كشف التقرير الثاني للتحالف المدني لرصد الانتخابات عن العديد من المفارقات والطرائف التي تشهدها حركة النشاط الانتخابي في عدد من محافظات المملكة، تقاسمتها المشاكل والاشتباكات بين أنصار مرشحين، وبين تمزيق اليافطات، وصولا إلى اعتداءات على المرشحين أنفسهم.
وقال التقرير الثاني "راصد" الذي يصدره مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني أن الأسبوع الثاني من الحملة الانتخابية شهد تسجيل انسحابات متعددة، متوقعا في الوقت نفسه أن تشهد الأيام المقبلة سلسلة انسحابات لمرشحين في عدد من الدوائر الانتخابية.
وأضاف أن التوقعات في محافظة الطفيلة تذهب إلى استمرار مسلسل انسحابات المرشحين بسبب الخصوصية العشائرية للمحافظة، وحرص كل عشيرة على طرح مرشح يمثلها، كما تم افتتاح ثمانية مقرات انتخابية 6 منها تم افتتاحها يوم الجمعة الماضي، ولم تحمل الشعارات الانتخابية أي جديد، بالرغم من تعرض العديد من اليافطات الانتخابية لاعتداءات بالتمزيق والإزالة المتعمدة.
وأشار التقرير إلى أن المرشحين في محافظة معان اجلوا افتتاح مقراتهم الانتخابية تجنبا لحدوث مشاكل، ولم يفتتح في الأسبوع الثاني للحملة الانتخابية غير مقر انتخابي واحد فقط، بينما قللت الاجتماعات العشائرية من التنافس بين المرشحين.
وقال التقرير أن بعض المرشحين اكتفوا باستخدام دواوين العشائر لاستخدامها كمقرات انتخابية، كما ان التوقعات تشير إلى احتمال إعلان مرشحين انسحابهم من الانتخابات، إلى جانب تخفيض الكلفة المالية في الحملات الدعائية، في الوقت الذي استمر فيه مسلسل اختفاء الإعلانات الانتخابية خاصة في منطقة ما يعرف بدوار العقبة.
وأضاف التقرير أن الراصدين سجلوا ظاهرة طرد مرشح من منزل إحدى العائلات لقيامه بزيارتهم طالبا التصويت له في الوقت الذي كانت فيه هذه العائلة ملتزمة بالإجماع العشائري على مرشح آخر منافس له، وتم تهريب المرشح حتى لا يصاب بسوء.
وتوقف التقرير أمام ظاهرة لافتة للنظر حدثت في محافظة جرش تمثلت بتنازل مرشح إلى مرشح آخر عن مكان مقره الانتخابي، في الوقت الذي سجل فيه فريق الرصد تعرض صور احد المرشحين للتشويه والتي تم تعليقها على أعمدة الهاتف على طريق جرش- سوف وتمت إزالتها بالكامل.
وتابع التقرير قائلا في الوقت الذي استمرت فيه مخالفات تعليق الإعلانات على الشواخص والإشارات، فان حفلات افتتاح المقرات الانتخابية تسببت بخلق أزمات مرورية خانقة لعدة ساعات بسبب الإقبال الجيد من الناخبين، كما اقتصرت الضيافة المقدمة في تلك الاحتفالات على تقديم المشروبات الغازية والحلويات والولائم.
وأشار التقرير إلى أن مفاهيم الوطنية والدين والقومية والخدمات هي أهم مضامين الشعارات الانتخابية إلى جانب تقديم وعود غير محددة.
ولم تسجل اي حالة انسحاب، بينما بقي اهتمام الشارع الانتخابي في جرش لهذا الأسبوع يتعلق بما يشاع من عمليات جمع البطاقات الشخصية وحجزها مقابل مبالغ مالية وصلت إلى 150 دينار وعمليات شراء الأصوات.
وحول المشهد الانتخابي في محافظة مادبا قال التقرير أن المحافظة شهدت حالتي انسحاب لمرشحين، وارتفاع وتيرة الشائعات المتعلقة بانسحاب مرشحين آخرين يقف وراءها منافسون لهم، إضافة إلى الإساءة من قبل مرشحين لمرشحين منافسين وتشويه صورهم لتحقيق مكاسب انتخابية أو مصالح شخصية، فيما تردد عن تعرض بعض المرشحين لإغراءات مالية للانسحاب، ولوحظ غياب الولائم عن مقرات المرشحين وحل مكانها الحلويات والمشروبات الغازية.
وأشار التقرير إلى قيام احد المرشحين بإطلاق عبارات تتسم بالتمييز العنصري تجاه عشيرة وصفها بـ"العبيد"، مما دفع بتلك العشيرة إلى اللجوء للقضاء العشائري وتمزيق يافطات المرشح، كما ركزت اغلب الشعارات على قضايا التعليم والبطالة والصحة، فيما برزت ظاهرة شراء الأصوات من قبل المرشحين أصحاب النفوذ والمال وصادف ذلك تعرض سيارة زوجة احد المرشحين إلى حادث سير ويقال انه كان بحوزتها مجموعة من البطاقات الشخصية بحسب شهود عيان.
وفي محافظة المفرق قال التقرير أن عمليات شراء الأصوات سيطرت على أحاديث الشارع الانتخابي ولم يتسنى للراصدين توثيق أي منها بسبب تعدد الوسائل والسرية التي تحيط بهذه العملية، فقد تعددت أساليب شراء الأصوات بين بيع السلع بالمجان على نحو قيام معرض ملابس تعود ملكيته لمقرب من احد المرشحين بمنح الملابس مجانا للمواطنين، فيما قدم البعض مساعدات قال انه حصل عليها من جهات معينة، كما تدرجت أساليب شراء الأصوات من تقديم المواد الغذائية وصولا إلى حجز الهويات مقابل مبالغ من المال، وقد تأجل افتتاح مقرين احدهم بسبب حالة وفاة تخص احد المرشحين، فيما شهدت المحافظة مهرجانات خطابية واحتفالات فينة وصل عدد الحضور فيها إلى 4500 شخص تقريبا واقلها حضره 2500 شخص.
وأشار التقرير إلى حدوث مشاجرة سببها الأطفال أسفرت عن تحطيم سيارة تابعة للأمن العام وجرح شاب عمره 16 سنة بأداة حادة من قبل قريب لأحد المرشحين، فيما قامت مديرية الأشغال بإزالة كل الإعلانات عن الإشارات المرورية والشواخص المخالفة لشروط الدعاية الانتخابية، وقد تميزت الدعاية الانتخابية بالاكتفاء بصورة المرشح واسمه وطلب المؤازرة.
وقال التقرير أن احد المرشحين الإسلاميين تعرض للضرب في محافظة البلقاء التي شهدت افتتاح ثلاث مقرات انتخابية تراوح عدد الحضور فيها بين 3000 إلى 4000 شخص.
وكشف التقرير عن قيام احد المرشحين بارتكاب مخالفة قانونية تمثلت بوضع صورته على احد المباني المستأجرة من قبل الحكومة لصالح دائرة الأراضي والمساحة وتعود ملكيتها للمرشح نفسه، فيما رصد قيام احد الأندية بدعم مرشح.
وأشار التقرير إلى اكتفاء إحدى العشائر بوضع شعار وتوزيعه في أكثر من مكان يحمل اسمها، بينما بقيت الشعارات تخاطب الشباب والمعلمين داعية لحل مشكلة البطالة وتحسين الاقتصاد، فيما أخذت المشاجرات طابعا تنافسيا على مواقع وضع اليافطات أدت إلى نشوب مشاجرة بين أنصار مرشحين في محاولة لأخذ أفضل المواقع.
وقال التقرير أن الدائرة الانتخابية الأولى في اربد تعيش حالة هدوء بينما تشهد الدائرتين الفرعيتين الثالثة والخامسة نشاطا انتخابيا كبيرا، كما افتتحت العديد من المقرات الانتخابية في اغلب الدوائر في اربد مترافقا مع غياب الإعلانات عن مخيم الشهيد عزمي المفتي باستثناء إعلانات المرشحين من أبناء المخيم، وفي الدائرة الثالثة قام مجموعة من أبناء إحدى العشائر بجمع تواقيع ضد احد المرشحين لأنه خارج عن إجماع العشيرة وبحجة انه لا يصلح لتمثيل العشيرة.
وسجلت محافظة اربد انسحاب أربعة مرشحين، وتحولت المشاجرات إلى الجنس الناعم بين مناصرات لمرشحين في الدائرة الثانية، كذلك حدثت مشاجرة في كل من الدائرة الرابعة بين أنصار المرشحين بسبب مرور سيارات تحمل صور وشعارات لمرشح منافس، إضافة إلى مشاجرة في الدائرة الخامسة بين أبناء عشيرة واحدة بسبب خروج احد المرشحين عن الإجماع، وفي الأغوار قام ابن احد المرشحين بالاعتداء بأداة حادة على احد المواطنين، فيما احترق مقر احد المرشحين وكانت الأسباب المعلنة لعب الأطفال خلف صيوان المقر الانتخابي.
واشتكى احد المرشحين من تمزيق 100 يافطة تخص حملته الانتخابية من قبل العابثين، فيما استمرت التشنجات في الطيبة على اثر المشاجرة التي جرت بين عشيرتين الأسبوع الماضي، فيما حافظت الرمثا على تسجيل أعلى حراك انتخابي، كما استمرت الحركة الانتخابية في بني كنانة تسجل نشاطا ملحوظا ، وقد شهد افتتاح احد المقرات حضور حوالي 4000 شخص.
وأشار التقرير إلى أن اغلب المرشحات من النساء في محافظة الزرقاء لم يقمن بافتتاح مقراتهن الانتخابية، وقام العديد من المرشحين بتأجيل افتتاح مقراتهم لتجنب التكاليف المالية العالية، فيما شهدت الدائرة الثانية حراكا انتخابيا قويا.
وفي الكرك قال التقرير انه لم يسجل فيها أية مخالفة قانونية فيما سجلت مشاجرة بين عشيرتين في الدائرة الثالثة على باب إحدى الجامعات، أدى إلى فرض طوق امني على اغلب قرى الجنوب، فيما سجلت ملاسنة بين مرشحين حضروا افتتاح مقر انتخابي لمرشح أخر في الدائرة الخامسة أدى إلى إلغاء الافتتاح.
ومن الطرائف التي سجلها فريق الرصد في الكرك لجوء مرشحين لتقاسم نفس المقر الانتخابي بالإضافة إلى وعد احد المرشحين للناخبين بتوفير التيار الكهربائي مجانا، وكانت إحدى الشعارات الطريفة لأحد المرشحين العاملين في وزارة المياه سابقا انه سيكون " مفه " بين الشعب والحكومة.
وقال مدير عام مركز الحياة لتنمية المجتمع المدني الذي يتولى مهمة التنسيق في التحالف د. عامر بني عامر ان دورنا في عملية الرصد سيكون أكثر كثافة في الأسابيع المقبلة بعد أن يشتد التنافس.
وأكد د. بني عامر في تصريحات صحفية أمس أن التحالف المدني سيعزز من وجوده ودوره كجهة مستقلة لرصد هذه الحملات بما يحقق العدالة بين المتنافسين ويساهم في تعزيز النزاهة والشفافية، مشيرا إلى أن فريق الرصد يبذل مجهودا كبيرا للتحري والمتابعة لكل المعلومات التي تصله ويعمل حتى ساعات متأخرة من الليل.