قيمة زيت الزيتون مرات عديدة، فيروى عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم أنه قال بأن في زيت الزيتون علاجاً لـ 70 علة، كما نصح عليه الصلاة والسلام بأكله ودهن الجسم به "كلوا الزيت وادهنوا به فإنه من شجرة مباركة".
أما عن سبب وصفها بشجرة السلام، فقد ورد في الكتب التراثية أن حمامة تركت سفينة سيدنا نوح عليه السلام أثناء الطوفان، ثم عادت إليها وهي تحمل غصن الزيتون، وكان ذلك دليلا على نهاية غضب الله على قوم نوح، وأن الزرع بدأ ينبت على وجه الأرض من جديد، ولذلك اعتبر الزيتون رمزا للسلام.
يذكر أن أعداد أشجار الزيتون الموجودة اليوم فوق سطح الأرض تقدر بحوالي 800 مليون شجرة، تتنوع ما بين 400 صنف مختلف من أشجار الزيتون المزروعة في أنحاء العالم.