الثعلب هو أي فصيلة من فصائل الكلبيّات القارتة (أكلة للحوم و النبات) الصغيرة الحجم، و البالغ عددها 27 نوعاً.يقصد العامّة من كلمة ثعلب في العادة الثعلب الأحمر، بما أنه أكثر الأنواع شيوعاً في النصف الغربيّ من العالم، بالرغم من أن فصائل الثعالب المختلفة تتواجد في كل القارّات تقريباً، وهذا ما أدّى إلى ظهورها في العديد من الثقافات و التراث الشعبي للعديد من الأمم و القبائل.يطلق على الثعلب الذكر في العربيّة اسم ثعلب و الأنثى ثعلبة، والصغار ضغابيس أو جراء.
الصفات العامة تعيش معظم الثعالب حوالي سنتين أو ثلاثة في البريّة، ولكنها قد تعمّر إلى 10 سنوات أو أكثر في الأسر.يبلغ حجم معظم الفصائل حجم القطط المستأنسة حيث تعتبر الثعالب أصغر أعضاء فصيلة الكلبيّات، ومن الصفات الخارجيّة المميزة الأخرى الخطم الدقيق و الذيل الكثّ الكثيف، وتختلف بعض الصفات الأخرى طبقاً للمسكن أو البيئة التي تقطنها الفصيلة فمثلاً يمتلك ثعلب الفنك أذنين كبيرتين و فراءً قصيراً بينما يمتلك الثعلب القطبيّ أذنين قصيرتين و فراءً سميكاً عازلاً.الثعالب حيوانات متوحدة على عكس العديد من الكلبيّات الأخرى، وهي مفترسات منتهزة للفرص تقتات على مجموعة متنوّعة من الأغذية مثل القوارض بشكلٍ خاص بالإضافة للجنادب والفواكه و الأعناب.تعتبر الثعالب حيوانات حذرة ولا تقرب البشر في العادة، كما لا يحتفظ بها كحيوانات أليفة بالرغم من أن الثعلب الفضّي دجّن بنجاح في روسيا بعد 45 سنة من التزاوج الإنتقائي.تتواجد الثعالب الآن في بعض المناطق في المدن و الحدائق المنزليّة
الأصوات ليس من عادة الثعالب أن تتجمّع لإصدار أصوات بشكلٍ جماعيّ كما تفعل الذئاب أو القيوطات، ولكنها عوضاً عن ذلك تتواصل مع بعضها باستعمال أنماط مختلفة من الأصوات: النّباح
النّباح هو أكثر أنواع الأصوات المألوفة وهو يتألّف في العادة من 3 إلى 5 مقاطع.تتواصل الثعالب مع بعضها بهذا الأسلوب عندما تكون بعيدة عن بعضها، وتقلّ حدّة الصوت كلّما إقتربت من بعضها، و تحييّ الثعالب جرائها بأخفض نبرة من هذا الصوت. نباح الإنذار
يتألّف هذا الصوت من مقطع واحد فقط، ويستعمله ثعلب بالغ لإنذار جرائه من خطرٍ ما.يبدو هذا الصوت كنباحٍ حادٍ من مسافة بعيدة، أما عن مسافة قريبة فهو يبدو كسعالٍ مكبوت. الزمجرة
عويل الثعلبة
العويل صوت حاد يتألّف من مقطع واحد فقط و يصدر في موسم التزاوج في العادة، ومن الإعتقاد أن الأنثى تصدره لإستدعاء الذكور عندما تكون في الدورة النزويّة، ولكن خلافاً للإعتقاد السائد فإن الذكور تصدر هذا الصوت أيضاً الذي يخدم غاية معينة كما يبدو. الخرخرة
ظهر في إحدى تقارير شبكة "بي بي سي" في 5 أكتوبر 2006 إن الثعالب المستأنسة تخرخر عندما تدلل التوازن البيئيّ
تعتبر الثعالب حيوانات ضارّة في بعض الدول مثل إستراليا، التي أدخلت إليها جمهرات من الثعالب الحمراء و أخذت في صيد الطرائد البلديّة الإستراليّة التي لم تستطع التأقلم مع الوضع الجديد مما دفع بالعديد منها إلى حدّ الإنقراض و دفع بالعامّة إلى تصنيف الثعالب كآفات، و من جهةٍ ثانية فإن العديد من فصائل الثعالب مهدد بالإنقراض.يمكن استخدام الثعالب أيضاً كمساعدة للمزارعين على التخلّص من الآفّات الزراعيّة، وقد نجحت هذه التجربة في مزارع الفاكهة بشكلٍ خاص.يعتقد المؤرخين أن إدخال الثعالب إلى بيئاتٍ غريبة عنها لا يعود إلى العصور الاستعماريّة بل هو أقدم من ذلك بكثير، حيث يظهر أن أقدم حالة تعود إلى العصر الحجريّ الحديث في قبرص، كما وقد تمّت ملاحظة نقوش حجريّة تمثّل الثعالب في مستعمرة تعود للعصر الحجريّ الحديث في شرقي تركيّا.
الثعلب الأحمر
الثعلب الأحمر حيوانلبون ينتمي إلى رتبة آكلات اللحوم وفصيلة الكلبيات، وهو يعرف أيضا بمجرّد الثعلب بما أنه أكثر أنواع الثعالب شيوعا، خصوصا في بريطانيا و أيرلندا حيث لم يعد يوجد أي نوع بري من الكلبيات سواه. ينتشر الثعلب الأحمر عبر مناطق متنوعة و شاسعة من العالم مما يجعله أكثر اللواحم انتشارا على وجه الكرة الأرضية، فهو ينتشر عبر كندا، ألاسكا، معظم الولايات المتحدة، أوروبا، شمال أفريقيا، و جميع أنحاء آسيا تقريبا بما فيها اليابان، كما تم إدخاله إلى أستراليا في القرن التاسع عشر[1]. تتميز الثعالب الحمراء، كما يوحي اسمها، بفرائها الذي يتراوح لونه ما بين البني المحمر والأحمر الصدئ كما يوجد نمط فضيّ لهذه الحيوانات في بعض الأحوال، وقد دجّن العديد من هذه الثعالب الفضية للحصول على فرائها المستخدم في صناعة المعاطف الثمينة. يظهر الثعلب الأحمر في الفلكلور و التراث الإنساني بكثرة، و غالبا مايتم ربطه بالدهاء و المكر و الاحتيال، وفي أحيان يظهر على أنه شرير و أحيان أخرى على أنه مظلوم يستخدم دهائه لينقذ نفسه في اللحظة الأخيرة. وقد كان دهاء هذه الحيوانات مصدر إعجاب و تقدير لبعض الحضارات بينما كان سببا لمقتها و كراهيتها بالنسبة للبعض الآخر الذين غالبا ما يصفوها بالحيوانات الطفيليّة. و لا يزال أكثر الناس حتى اليوم يربطون الثعلب الأحمر بالأذى و الضرر أكثر من اعتباره حيوان مثير للشفقة، و يظهر ذلك جليّا لدى المزارعين و مربي الدواجن بالأخص
ينتشر الثعلب الأحمر اليوم عبر معظم أمريكا الشمالية و أوراسيا، جنوبي أستراليا، و بعض المناطق في شمال أفريقيا. و الثعالب الحمراء نوع دخيل في أستراليا و تعتبر مشكلة بيئية خطيرة[2] حيث أنها قد انتشرت بشكل كبير لتقضي بذلك على أعداد كبيرة من الحيوانات البلدية، بعد أن استقدمت إلى البلاد قرابة العام 1850 لتشجيع رياضة الصيد[3] التي كان المستوطنون الإنجليز معتادين عليها في بلدهم الأصلي، أو للسيطرة على أعداد الأرانب الدخيلة التي كانت تهدد المحاصيل الزراعية و تفسد الأراضي، كما يرى بعض المؤرخين. تعيش هذه الثعالب في أمريكا الشمالية في الغابات الصنوبرية، وقد تم إدخالها إلى بعض الغابات النفضية في المناطق الأكثر اعتدالا من القارة[4]، وقد أظهرت بعض الدلائل من الأحافير مؤخرا بأن موطن هذه الثعالب القاطنة للغابات الصنوبرية كان يمتد جنوبا إلى جبال الروكي أو الجبال الصخرية. و تعتبر ثعالب الغابات الصنوبرية الثعالب الحمراء الأصلية لأمريكا الشمالية، أما ثعالب الغابات النفضية فتتحدر من الثعالب الحمراء الأوروبية التي أحضرت إلى الولايات المتحدة و أطلق سراحها في جنوب غرب البلاد لتشجيع رياضة الصيد[5][6][7]، كما استقدم البعض منها إلى كاليفورنيا لتربيتها في المزارع للحصول على فرائها. و يعرف بأن أول من أحضر ثعالب أوروبية إلى أمريكا كان روبرت بروك الذي يقال بأنه استقدم 24 ثعلبا أحمر من إنجلترا[8]، و يعتقد بأن الجمهرة الدخيلة قد تزاوجت مع الجمهرة البلدية لتوجد حاليا جمهرة هجينة بين الاثنين [9]. و يعيش في الهند ثلاث سلالات من الثعلب الأحمر هي: السلالة التبتيّة (ثعلب التبت) التي تعيش في لداخ و جبال الهيمالايا، سلالة كشمير (الثعلب الكشميري) التي تتواجد في كشمير و بشكل أقل في لداخ، و سلالة الصحراء الهندية (ثعلب الصحراء) التي تعيش في صحراء تار في راجستان وفي إقليم كوتش في ولاية غوجرات. وفي آسيا عدة سلالات أخرى للثعلب الأحمر منها السلالة اليابانية (الثعلب الأحمر الياباني) التي هاجرت من الهند إلى الصين منذ آلاف السنين ومن ثم وصلت اليابان حيث يعرف الآن الثعلب الأحمر باسمه الياباني "كيتسوني" (باليابانية: 狐 = كيتسوني)، وفي الدول العربية أربعة سلالات من الثعلب الأحمر هي: السلالة المصرية (الثعلب المصري) التي تعيش في مصر و ليبيا، و السلالة العربية (الثعلب الأحمر العربي) التي تعيش في شبه الجزيرة العربية و جنوب فلسطين، و السلالة البربرية (الثعلب البربري) التي توجد في جبال الأطلس و شمال تونس و الجزائر، و السلالة الفلسطينية (الثعلب الفلسطيني) التي تعيش في بلاد الشام.
المواصفات
الحجم: يعتبر الثعلب الأحمر أكبر أنواع الثعالب المنتمية إلى جنس الثعالب الحقيقية (باللاتينية: Vulpes = فولبس) حيث يمكن للثعلب البالغ منها أن يصل في وزنه إلى 2.7 - 6.8 كغم (6 - 15 رطلا)[10]، إلا أن هذا يختلف من منطقة لأخرى، فثعالب كندا و ألاسكا تكون أكبر حجما من ثعالب بريطانيا التي تكون أكبر حجما بدورها من ثعالب جنوبي الولايات المتحدة[11]، و يمكن تقدير حجم الثعلب من خلال النظر إلى حجم آثار قوائمه التي يبلغ عرضها 4.4 سنتيمترات (1¾ إنش) في العادة و طولها 5.7 سنتيمترات (2¼ إنش)، و تبلغ المسافة بين خطوات الثعلب عندما يهرول ما بين 13 إلى 15 بوصة[12]. اللون: يكون لون الثعلب الأحمر في العادة أحمر صدئا على القسم العلوي من الجسد، و أبيض على المعدة و آخر الذيل الكث، كما تكون أطراف الأذان سوداء. و يمكن لفراء الثعلب الأحمر أن يتدرج لونه من القرمزي إلى الذهبي كما تكون أطراف كل شعرة على حدة بنية، سوداء، حمراء، أو بيضاء و يمكن رؤيتها عن قرب. تكون الثعالب الأمريكية طويلة و ناعمة الشعر على عكس الثعالب الأوروبية التي يكون شعرها قصيرا و أقل نعومة[13]، وفي البرية هناك نمطان آخران للثعلب الأحمر أحدهما هو الفضي أو الأسود الذي يشكل نسبة 10% من الجمهرة البرية و أغلبية الجمهرة المستأنسة، و لحوالي 30% من الثعالب البرية نمط أسود إضافي بالإضافة للونها الأحمر الذي يظهر في العادة على شكل خط أسود يمتد ما بين الكتفين وعلى طول الظهر، كما يشكل تقاطعا أو صليبا على الكتفين، ومن هنا جاء الاسم الإنجليزي لبعض الثعالب الحمراء: "كروس فوكس" = ثعلب الصليب، ثعلب التقاطع، (بالإنجليزية: cross fox، التي تترجم في العربية أحيانا بالثعلب الهجين). يمكن للأفراد من الجمهرة المستأنسة أن يولدوا بأي لون تقريبا بما فيه الأنماط المرقطة و المعرّقة
معلومات أخرى
معلومات أخرى: عينا الثعلب ذهبيتا اللون ضاربتان إلى الصفار، و للثعلب الأحمر بؤبؤان ضيقان يشبهان بؤبؤ السنوريات كما أن نظرها حاد كما نظر الهررة مما أدى بالبعض إلى تسميتها "بالكلبيّات شبيهة القطط" خصوصا بعد النظر إلى رشاقتها الاستثنائية بالنسبة لباقي أصناف فصيلة الكلبيات. يساعد ذيل الثعلب الطويل و الثخين هذه الحيوانات على القفز لمسافات بعيدة أو مرتفعة كما يمكنها من القيام بحركات معقدة، و تساعدها قوائمها الطويلة على العدو بسرعة 70 كيلومتر في الساعة (45 ميل في الساعة) مما يمكنها من الإمساك بالطرائد السريعة الحركة كالأرانب و تفادي الضواري الأكبر حجما. تبلغ المسافة بين أنياب الثعلب الأحمر إجمالا قرابة 11⁄16–1 (ما بين 18 إلى 25 مليمتر)، و تفتقر الثعالب إلى العضلات اللازمة في وجهها و التي تمكنها من التكشير عن أنيابها، على عكس معظم الكلبيّات الأخرى. ينمو للثعلب الأحمر فراء إضافي أثناء فصل الشتاء، و يقوم هذا الفراء الشتوي، كما يسمّى، بتدفئة الحيوان في هذا الفصل وفي البيئات الأكثر برودة، و يقوم الثعلب بطرح فرائه عند بداية الربيع ليعود له الفراء القصير طيلة فترة الصيف..