مجلس الامن النسواني !!
!!!
بقلم محسن الصفار
فرح سعيد عندما سمح له المدير العام بأن يوظف سكرتيرة لمكتبه تعينه على الردّ على الإتصالات وترتب الملفات , كي يستطيع أن يتفرغ لمهامه الأصلية في التسويق لمنتجات الشركة ولأنها المرة الأولى في حياته يوظف احداً فقد احتار في من سيوظف لهذه المهمة ولأنه رجل عاقل ولا يحب أن يتورط في نزاعات مع قوى إقليمية (زوجته) أو قوى عظمى (حماته) فقد قرر أن يسلك الطريق الآمنة ويكشف عن الموضوع لهذه القوى كي تقرر مصير ترسانته أي (سكرتيرته), طرح سعيد الموضوع مع زوجته التي إمتعظت من فكرة وجود امرأة مع زوجها في مكتبه طوال الوقت كائناً من تكون هذه المرأة ولكنها أيضاً فرحت بأن زوجها أصبح شخصاً مهماً ولديه سكرتيرة مما سيمنحها الفرصة للتباهي أمام جاراتها وصديقاتها.
وإستمرت المفاوضات على الصعيد الإقليمي والعالمي ودخلت اطراف اخرى في الحوار من جارات وصديقات حتى وصلت اللجان الاصلية والفرعية إلى قرار مفاده أن زوجته يجب أن تشرف على تعيين السكرتيرة شخصيا مع التمتع بحق الفيتو ضد اي مرشحة لاتعجبها وبدون ذكر اي اسباب ً، تعجّب سعيد وقال لزوجته:
- يا حبيبتي هذا غير معقول، كيف ستجلسين في مكتبي بينما أجري مقابلات تعيين لسكرتيرة ؟ الناس ستضحك عليّ.
- والله تضحك تبكي, هذا لا يعنيني لن أسمح لك بتعيين سكرتيرة بحجة العمل ثم تستخدمها لأغراض أخرى غير مكتبية .
- يا حبيبتي هل هي سكرتيرة أم الملف النووي الإيراني؟ ما هي الأغراض الأخرى التي سأستخدمها بها؟ صنع قنبلة ذرية مثلاً؟
- إضحك إضحك, فلن أسمح لك أن بأن تأتيني بضرة من باب السكرتيرة إما موافقتي وإشرافي واما ستواجه العقوبات الإقتصادية لا بل وحتى الأمنية مني ومن حلفائي (أقربائي).
- سبحان الله أنا متزوج من هيلاري كلينتون دون أن أعرف.
- من هيلاري كلينتون هذه؟
- وزيرة الخارجية الأمريكية.
- لايهم ,لا يعجبني إسمها ولن أسمح لك بتعيينها سكرتيرة لك!!!.
جاء اليوم الموعود الذي سيقابل فيه سعيد المتقدمات للوظيفة وإصطحب معه زوجته التي ألقت نظرة على جميع الطلبات إستعداداً للتصفيات وحذف المرشحات اللواتي لا يعجبنها
دخلت المرشحة الأولى وطلب منها سعيد أن تعرّف عن نفسها فقالت:
- إسمي سعاد عمري 29 سنة، خريجة جامعية، عزباء.
نظرت إليها زوجته وأشارت إليه بطرف عينها بعلامة تدل على الرفض وعندما خرجت الفتاة سألها عن سبب الرفض فاجابت:
- هذه عمرها 29 يعني في سن قربت على العنوسة وترضى بأي رجل فلذلك فهي خطرة عليك.
دخلت الفتاة الثانية فرفضتها الزوجة بحجة أنها وقحة وجريئة والثالثة بحجة أن إسمها دلع أكثر من اللازم والرابعة لأنها ترطن بالإنجليزية عندما تتكلم وهكذا حتى جاء دور المرشحة الأخيرة بعد أن فقد سعيد كل أمل في أن تحظى أي فتاة على كوكب الأرض برضى زوجته.
دخلت فتاة تبدو عليها علامات الخجل والأدب الشديد حتى أن سعيداً عندما سألها عن إسمها أجابته بصوت خافت لم يسمعه فطلب منها تكراره فأجابته باستحياء وكلما سألها سؤالاً ردّت بنفس الطريقة وكلما تكلم معها عن شيء قالت له أنها يجب أن تسأل أمها وأخوتها إن كانوا سيوافقون، فرحت زوجة سعيد بهذه السكرتيرة الرائعة وأشارت إلى سعيد بالموافقة وفرح سعيد لانه أخيراً إستطاع الحصول على سكرتيرة جيدة وتحظى بموافقة مجلس الامن العائلي على صلاحيتها.
في اليوم التالي دخل سعيد المكتب فوجد فتاة بمكياج صارخ وشعر منكوش وتنورة قصيرة تجلس خلف مكتب السكرتيرة فسألها:
- نعم تفضلي أي خدمة؟
- أنا سكرتيرتك يا استاذ لقد عينتني أمس هل نسيت؟
نظر سعيد وهو غير مصدق فهذه لا تشبه الفتاة الخجولة التي جاءت أمس بأي شكل من الأشكال ولا الأصوات ولا الثياب , لاحظت الفتاة علامات التعجب على وجه سعيد فقالت له:
- يا سيد سعيد لا تتعجب فانت لست المدير الوحيد الذي تفرض زوجته رقابة على تعيين سكرتيرته ولذلك فقد أصبحت خبيرة وأعرف كيف اغير مظهري حتى توافق الزوجة ثم بعد أن أتوظف فلن تستطيع أن تفعل شيئاً هذا ان رأتني بعدها أصلاً.
إبتسم سعيد بسخرية وقال:
- سبحان الله لا ادري ان كانت نسائنا تعلمن السياسة من مجلس الامن الدولي ام ان مجلس الامن تعلمها من نسائنا !!!