تعد اضطرابات النطق أكثر أنواع اضطرابات الكلام شيوعاً خاصة لدي الأطفال في سن المدرسة.. في هذه الإضطرابات، قد يلفظ الطفل الأصوات اللغوية بطريقة مشوهه بحيث لا يفهمه المستمع، أو قد يحذف أو يضيف أحد الأصوات اللغوية أو أكثر بحيث لا يؤدي المعني المطلوب. أو ربما يستبدل الطفل أحد الأصوات اللغوية بصوت أو أصوات لغوية أخري. وإذا ما زادت عدد الأصوات اللغوية المشوهة أو المستبدلة أو المحذوفة إلي درجة كبيرة، فإن حديث الطفل يصبح غير مفهوم علي الإطلاق.
وتحدث اضطرابات النطق في بداية مرحلة الطفولة ولكن سرعان ما تصحح أخطاء النطق مع تقدمهم في العمر، و لكن قد لا ينجحون في تصحيح أخطائهم، وقد لا يستطيعون التخلص من اضطرابات النطق تلقائياً، ولذا فمن المهم علاج تلك الاضطرابات قبل ظهور التعقيدات، حيث ينصح بعلاج اضطرابات النطق للأطفال الذين لم يظهروا تحسناً تلقائياً، أو يكون كلامهم غير مفهوم بشكل واضح، ومن يضطربون لعدم قدرتهم علي التحدث بوضوح
ويؤكد بيكروكانتويلBaker,L. & Cantwell,D. (1990) إن الأطفال الذين لديهم درجة حادة من اضطرابات النطق أو من يكون اضطرابهم مزمناً، يكونون أكثر احتمالاً لأن يعانوا من المشكلات النفسية.
إننا عندما نتحدث عن النطق فإننا نقصد بذلك قيام أعضاء النطق بعملها بالشكل المطلوب، وبالتالي إنتاج كل صوت بشكل طبيعي، وإن أي خلل أو اضطراب في قيام أي عضو من أعضاء النطق، يجعلنا نقول: إن اضطرابا نطقياً قد نتج عن ذلك فما هو إذن الإضطراب النطقي:
يعرف إمريك Emerick,L (1981) اضطرابات النطق بأنها " عدم قدرة الفرد علي ممارسة الكلام بصورة عادية تناسب عمره الزمني وجنسه، وقد يتمثل ذلك في صعوبة نطق أصوات الكلام، أو تركيب الأصوات مع بعضها لتكوين كلمات مفهومة، أو صعوبة فهم معني الكلام الذي يسمعه، أو نطق الكلمات بصورة غير مفهومة، أو عدم تركيب الكلمات في صورة جمل مفهومة، أو عدم استخدام الكلام بصورة فاعلة في عملية التواصل مع الآخرين".
ويعرف فيصل الزراد(1990) اضطرابات النطق" بأنها تلك العملية التي يتم من خلالها التركيز علي أي خلل يحدث في عملية وطريقة النطق، وطريق لفظ الأصوات، وتشكيلها، أو إصدار الأصوات بشكل صحيح".
بينما تم تعريف اضطرابات النطق في الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية الصادر عن الجمعية الأمريكية للطب النفسي DSM IV فإنه " فشل في استخدام أصوات الكلام المتوقعة نمائياً والتي تكون مناسبة لعمر الفرد وذكائه ولهجته، ويتضح في إصدار صوتي رديء أو تلفظ غير مناسب.. ويتألف الإضطراب النطقي من: أخطاء في إصدار الصوت، أو إبدال صوت مكان آخر، أو حذف أصوات مثل الحروف الساكنة التي تقع في آخر الكلمة، أو تشويه وتحريف لنطق الكلمة.. الخ مما يعطي انطباعاً بأنه كلام طفلي".
وفي نفس سياق التعريفات السابقة قد عرف عبد العزيز الشخص، عبد الغفار الدماطي(1992) اضطراب النطق بأنه" عدم القدرة علي إصدار أصوات اللغة بصورة سليمة، نتيجة لمشكلات في التناسق العضلي، أو عيب في مخارج أصوات الحروف، أو لفقر في الكفاءة الصوتية، أو خلل عضوي. ولكي يتم التعرف علي هذه الحالة واعتبارها عيباً أو اضطراباً فإنها يجب أن تعوق عملية التواصل، أو أن تسترعي اهتمام الشخص المتحدث أو أن تفضي إلي معاناة الفرد من القلق وسوء التوافق".
بينما يعرف حسن عبد المعطي (2001) اضطرابات النطق بأنها:" أخطاء في إصدار الصوت، أو إبدال صوت مكان آخر، أو حذف أصوات مثل الحروف الساكنة التي تقع في آخر الكلمة، أو يشوبه التحريف لنطق الكلمات... الخ".
وهكذا يمكن تعريف اضطرابات النطق بأنها " عدم قدرة الطفل على نطق بعض الأصوات اللغوية، والذي يبدو في واحد أو أكثر من الإضطرابات التالية: حذف صوتاً أو أكثر من الكلمة، أو تحريف الصوت بصورة تقربه من الصوت الأصلي غير أنه لا يماثله تماماً، أو إبدال نطق صوت بدلاً من صوت آخر، أو إضافة صوتاً زائداً إلي الكلمة ".
أنواع اضطرابات النطق:
تضم اضطرابات النطق ما يلي:
الإبـــــدال Substitution:
ويحدث فيه استبدال الطفل نطق صوت بصوت آخر، كأن يستبدل الطفل نطق صوت/ر/ بصوت/ل/، فيقول مثلاً "لاجل" بدلاً من" راجل"، و"ملوحة" بدلاً من " مروحة".. ويقع الإبدال مع أصوات أخري مثل إبدال /ج/ بصوت /د/ فيقول الطفل:" دمل" بدلاً من "جمل"، و"دبنة" بدلاً من " جبنة" ويستبدل أيضاً صوت /ك/ بصوت /ت/، فيقول "تتاب" بدلاً من " كتاب"، و" سمته" بدلاً من " سمكة".
ويسمي علماء اللغة هذه الحالات الإبدالية اسم Partial dysialiaأي صعوبة النطق الجزئية، حيث يكون كلام الطفل واضحاً في شكله العام عدا هذا الاضطراب في نطق صوت أو أكثر.
وغالباً ما يحدث الإبدال نتيجة تحرك نقطة المخرج إلي الأمام، ويسمي " إبدال أمامي"، أو إلي الخلف، ويسمي "إبدال خلفي"ن فعندما ينطق الطفل صوت/د/ بدلاً من صوت/ج/ فيقول مثلاً " دوافة" بدلاً من "جوافة"، فهذا يعني أن لسان الطفل قد تحرك إلي الأمام، فصوت/ج/ ينطق من وسط اللسان أما صوت/د/ فينطق من طرفه، وفي هذه الحالة يطلق علي ذلك إبدال أمامي.
أما إذا كان الطفل ينطق صوت/ء/ بدلاً من صوت/ق/، فيقول الطفل "ئمر" بدلاً من " قمر" فهذا يعني أن مخرج الصوت تحرك من أقصي اللسان إلي أقصي الحلق، وهذا ما يعرف بالإبدال الخلفي.
ولا يتسم الإبدال بالثبات، حيث يبدل الطفل صوتاً بصوت معين في كل مواضع الكلمة، بل إننا قد نجد الطفل مثلاً عند نطق صوت/ س/ في أول الكلمة قد يستبدله إلي صوت /ث/، فيقول "ثيارة " بدلاً من"سيارة"، وعند نطق صوت/ س/ في وسط الكلمة يستبدله بصوت/ش/ ، فيقول" شمشية" بدلاً من " شمسية" ،بينما إذا أراد نطق صوت /س/ في آخر الكلمة فقد يستبدله بصوت/ت/ فيقول " موت" بدلاً من "موس"... وهكذا.
وقد ترجع ظاهرة عدم إبدال الصوت بصوت بعينه بصورة دائمة إلي أن الطفل قد اكتسب مجموعة من الأصوات الصامتة، أقل من تلك المكونة لنظام لغته الصوتي، مما يدفعه إلي الإبدال غير الثابت للتعبير عن نفسه.
ويعد اضطراب الإبدال من أكثر اضطرابات النطق شيوعاً بين الأطفال، وخاصة حتى سن السادسة، وأحياناً السابعة من العمر.
الحـــذف Omission:
وفيه يقوم الطفل بحذف صوت أو أكثر من الكلمة، وعادة ما يقع الحذف في الصوت الأخير من الكلمة، مما قد يتسبب في عدم فهمها، إلا إذا استخدمت في جملة مفيدة، أو في محتوي لغوي معروف لدى السامع. وقد لا يقتصر الحذف علي صوت، إنما قد يمتد لحذف مقطع من الكلمة فيقول الطفل" مام" بدلاً من " حمام"، ويقول " مك " بدلاً من " سمكة".
وقد يتم الحذف عند توالي صوتين ساكنين في أي موقع من الكلمة، دون أن تكون هناك قاعدة حذف ثابتة ومحددة، أي أن الطفل قد يحدث الصوت الساكن الأول، فيقول" مرسة" ،أو "مدسة" بدلاً من " مدرسة".
وتسبب عملية الحذف صعوبة في فهم كلام الطفل، ومعرفة الحاجة، أو الفكرة التي يريد التعبير عنها، مما يؤثر علي الطفل، ويؤدي إلي ارتكابه وشعوره بعدم القدرة علي توصيل أفكاره للآخرين.
وبصورة عامة يتصف الأطفال الذين يعانون من الحذف بما يلي:
(1) أن كلامهم يتميز بعدم النضج أو الكلام الطفلي Childish ، وتشير نتائج الدراسات إلي أن الحذف يعد من اضطرابات النطق الحادة، سواء بالنسبة لفهم الكلام أو التشخيص، وكلما زاد الحذف في كلام الطفل صعب فهمه..
(2) غالباً يقل الحذف في كلام الطفل مع تقدمه في السن، ومع ذلك فقد يظهر لدى الكبار ممن يعانون من خلل في أجهزة النطق، أو اضطرابات في الجهاز العصبي، وكذلك الأطفال الذين يعانون من التوتر الشديد، وأولئك الذين يتحدثون بسرعة كبيرة.
(3) غالباً يميل الأطفال إلي حذف بعض أصوات الحروف بمعدل أكبر من الحروف الأخرى، فضلاً أن الحذف يحدث غالباً في مواضع معينة من الكلمات، فقد يحذف الأطفال أصوات/ج/ ، /ش/، /ف/ ، /ر/، إذا أتت في أول الكلمة أو في آخرها، بينما ينطقها إذا أتت في وسط الكلمة.(عبد العزيز الشخص، 1997)
التحريف أو التشويه Distortion:
وفيه ينطق الطفل الصوت بشكل يقربه من الصوت الأصلي، غير أنه لا يشبهه تماماً، أي ينطق الطفل جميع الأصوات التي ينطقها الأشخاص العاديون، ولكن بصورة غير سليمة المخارج عند مقارنتها باللفظ السليم، حيث يبعد الصوت عن مكان النطق الصحيح، ويستخدم طريقة غير سليمة في عملية إخراج التيار الهوائي اللازم لإنتاج ذلك الصوت.
ويحدث التحريف نتيجة لعدة أسباب منها ما يلي:
1- تأخر الكلام عند الطفل حتى سن الرابعة.
2- وجود كمية من اللعاب الزائد عن الكمية الطبيعية.
3- ازدواجية اللغة لدي الصغار أو بسبب طغيان لهجة علي أخرى.
4- تشوه الأسنان سواء بتساقط الأسنان الأمامية أو علي جانبي الفك السفلي.
5- قد ينتج عن مشكلة كلامية، كالسرعة مثلاً.
وإلي غير ذلك من الأسباب الأخرى التي قد تساهم في اضطراب التحريف أو التشويه.
ولتوضيح هذا الاضطراب يمكن وضع اللسان خلف الأسنان الأمامية إلي أعلي دون أن يلمسها، ثم محاولة نطق بعض الكلمات التي تتضمن أصوات /س/، /ز/، مثل: ساهر، زاهر، زايد، سهران، سامي.
الإضـــافة: Addition
وفيه يضيف الطفل صوتاً زائداً إلي الكلمة، مما يجعل كلامه غير واضح وغير مفهوم، ومثل هذه الحالات إذا استمرت مع الطفل أدت إلي صعوبة في النطق، مثال ذلك: سسمكة، ممروحة.. وغيرها، أو تكرار مقطع من كلمة أو أكثر مثل: واوا، دادا.
محكات الحكم علي اضطراب النطق:
أورد DSM IV (1994) المحكات التشخيصية التالية لإضطرابات النطق:
(1) فشل الفرد في استخدام أصوات كلامية متوقعة طبقاً لمرحلة نموه أو مناسبة لعمره ولهجته- مثل: الأخطاء في نطق الصوت، أو في استخدام التمثيل أو التنظيم مثل: إبدال صوت بآخر، أو حذف الأصوات، أو تحريف الأصوات في الكلمة.
(2) تتداخل الصعوبات في إصدار الصوت الكلامي مع التحصيل الأكاديمي، أو الإنجاز المهني، أو مع التواصل الاجتماعي.
(3) لو وجد تخلف عقلي أو عجز حركي كلامي أو عجز حسي أو حرمان بيئي فإن صعوبات الكلام تزداد باقترانها بهذه المشكلات.
وقد تثار العديد من التساؤلات حول العمر الذي يمكن فيه أن يحكم فيه علي الطفل بأنه يعاني من اضطرابات النطق؟
وهل هناك علاقة بين اضطرابات النطق وقدرات الطفل العقلية ؟
وهل عدم قدرة الآخرين علي فهم كلام الطفل يعني أنه يحتاج لعلاج اضطرابات النطق ؟... وغيرها من التساؤلات الأخرى.
وللإجابة علي تلك التساؤلات وغيرها، لابد من التعرف علي المحكات التي يمكن من خلالها الحكم علي مدي اضطراب النطق لدي الطفل، ومدي حاجته للعلاج:
العمر الزمني:
والمراجعة العاشرة للتصنيف الدولي للاضطرابات النفسية والسلوكية10 / ICD ( 199: 249) أوضحت أنه عند عمر الرابعة تشيع الأخطاء في إصدار أصوات الكلام، ولكن يمكن للغرباء فهم الطفل بسهولة. وبحلول سن السادسة أو السابعة يكتمل اكتساب أغلب أصوات الكلام. ولكن عندما يتأخر أو ينحرف اكتساب الطفل لأصوات الكلام مما يؤدى إلى سوء نطق Misarticulation في كلام الطفل يترتب عليه أن يجد الآخرون صعوبة في فهم كلامه، كما يؤدى إلى الحذفOmission أو التشوية والتحريف Distortion أو الإبدال Substitution في أصوات كلامه، مع عدم اتساق في تزامل الأصوات ( بمعني أن الطفل قد ينطق مقاطع بشكل صحيح في بعض مواضع الكلمات وليس في مواضع أخري).
تنمو الأصوات علي شكل كلمات منطوقة بصورة عادية ضمن مدى معين من الأعمار المختلفة، لهذا هناك 13 صوتاً تبرز بصورة واضحة ما بين الثالثة حتى الخامسة، في حين تظهر بقية الأصوات التي تتكون من 11 صوتاً بشكل صحيح ما بين سن السادسة حتى الثامنة، حيث تشكل تلك الأصوات مجتمعة صيغة الكلام التي لايمكن لإنسان الصغير أن يتعلمها في آن واحد، وذلك لأسباب نمائية ومعرفية.
وعلي هذا الأساس هناك من يرى أن بعض الأصوات قد يتم اكتسابها مبكراً، وبعض الأصوات الأخرى بالإمكان اكتسابها وتعلمها بعد سن السابعة غير أنه في الغالب يمكن فهم كلام معظم الأطفال بسهولة ما بين سن الثالثة والرابعة، لذلك يعتمد نمو الأصوات وإخراجها علي اعتبارات كثيرة، لعل من أهمها مرحلة النضج النمائي التي يمر بها الطفل والتي تغطي العديد من جوانب النمو المختلفة.
القدرات العقلية:
في بعض الحالات الخاصة التي يعاني فيها الأطفال من التخلف العقلي، أو التوحد، أو الشلل الدماغي، ينبغي تطبيق اختبار للذكاء لتحديد القدرات العقلية لهؤلاء الأطفال. إذ يتأثر نطق الطفل بمستوى القدرة العقلية التي يتمتع بها أفراد تلك الفئات، إذ أن هناك علاقة وثيقة بين مستوي النمو اللغوي والذكاء.
فالطفل العادي يبدأ نطق الأصوات بمحاكاة ما يسمعه من المحيطين به، بالألعاب الصوتية والمناغاة التي يقوم بها، وغالبا ما تكون هذه الأصوات في بادئ الأمر غير صحيحة، إلا أنه يصلح نطقه شيئاً فشيئاً حتى يستطيع النطق بشكل صحيح فيما بين الرابعة والسادسة أو السابعة من أعمارهم، بينما في مقابل ذلك نجد أن الطفل الذي يعاني من التخلف العقلي يتأخر في بداية النطق عن الطفل العادي، فالمهارات الكلامية لدي الأطفال المتخلفين عقلياً تماثل تلك المهارات الموجودة لدي العاديين الذين يماثلونهم في العمر العقلي، وليس في العمر الزمني، بل أن بعض الحالات تظهر نمواً في تلك المهارات أقل من مستواه مما هو عليه لدي من يماثلونهم في العمر العقلي من الأفراد العاديين. هذا فضلاً عن أن اضطرابات النطق توجد بمعدل أكبر منها لدي الأطفال العاديين، وتزداد هذه الاضطرابات بازدياد درجة الإعاقة، أي أن الإعاقة بين اضطرابات النطق ودرجة الإعاقة العقلية علاقة طردية.
إعاقة عملية التواصل:
إن الطفل الذي لا يستطيع التعبير عن نفسه، وعما يدور بين الآخرين، أو التواصل معهم بسبب اضطراب نطقه، قد يؤدي به ذلك إلي الوقوع في العديد من المشكلات التي من بينها تجنب المستمعين له، أو تجاهله، أو الابتعاد عنه بسبب صعوبة التواصل والتفاعل معه، وعدم مقدرتهم علي فهمه، ومن ثم استجابتهم له بصورة غير مناسبة، مما يؤدي إلي حدوث حالة من الارتباك بينهم وبينه، مما يترتب عليه إخفاق الطفل أو فشله في التواصل مع الآخرين، وممارسة حياته الاجتماعية بشكل طبيعي.
ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل أن إخفاق الطفل في التواصل مع غيره يؤدي به إلي الوقوع في المشكلات النفسية نتيجة لما يعانيه من اضطرابات في النطق، ومنها: الخجل، والإحباط، والانطواء، والقلق الاجتماعي، وغيرها من الأمراض النفسية الأخرى.
أسباب اضطرابات النطق:
على الرغم من تعدد الأسباب المسئولة عن اضطرابات النطق، إلا أنه يمكن إجمالها في مجموعتين رئيسيتين من الأسباب هما اللذين يقفا وراء إصابة الطفل بإضطرابات النطق بشكل عام، وهما:
الأسباب العضوية: وتتضمن خلل الأجهزة المسئولة عن عملية النطق والتي تتضمن شق الحلق، وشق الشفاة، ومشكلات اللسان( اختلاف حجمه، وعقدة اللسان، وأورام اللسان، واندفاع اللسان)، وعدم تناسق الأسنان، وعدم تطابق الفكين، وخلل الجهاز العصبي المركزي وخلل جهاز السمع( الأذنين).
الأسباب الوظيفية:وهي مجموعة الأسباب التي لا ترجع لوجود خلل عضوي، وإنما لعدد من الأسباب البيئية المحيطة بالطفل، ولذلك يتم التعامل معه في هذه الحالة كعرض وليس كسبب، وهذا ما يسمي بالعلاج العرضي ومن بينها الجو الأسري، والتقليد والمحاكاة، والمدرسة... وغيرها.
دور الإخصائي النفسي في علاج اضطرابات النطق:
يلعب الإخصائي النفسي المدرسي دوراً حيوياً في علاج اضطرابات النطق، حيث سبق أن أوضحنا فيما سبق أن من بين الأسباب التي قد تؤدي إلي حدوث اضطرابات النطق لدي الأطفال بعض العوامل البيئية، ومع هذه العوامل يظهر دور الإخصائي النفسي جلياً حيث لا يستطيع إخصائي التخاطب القيام بدوره في العلاج قبل أن يقوم الإخصائي النفسي بالكشف عن تلك الأسباب وعلاجها، ومن بين هذه الأسباب:
الجو الأسري:
إن معرفة الأحوال المنزلية وسرعة إيقاع الحياة واتجاهات الأفراد فيها يعد أمراً حيوياً لفهم مشكلته، فالبيت غير السعيد يجعل تصحيحنا للنطق صعباً، ويمكن أن تعطينا قائمة المشكلات الانفعالية في تاريخ حالة الأطفال مضطربي النطق إشارة لرد فعل الطفل تجاه ما يحدث في المنزل.
وعلي أخصائي التخاطب الانتباه للأطفال مضطربي النطق الذين يتعاركون دوماً أو يؤذوا الحيوانات الأليفة، أو يشعلوا النيران، أو يؤدوا أفعالاً عدوانية مختلفة. وفي المقابل كذلك هؤلاء الأطفال الذين ينسحبون من العلاقات الاجتماعية وينعزلوا عن الآخرين، ومع كل هؤلاء الأطفال لابد من التعرف علي الجو الأسري وما به من خلافات ومشاحنات بين الوالدين، وكذلك أسلوب تعامل الوالدين مع الطفل من قسوة، أو رفض، أو إهمال، أو حماية زائدة، أو تدليل... وغيرها من الأساليب التي يمكن بدورها أن تتسبب في اضطرابات النطق لدي هؤلاء الأبناء. هذا إلي جانب التفرقة في المعاملة مع الأبناء، وكذلك الغيرة التي يخلقها قدوم طفل جديد للأسرة.
دور المدرسة:
تعد المدرسة أحد المصادر التي يمكن أن تتسبب في اضطراب نطق الطفل بما فيها من خبرات قد لاتكون سارة للطفل، كنمط التربية المدرسية، ونمط أو طرائق التدريس المتبعة، وأنماط أو أشكال العقاب المتبعة، والمقارنات المتكررة بين الأطفال، وطبيعة المنهج المدرسي، وطبيعة التركيز علي النتائج المدرسية، وما يترتب عليها من إخفاق و رسوب متكرر، وأساليب معاملة المعلمين، وإدارة المدرسة للأطفال، والعلاقة بين التلاميذ وبعضهم البعض، وما فيها من مشاحنات وخلافات.. وغيرها من المشكلات التي قد تتسبب في اضطرابات النطق لدي الأطفال.