العواصف الغبارية
في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي، أثارت التربة الفوقية، وعصفت بها بعيدًا على شكل سحب كبيرة في الولايات المتحدة. وقد تسبب الجفاف المصاحب لهذه العواصف في حدوث خسارة كبيرة في المحاصيل الزراعية في معظم مناطق الجنوب الغربي ومنطقة السهول العظيمة، وقد أدى هذا إلى حدوث مشكلات ضخمة.
العَواصف الغُباريَّة
رياح مدمِّرة وعواصف ترابية هزت الولايات المتحدة الأمريكية في الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي. وكانت هذه العواصف واحدة من أسوأ كوارث البيئة في تاريخ العالم بأسره. وقد حلَّ الجزء الأكبر من الدًَّمار بالسهول الجنوبية الكبيرة بين عامي 1935 و1938م، ولذلك أصبحت هذه المنطقة تعرف باسم منطقة العواصف الغبارية. ودمَّرت هذه العواصف حوالي 20 مليون هكتار خاصة في كل من كولورادو ونيومكسيكو وأوكلاهوما وتكساس. وتَعَرَّض 20 مليون هكتار إلى الخطر قبل البدء في إجراءات الحفاظ على البيئة.
كانت تربة هذه المنطقة الجافة قد تحولَّت في مطلع عقد الثلاثينيات من القرن العشرين الميلادي إلى تربة جافة وغير متماسكة، وكان من بين أسباب حدوث هذا الأمر أن أجزاء كبيرة من مناطق العشب الخضراء كانت قد تحوَّلت إلى زراعة القمح في بدايات القرن العشرين الميلادي، ولكن القمح لم يحم آنذاك التربة من الرياح، وإضافة إلى هذا فإن مناطق العشب المتبقية تعرَّضت للدَّمار بعد أن تمت تربية المزيد من قطعان الماشية، هذا بالإضافة إلى أن موسم الجفاف الذي كان قد بدأ في عام 1931م دام سبع سنوات. وتآكلت بسهولة في هذه الفترة التربة الجافة غير المزروعة، ولحق بها الدمار بعد أن عصفت الرياح بالمنطقة.
كانت عواصف الغبار قد هبت في الماضي على هذه السهول الكبرى، ولكنها لم تكن على تلك القوة التدميرية في عقد الثلاثينيات. وكانت قد هبت واحدة من أولى العواصف المدمرة في شهر مايو من عام 1934م، وحملت هذه العاصفة ما يقرب من 318 مليون طن متري من القاذورات إلى الساحل الشرقي، وهبت في عام 1935م نحو 40 عاصفة ترابية على المنطقة الجافة، وجلبت معها أتربة كثيرة تسببت في حجب الرؤية، وتقليلها إلى مسافة لا تعدو 1,5كم.
وألحقت العواصف أضرارًا جسيمة بالأجهزة التنفسية للبشر وللحيوانات الذين فاجأتهم العاصفة التي أودت بحياة بعضهم. ونتيجة لهذه العواصف فقد كان من الضروري إزالة كل النفايات التي جلبتها العاصفة من المنازل ومن أمام كل أبواب مخازن الحبوب. وأسفرت العواصف أيضًا عن تدمير السيارات والآلات الزراعية، وتسببت في تدمير اقتصاد المنطقة الزراعية وفوجئ المزارعون بأنه لم يبق هناك شيء يُحصد. وكان من بين النتائج المثيرة لهذه العواصف أن الآلاف من المزارعين المفلسين المحبطين هاجروا مع ذويهم إلى ولاية كاليفورنيا بحثًا عن حياة أفضل. وقد وصف جون شتاينبك في رواية عناقيد الغضب