لن تذبل تلك النخلة.... ستبقى شامخة عالية ، بعيدة عن الشوائب والنوائب .
لن تذبل تلك النخلة.. لأن الشموخ كان تاجها والعنفوان كان رفيقها .
لم.. ولن تذبل تلك النخلة لأن الأمل لن يستوقفها يوما عن الحياة !!!!
ستبقى عالية الأغصان في أرجاء من الشموخ والهيبة والإقدام .... لكن وللأسف عندما تضيق الدنيا على شخص ما يهزل حاله ويطفئ نور وجهه الحزين ، فيسلك طريق الحزن الأليم ، يحرق نفسه ويؤذي غيره في صراع أليم..
هكذا هم غالبية البشر يقتلون أنفسهم ويتكبدون حزنهم في ضياع مهين!
كم منا إذا ضحك كثيرا جاءه مصيبة أكبر؟!
كم منا إذا جاءته مصيبة جاءه معها عشرات المصائب في آن واحد ؟!
وكم ...وكم ........؟
هكذا هي الحياة إذا أردت أن تضحك بها يجب أن تجرب طعم الدموع والمواجع في المقابل ! فمن تراه اليوم في أحسن حال قد كان يوما في أسوء حالاته !
نعم هذه هي الحقيقة التي قد لا يعرفها الكثيرون ،كل شخص يرى من الحياة وجهين : وجه ذو دمعة حارقة في حزن أليم ووجه في فرحة وسعادة من مذاقها رائعة مثيرة..
لماذا علينا نحن البشر أن يتملكنا الحزن ويسيطر علينا كما يسيطر ذاك المفترس اللعين على فريسته المسكينة ؟
لماذا علينا نحن البشر أن نكلف أنفسنا عناء الحزن بكل سهولة ويسر، فلا نهوّن حزننا ولا نرمي ألامنا ، بل نتمسك بها كما الأم تحتضن طفلها بشدة.
نختزن ذاك الحزن المبهم في عقولنا ليتفجر ألاما مخيفة مزرية ، فيهزل جسدنا ..ويعيا ! إلى أن يغط في سبات عميق وعندها...يموت..!!
هكذا نشأنا وترعرعنا لا نستطيع أن نطرد أحزاننا بعيداً بل نأخذها وفي أدمغتنا نختزنها لعلها بالنهاية تخنقنا وإلى القتل توصلنا ! وعلى حافة الهاوية تودي بنا إلى مالا نهاية ..
فهكذا نحن أناس لا نستطيع إلا أن نحزن ولكن في النهاية وراء كل دمعة حزينة هناك ضحكة ما ستأتي وإن تأخرت كثيرا ولكن متى؟ لا نعلم ! ولكن حتما ستأتي .....