النظرية (السلوكية،النمائية،الطبية) التي أعطت تصور عن صعوبات التعلم
معلومات عامة عن صعوبات التعلم
أول من أوجد ميدان صعوبات التعلم هو (صامويل كير) وهو أول من اعترف بصعوبات التعلم عام 1963م واستطاع في هذا العام أن يجمع الأهالي وذهبوا للرئيس الأمريكي ليعترف بصعوبات التعلم والجدير بالذكر أن أول من تكلم عن هذا المجال أي الإعاقة هم الأطباء وكان لديهم تصور يسمى بالتصور النموذجي الطبي وكانوا يعالجون قضية صعوبات التعلم من وجهة نظر طبية .. ولكن بعد أن ظهرت المشكلة أصبح هناك تدخل من جانب التربويين في لايضاح الصعوبة في التعلم وكيفية التعامل معها .. وعلاقتها بنظريات التعلم المختلفة كـ ( نظرية التعلم الاجرائي ، نظرية التعلم الكلاسيكي ، نظرية التعلم البنائية لـ بياجيه .... ).
كيف فسرت النظريات السلوكية صعوبات التعلم؟؟ ونبذة مبسطة عن كل نظرية.؟
بداية أقول إن النظرية السلوكية تأثرت بعدد من نماذج التعلم ومنها :
أولاً : نموذج الاشراط الكلاسيكي:
والذي يسمى في كثير من الأحيان بالاشراط البافلوفي نسبة إلى بافلوف أو الاستجابي أو الكلاسيكي حيث يستند هذا النموذج إلى تشكيل العلاقات بين المثيرات القبلية والسلوك الاستجابي لذا يفسر هذا النموذج أشكال التعلم البسيط بأنها "تلك الاستجابات التي تحدثها مثيرات بيئية معينة" ومن النماذج المعروفة التي انبثقت عن هذه النظرية ( سلوكية المثير والاستجابة لواطسون والتي بنيت أساسا ًعلى دراسات بافلوف وأسلوب تقليل الحساسية التدريجي وأسلوب المعالجة بالتنفير وأسلوب معالجة ردود الفعل الشرطي ).
ثانيا ً- نموذج الاشراط الإجرائي :
يهتم هذا النموذج بدراسة قوانين التعلم التي يخضع لها السلوك الإجرائي ويستند هذا النموذج إلى بحوث (ثورندايك) حول الاشراط الفعال ومنها قانون الأثر، كما أنه يسند إلى دراسات (سكنر) حول التحليل السلوكي التجريبي والذي كان له الأثر الأكبر في تعديل السلوك الإنساني حيث ينصب اهتمام الباحثين في هذا النموذج على تحليل السلوك الإنساني في الوضع الطبيعي الذي يحدث فيه السلوك وعلاقة هذا السلوك في المثيرات البيئية القبلية والبعدية ويمكن تنفيذ ذالك بالمعادلة التالية : (المثيرات القبلية ← السلوك ← المثيرات البعدية).
ثالثاً - ًنموذج التعلم الاجتماعي : لـ(بانادورا)
يرجع هذا النموذج في أساسه إلى العالم ( بانادورا) الذي قام بتطوير النظرية الاجتماعية بحيث تشمل العوامل البيولوجية والبيئية المعرفية لإيضاح عملية التعلم من خلال الاعتماد على دور العلميات المعرفية لدى الفرد بالملاحظة والنمذجة حيث يهدف هذا النموذج إلى تضييق الفجوة ما بين علم النفس المعرفي والمنحى السلوكي دون التخلي عن المنهج العلمي الذي ترتكز عليه النظرية السلوكية.
رابعا ً- نموذج التعلم المعرفي السلوكي :
ويعرف هذا النموذج بالمنحى السلوكي المعرفي ويركز على كيفية إدراك الفرد للأحداث البيئية وتفسير الشخص لسلوكه وتبريره له وأنماط التفكير لدى الأفراد واستراتيجيات الضبط الذاتي وأن الهدف الأساسي من هذا النموذج هو تطوير القناعة لدى الفرد بالكفاية الشخصية والتي هي محصلة لثلاثة عوامل أساسية هي (البيئة الخارجية - العمليات المعرفية - الأحداث الداخلية).
- خلاصة النظرية السلوكية :
وبهذا نستطيع القول أن النظرية السلوكية انبثقت من علم النفس السلوكي حيث يساعد هذا العلم في فهم الطريقة التي يشكل فيها سلوك التعلم كما أنه يؤثر بشكل كبير بالطريقة التي نتعلم بها فإن النظرية السلوكية أنتجت تطبيقات مهمة في مجال صعوبات التعلم حيث قدمت أسس منهجية للبحث والتقييم والتعليم فلسان حال هذه النظرية يقول (أن السلوك المستهدف "استجابة الطفل" يتوسط مجموعات من التأثيرات البيئية وهي المثير الذي يسبق السلوك "المهمة المطلوبة من الطالب" والمثير الذي يتبع السلوك وهو "التعزيز أو النتيجة").
لذا فإن تغير سلوك الفرد يتطلب تحليلا ً للمكونات الثلاث السابقة وهي:
(مثير قبلي ← السلوك المستهدف ← التعزيز أو النتيجة)
استراتجيات مواجهة صعوبات التعلم في ضوء النظرية السلوكية .؟
هناك إستراتيجيتين أساسيتين في مواجهة صعوبات التعلم أنتجتها النظرية السلوكية هما :
أ - تحليل السلوك التطبيقي (تحليل المهمة)
ب - التعليم المباشر.
أ- تحليل السلوك التطبيقي :
والذي يعرف بتحليل المهمة حيث تركز هذه الإستراتيجية في مجال صعوبات التعلم على التحليل المنظم للسلوك لكل متعلم على حدة ولهذا يقدم تحليل السلوك التطبيقي مبررات كثيرة لاستخدامه مع فئة الطلبة ذوي صعوبات التعلم وتتمثل أهميته في النواحي التالية :
1- التأكد على قياس أداء التلاميذ من قبل المعلمين .
2- التأكد على إكمال التلاميذ للعمل المحدد الذي يقومون به من خلال التسلسل للمكونات الأساسية في المهام الفرعية المطلوبة من الطالب.
3- استخدام هذه الإستراتيجية في المهمات الحركية.
4- تمكين الفرد من وصف الإستراتيجية المستخدمة وهي تحليل المهمة وهذا يعطي تصور للمهام المعرفية التي يقوم بها الفرد.
ب - التعليم المباشر :
ركزت هذه الإستراتيجية المنبثقة عن النظرية السلوكية على المنهاج والمهمات التي يجب تعليمها للطلبة ذوي صعوبات التعلم والذي يعني أن المعلمين واضحين تماما ًفيما يعملون من مهارات محددة للتلاميذ.
وذلك يتم بتعليم كل خطوة أو مهارة من قبلهم بدلاً من تركها للمتعلم مع تزويد الطلبة بنماذج لحل المشكلات أو تفسير العلاقات والدعم اللازم خلال عملية التعلم والتشجيع على الممارسة التعليمية وهذا لا يشير أن المعلم يكون هو الملقي للمعلومات والمتعلمين سلبيين ولكنه يتضمن تعليم التلاميذ من خلال العمل والنشاط وتوجيه ما يقوم به الطلبة وإعطاء التغذية الراجعة لهم عند استجابة الأطفال.
التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم :
ومن خلال ما سبق يمكن إيجاز التطبيقات التربوية للنظرية السلوكية مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم وهي تتمثل فيما يلي:
1- أن التعليم المباشر والصريح يكون فعالاً مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم في تنفيذ المهمات الأكاديمية فهذا يحتاج إلى تحليل مكونات المنهاج وكيفية بناء السلوكيات المتسلسلة.
2- يمكن دمج التعليم المباشر مع أساليب عديدة أخرى من أساليب التدريس التي تستخدم مع الطلبة ذوي صعوبات التعلم فيمكن استخدامه مع أسلوب التعليم الفردي والتفسيرات البديلة للمفاهيم ، ويراعى في ذلك الخصائص الفردية للطفل في عملية التخطيط للتعلم.
3- يجب النظر للمرحلة التعليمية التي يمر بها الطفل في مراحل تعلم متعددة منها :
أ- الاكتساب :
يتعرض الطفل للمعرفة الجديدة لكنه لا يدركها تماماً فمثلاً يعرض على الطفل جدول الضرب رقم 5 فهو لا يدركه إلا إذا تم تفسير المفهوم المرتبط به.
ب- الاتقان :
يبدأ الطالب بإدراك المعرفة في هذه المرحلة ولكنه ما زال بحاجة لممارستها باستخدام ألعاب - بطاقات كمبيوتر - تعزيز ... الخ.
ج- الاحتفاظ :
ويتم بمستوى عالي من الأداء بعد التعليم المباشر وبعد أن يتم سحب المعززات أو توجيه المعلم ، مثال: (يمارس جدول الضرب رقم 5).
د- التعميم :
وهنا الطالب يمتلك المعرفة ويمكنه تطبقيها في مواقف أخرى من التعلم ، مثال :استخدام جدول الضرب رقم 5 في مادة الرياضيات.
منهج صعوبات التعلم في ضوء النظريات