الحملات الانتخابية للمرشحين تنتهي اليوم والحسم في صناديق الاقتراع غدا
ينهي مرشحو الانتخابات النيابية مساء اليوم حملاتهم الانتخابية بعدما صب المرشحون والبالغ عددهم 763 مرشحا كل مساعيهم وجهودهم الانتخابية لنيل ثقة اكبر عدد من الناخبين.
ولم يسلم المشهد الانتخابي ايضا خلال الحملة من تدخلات دراماتيكية تمثلت في بروز مظاهر للعنف الانتخابي ، كحرق المقار الانتخابية والمشاجرات بين مؤيدي وانصار المرشحين في مناطق متفرقة من المملكة.
في الدائرة الثالثة في عمان ، ثمة معطيات كثيرة تطعم الانتخابات في دوائرها الفرعية الخمسة بنكهة مميزة ، ففي الشكل ، هي دائرة سياسية بامتياز باقرار المراقبين والمتابعين للشان الانتخابي ، وهي ايضا دائرة تشتد بها المنافسة بين مرشحين لهم تاريخ طويل في العمل السياسي والبرلماني ، وهي دائرة تتركز انظار كل المراقبين والمتابعين للشان الانتخابي محليا وعالميا عليها باعتبارها حجر الزاوية في بناء ملامح المشهد الانتخابي لعموم العملية الانتخابية ، والنظر منها لتركبية مجلس النواب المقبل.
اما في المضمون ، فيفترض ان تكون ثالثة عمان ساحة نموذجية للتنافس الانتخابي لـ34 مرشحا ، كلهم واثقون من الوصول الى قبة البرلمان ، لا بل ان بعضهم يحسم ذلك ، ويعتبر نفسه فائزا حينما ينظر لحجم عمل ماكينته الانتخابية ، والاعداد التي تفوق الالاف من المناصرين الذين زاروا مقره الانتخابي. ومع استحقاق موعد الاقتراع يوم غد ، ثمة من ينتظر من مرشحي الدائرة اي هفوة من مرشح اخر لينقض عليه ، ويبرز الثغرات التي تورط بها المرشح ويستغلها لضرب شعبية المرشح الثاني ، مع الاخذ بعين الاعتبار ان نسب الاقتراع في ثالثة عمان لا تتجاوز في الحد الاعلى بحسب دورات انتخابية سابقة %30 من مجموع 139 الف ناخب وناخبة. في التفاصيل ، تمتد ثالثة عمان من دوار الداخلية حتى عبدون الشرقي والشميساني ومنطقة زهران ، ويمثلها في البرلمان 5 نواب ، 4 مسلمين ونائب واحد مسيحي ، وتتركز كثافة الاصوات في عبدون الشرقي ، وزهران.
وبحسب العرف المتداول ، فان هاتين المنطقتين تحسمان مصير المرشحين الفائزين في الدائرة.
واللافت ان هذه الدائرة ، تحمل في خفاياها مفاجآت انتخابية من طراز رفيع ، ولا يخفي مراقبون ان تكون الدائرة عنوان التغيير والتجديد في انتخابات 2010 ، حيث التبدل والتغيير والانحراف عن القواعد التقليدية المعروفة عن اتجاهات اختيار الناخبين لمرشحي الدائرة.
فالكل بانتظار بدء عملية الاقتراع والفرز غدا ، ولا شيء يلوح في الافق الا صور صناديق الاقتراع ، وكل المرشحين يلهثون وراء الناخبين يحرضونهم على التصويت ويهزون كل ساعة هواتفهم المنقولة يذكرونهم بقرب ساعة الحسم ، ويحثوهم على انتخابيهم باعتبارهم الانسب والاصلح للمرحلة المقبلة برلمانيا وسياسيا ، وفق تقديراتهم.
عمانيا ، لا يمكن استهلال الكلام عن الانتخابات الا من الدائرة الثالثة ، حيث طغى الاهتمام بالدائرة على بقية دوائر العاصمة السبع ، وبقيت قياسات الرصد والاستطلاع الانتخابي مربوطة بهذه الدائرة ، لاكتشاف كل ما هو جديد انتخابيا ومقارنته ببقية دوائر المملكة.
وتتوصل القراءات السياسية للاستحقاق الانتخابي ، الذي تكتمل عناصره بعملية الاقتراع وما يليها من فرز للاصوات واعلان اسماء الفائزين في الانتخابات ان وزارة الداخلية وهي الجهة الحكومية التي تدير العملية الانتخابية من الفها الى يائها ، نجحت لحين هذا الوقت في فرض منطق الحياد والمهنية والموضوعية في التعامل مع الملف الانتخابي بكل شفافية ونزاهة.
وبحسب مراقبين للانتخابات ، فان الوزارة سجلت حيادية ونزاهة في ادائها لناحية شفافية العملية الانتخابية ، من خلال تطبيقها لقانون الانتخاب بكل حرفية ودقة متناهية ، ازالت كل الشبهات والظنون والاتهامات ، وابقت حسم المعركة الانتخابية من خلال صناديق الاقتراع لا شيء اخر غير ذلك.
رئيس اللجنة الانتخابية للدائرة الثالثة نائب محافظ العاصمة الدكتور خالد العرموطي ، برهن على جاهزية اللجنة على استقبال يوم الاقتراع باكماله كافة الاجراءات المتعلقة بذلك ، واشرافه المباشر على تجهيز مراكز الاقتراع والفرز ، واصدار تصاريح الدخول لمراكز الاقتراع لملاحظي الانتخابات من اردنيين واجانب.