اضطرابات اللغة ، أنواع اضطرابات اللغة ، العجز والتأخر اللغوي ، المشكلات المرتبطة باضطرابات اللغة
عناصر الموضوع :
اضطرابات اللغة ، أنواع اضطرابات اللغة ، العجز والتأخر اللغوي ، المشكلات المرتبطة باضطرابات اللغة ، أشكال اضطرابات النطق ، اضطرابات النطق لدي ذوي الشلل الدماغي ، اضطرابات اللغة لدى التوحديين ، اضطرابات اللغة للإعاقة السمعية ، الأفيزيا
اضطرابات اللغة:
من الممكن أن ترتبط اضطرابات اللغة لدي بعض الأطفال بالإعاقة الجسمية والحسية مثل الشلل الدماغي أو الصمم أو التخلف العقلي.. وغيرها من الإعاقات الأخرى , في حين قد يكون هناك طفل طبيعي ؛ ولكنه يعاني من مشكلة في اللغة .
ومن خلال معرفة التباينات والفروق الفردية يمكن القول بأن الأطفال ذوي اضطرابات اللغة تظهر لديهم المشكلات التالية بشكل أساسي :
- مهارات اللغة التعبيرية.
- مهارات في فهم اللغة المنطوقة .
- ضعف مهارات الاستماع .
- فهم محدود لمعاني الكلمات والمعاني بشكل عام .
- قلة استخدام المكونات المورفولوجية للغة .
- الاستخدام المحدود لتراكيب الجملة .
- قصور استخدام اللغة المتعلمة .
- قلة المهارات الحوارية .
- قلة المهارات الروائية .
وبالإضافة إلي ذلك فإن بعض الأطفال ذوي اضطرابات اللغة يعايشوا:
- مهارات معرفية مقيدة .
- مشكلات أكاديمية لاحقة .
- أنماط غير سوية للغة .
وفيما يلي عرض لأهم أنواع اضطرابات اللغة :
أولاً : التأخر اللغوي Language Delay:
يعرف عبد العزيز السرطاوي وآخرون (2002) الطفل المتأخر لغوياً في معجم التربية الخاصة بأنه ذلك الطفل الذي يستخدم لغة بسيطة للغاية في المراحل التي تنمو فيها اللغة عادة ؛ مما يؤدي إلى بطء وتأخر اكتساب اللغة لديه .
وفي موسوعة التربية الخاصة والتأهيل النفسي يعرف كمال سيسالم (2002) القصور أو العجز اللغوي Language Deficit بأنه يتمثل في قصور في تنظيم وتركيب الكلام ، والتحدث بجمل غير مفيدة ، واستخدام الكلمات والأفعال والضمائر في أماكن غير مناسبة لها ، فقد يضع الفعل مكان الفاعل ، أو المؤنث مكان المذكر ، أو الضمير المتكلم مكان الغائب .. وهكذا .
بينما تعرف حورية باي (2002) التأخر اللغوي بأنه يتسم بتركيب نحوى-صرفي ضعيف، ومن مظاهره:
* افتقار التراكيب التى يستخدمها الطفل لغوياً الي "التماسك و الترابط" نتيجة نقص فيما يأتي: أدوات الربط-حروف الجر-ظروف المكان و الزمان.
* الالتباسات وتداخل بين الضمائر المنفصلة، والضمائر المتصلة، والمفرد والجمع والمؤنث و المذكر.
- ويلخص فيصل الزراد (1990) أهم الأعراض الشائعة للتأخر اللغوي فيما يلي :
(1) إحداث أصوات عديمة الدلالة ، والاعتماد على الحركات والإشارات .
(2) الاكتفاء بالإجابة (بنعم) أو (لا) أو بكلمة واحدة ، أو بجملة من فعل وفاعل فقط دون مفعول به .
(3) التعبير بكلمات غير واضحة بالرغم من تقدم عمر الطفل .
(4) تعذر الكلام بلغة مألوفة ومفهومة .
(5) عدد المفردات ضئيلاً .
(6) الصمت أو التوقف في الحديث .
(7) يصاحب ذلك اضطرابات سلوكية ونفسية .
- ويحصر مصطفي فهمي (ب ت) أسباب التأخر اللغوي فيما يلي :
(1) نقص في القدرة العقلية مما يؤثر على اكتساب اللغة أو القدرة على استعمالها في التعبير .
(2) قصور في السمع يحول دون إعطاء الطفل الفرصة الكافية لتعلم اللغة.
(3) الإصابة بأمراض في الشهور الأولي من حياته كالتهاب السحايا ، أو الحصبة الحادة .. وغيرها من الأمراض التي تؤثر على مناطق اللغة في الدماغ .
(4) إصابة المراكز الكلامية في اللحاء بتلف أو تورم أو التهاب وقد تكون أسبابها ولادية أو بسبب مرض حاد أو نتيجة الحوادث المباشرة في الدماغ .
- وتضيف حورية باى(2002) عدد آخر من الأسباب التأخر اللغوي ومنها:
(1) أسباب نفس -اجتماعية داخل أسرة الطفل، تعرقل تطور لغته وشخصيته.
(2) التواصل مع الطفل، باستعمال ألفاظ مضطربة ومختصرة.
(3) عدم التواصل مع الطفل ،إلا في ساعات متأخرة في المساء ، لغياب الأم والأب طوال النهار، خارج البيت.
(4) تداخل اللغات في الوسط الواحد. كتواصل الوالدين مع الطفل بلغتين مختلفتين من حيث نظامهما، أو بلغتين متقاربتين، كتقارب اللهجات العربية، وبالتالي يصعب على الطفل التمييز بينهما لاكتساب النماذج اللفظية وقواعد النحو والصرف.
ثانياً : السكتة اللغوية (الأفازيا ) :
يعرف كمال سيسالم (2002) الحبسة الكلامية بأنها فقدان القدرة على الكلام في الوقت المناسب على الرغم من معرفة الفرد بما يريد أن يقوله وتنتج عن مرض في مراكز المخ . أما عبد العزيز السرطاوي وآخرون (2002) فيعرفوا الحبسة الكلامية في معجم التربية الخاصة بأنه قصور في القدرة على فهم أو استخدام اللغة التعبيرية الشفوية وترتبط الحبسة الكلامية عادة بنوع من الإصابة في مراكز النطق والكلام في المخ، والحبسة الكلامية مصطلح عام يشير الي خلل أو اضطراب أو ضعف في أحد جانبي اللغة أو كلاهما وجانبا اللغة هما : الاستيعاب والإنتاج، وينتج هذا الاضطراب عن خلل يصيب مراكز اللغة في الدماغ ، وينتج عن أسباب منها : جرح في الرأس، أورام في الدماغ، الجلطة، ارتفاع درجة الحرارة في جسم المصاب، الحالات النفسية السيئة المتقدمة. وحتى تعتبر الحالة حبسه كلامية يجب أن تكون الإصابة قد حدثت بعد اكتمال نمو اللغة.
ويضيف عبد العزيز السرطاوي ووائل أبو جودة (2000) أن أداء المرضى المصابين بالسكتة اللغوية يتسم بما يلي :
1- الاستيعاب السمعي:
أ- يظهرون ضعفاً واضحاً في استيعاب ما يسمعون ، قد لا يفهمون الأوامر الموجهة إليهم، وقد لا يستطيعون تسمية أشياء تطلب منهم.
ب- الخلط في الكلمات المتشابهة في المعنى أو في اللفظ؛ وذلك بسبب الاستيعاب المتدني.
2- القراءة:
أ- قد يظهرون عجزا في تمييز و معرفة الكلمات المكتوبة؛ وقد يقرؤون الكلمات ولكن بدون فهم.
ب- تبدو الكلمات المألوفة لهم قبل الإصابة وكأنها كلمات غير مألوفة.
ج- يظهرون بطئاً في القراءة إلى جانب الأخطاء فيها.
3- الكلام:
أ- قد يعانون من صعوبات في إيجاد الكلمة المناسبة عند الحاجة إليها.
ب- استبدال كلمة بأخرى ولكن من نفس المجموعة المعنوية فقد يستبدل كلمة ملعقة بسكين.
ج- قد يعانون من صعوبة في التعبير عن أنفسهم بشكل مباشر.
د- قد يلجأون إلى حذف الكلمات الوظيفية من كلامهم وهذا يعنى استخدام كلام التلغراف
4- الكتابة:
أ- قد ينسون شكل الحروف.
ب- قد يكتبون كتابة عكسية.
ج- قد يحذفون أو يستبدلون بعض الحروف.
د- قد يظهرون أخطاء في الكتابة الإملائية.
هـ- قد يكتبون ببطء شديد.
5- الإشارات:
أ- قد لا يفهمون المقصود بالإشارات.
ب- قد يظهرون عجزاً في التواصل عن طريق الإشارات.
أنواع الأفازيا:
توجد أنواع عديدة مختلفة من الأفازيا، يتوقف ذلك علي موضع وحجم الإصابة التي تلحق بأي منطقة في المخ ، ومن بين أهم أنواع الأفازيا ما يلي :
(1) الأفازيا التعبيرية أو الحركية :
وتعرف أيضاً بالأفازيا اللفظية أو الشفوية أو بأفازيا بروكا *، وهو نوع من الاضطرابات أو العجز في كلام الشخص المصاب ؛ ولكنه يظل قادراً علي فهم كلام الآخرين. ونلاحظ أن المصاب يكرر لفظ واحد مهما تنوعت الأحاديث أو الأسئلة الموجهة إليه ، و في حالات التي يتعرض فيها الشخص إلى الضغط الانفعالي قد نجده يتمتم ببعض العبارات الغير مألوفة ، أو الغير مفهومة، وذلك بقصد توجيه السباب و العدوان ، وفى مثل هذه الحالات تسمى بالأفازيا اللفظية أو الشفوية. وقد سميت أفازيا بروكا الحركية بأفيمياAphemia بمعنى عدم القدرة على الكلام بالرغم من وجود الكلمة في ذهن المصاب، وفي بعض حالات أفازيا بروكا الحركية يفقد المصاب القدرة على التعبير عدا لفظ بعض الكلمات أحياناً مثل (نعم) ، أو (لا) .
ويحدث هذا النوع من الأفازيا نتيجة إصابة المناطق الأمامية من نصف المخ الأيسر الذي يتحكم في إنتاج الكلام ؛ في التلفيف الثالث من المخ في المنطقة رقم(44) التى سبق أن أشرنا إليها. خصوصاً المنطقة المسماة " منطقة بروكا" . وتقع مباشرة إلي الأمام من منطقة الحركة الأولية الخاصة بالجهاز العضلي المسئول عن إخراج الكلام (الشفاه، اللسان، الحلق ... الخ) ، ولكن مناطق الحركة الأولية الخاصة بالكلام لا يصيبها ضرر مصاحب لأفازيا بروكا، أي لا توجد أية مظاهر لإصابة في الجهاز العضلي للكلام بالشلل ( فيصل الزراد ،1990).
والمصاب بأفازيا بروكا يتكلم قليلاً جداً. وعندما يحاول هذا المصاب الكلام فإن كلامه يحبس، بحيث لا يستطيع إخراج الكلام ، كما تغيب من كلام المصاب الأجزاء النحوية الصغيرة و التصريف الصحيح للأفعال . مثل هذا الكلام يسمي غالباً" كلام تلغرافي " أو "كلام بدون التزام بقواعد اللغة -مهلهل" مثلاً، كانت استجابة أحد مرضي أفازيا بروكا ، عندما رأي صورة امرأة تقوم بغسل الأطباق، وأمامها حوض مملوء يفيض بالماء، وبعض الأطفال يحاولون الحصول علي إناء الكعك فيقلبون الكرسي الصغير الذي يريدون الوقوف عليه، فيقول"...و... ولد...ولد يقلب... يصعد..." أما في الحالات الشديدة من هذا النوع من الأفازيا فلا يستطيع المصاب غالباً إلا التلفظ بكلمة واحدة أو اثنتين مرة بعد الأخرى في محاولته للكلام أو وصف شيء ما . وعندما ينطق هذا المصاب أخيراً بكلمة ، فإنه ينطقها سليمة إلي حد ما(سالي سبرنجر وجورج ديوتك ، 2002).
كما أن قدرة المصاب علي تسمية الأشياء ضعيفة، لكن تلقينه الكلمات تساعده كثيراً. هذه الحقائق تؤكد القول بأن هذا العجز ليس في جهة النطق، ويبدو أن معظم المرضي بأفازيا بروكا يفهمون الكلام المنطوق و المكتوب، ولذلك فالمشكلة لديهم تتعلق بمرحلة الإنتاج الحركي في المخ للغة وليس في مرحلة الفهم. كما يبدو أن هؤلاء المرضي علي دراية بمعظم أخطائهم اللغوية . وقد جادل بعض الباحثين قائلين بأن عملية الفهم عند المصابين بأفازيا بروكا ليست سليمة تماماً كما يعتقد الكثيرون.
(2) الأفازيا الاستقبالية أو الحسية:
وتعرف أيضاً بأفازيا فيرنيكة * ، أو متلازمة ما خلف شق سلفيوس ، وقد توصل فيرنيكة إلى افتراض أن حدوث إصابة أو تلف في هذا الجزء من الدماغ، أدى بدوره إلى تلف الخلايا العصبية التى تساعد على تكوين الصور السمعية للكلمات أو للأصوات، وينتج عن ذلك ما يسمى بالصمم الكلامي، وهو شكل من أشكال الأفازيا الحسية حيث تكونت حاسة السمع سليمة ، ولكن الألفاظ تفقد معناها لدى السامع، كما لو كانت هذه الألفاظ من لغة أخرى لا يعرفها الفرد، كما أن الصمم الكلامي يمكن اعتباره شكل من أشكال الأجنوزيا Agnosia .
ومن الجدير بالذكر أن المصاب بهذا الاضطراب لا يستطيع فهم الكلام عموماً. ويصاحب هذا الاضطراب الإصابة التي تلحق بالمنطقة الخلفية من التلفيف الصدغي الأول (في منطقة فرنيكة)، وكلام المصاب بالأفازيا الاستقبالية أكثر طلاقة من كلام المصاب بالأفازيا التعبيرية، لكن ذلك يتوقف علي حجم الإصابة، فكلام المصاب بالأفازيا الاستقبالية قد يتراوح بين أن يكون غريباً نوعاً ما إلي كونه خال تماماً من المعني. وغالباً ما يستخدم هؤلاء المرضي في كلامهم كلمات غير مألوفة أو غير معروفة .
وفى بعض حالات الأفازيا الحسية عند فرنيكة نجد المصاب يفهم كل لفظ في الجملة لوحده، ولكنه لا يستطيع فهم معنى الجملة كاملة ، وهذا ما يسميه البعض بالأفازيا المعنوية، وهناك حالات أخرى نجد المصاب فيها يستخدم كلمات في غير مواضعها، ويستخدم كلمات غريبة غير مألوفة، ومثل هذه الحالات يكون المصاب قد اكتسبها بسبب وجود الاضطراب من صغره في المراكز السمعية الكلامية حيث يحدث خلل في تكوين الصور السمعية للكلمات (سالي سبرنجر وجورج ديوتك ، 2002).
وإليك مثال لحديث بين مريض يخاطبه المعالج :
المعالج: هل تحب أن تأكل المانجو؟
المصاب: نعم أنا أكون.
المعالج: أود أن تتحدث عن مشكلتك؟
المصاب: نعم، أنا لا أرغب في هذا الطعام.
المعالج: ماهي المشكلة التى تعانى منها؟
المصاب: سأقول لهم. . .
(3) أفازيا تسمية الأشياء:
تلك التي تعرف أيضاً " بأفازيا النسيانية " وفي هذا النوع فإن المصاب يجد صعوبة في تسمية الأشياء ، فإذا عرضنا عليه مجموعة من الأشياء المألوفة وطلبنا منه تسميتها فإنه قد يشير الي استعمالاتها عوضاً عن أسمائها، وهذا الاضطراب لا يشمل فقط الأشياء المرتبطة بل يشمل أسماء الأشياء المسموعة ، أو الملموسة ، وتبقى قدرة المصاب على تذكر الحروف وأجزاء الكلام المطبوعة سليمة ، ويبقى قادراً أيضاً على استعمال الشيء والإشارة إليه إذا سمع اسمه أو رآه ، فإذا قدم للمريض كرسي وسألناه عن اسمه لا يستطيع تذكر كلمة (كرسي) وربما أمكنه إدراك وظيفة الكرسي واستعمالاته ، وإذا سئل المصاب هل هذا منضدة، أم كتاب أم كرسي ، فإنه يجيب الإجابة الصحيحة ، ولكن المشكلة تتركز في تذكر اسم الشيء لو طلب منه ذلك.
وعلى الرغم من أن هذه الصعوبة موجودة لدي المصابين بمعظم أنواع الأفازيا، إلا أن الصورة " النقية " من أفازيا تسمية الأشياء تنتج من إصابة المنطقة القشرية التى تقع بين الفص الصدغي، والفص الجداري ، والفص القفوي-وهى المنطقة التى تسمى " التلفيفة الزاوية " أن المصاب بالصورة النقية من أفازيا تسمية الأشياء ، لديه الإمكانية على الفهم العادي، كما يمكنه التحدث بصورة طبيعية وتلقائية إلى حد كبير في أثناء حديث غير رسمي.
و يعتقد الباحثون أن هذه الأفازيا تحدث نتيجة تقطع الترابطات الموجودة بين قنوات حسية مختلفة( أي بين مناطق مختلفة في المخ) التى تعتبر أجزاء داخلة في قدرة الفرد على تسمية الأشياء. وقد تظهر الأفازيا النسيانية لدي من يعانون من مرض الزهايمر*
(4) الأفازيا الشاملة أو الكلية:
يشير هذا النوع من الأفازيا إلى العجز الشديد في كل الوظائف المتعلقة باللغة. ففي هذا النوع من الأفازيا نجد أن قدرة الشخص المصاب على الفهم وإنتاج الكلام معيبة أو لا توجد نهائياً. ولكنه قد يستطيع التواصل مع غيره عن طريق الإشارات أوالرموز ، كأن يستخدم صوراً بدلاً عن الكلمات، وحتى في هذه الطريقة قد يجد المصاب صعوبة في تنفيذها أو قد لا تنجح كلياً .
وهذا النوع من الأفازيا ينتج عن إصابة واسعة في نصف المخ الأيسر تغطي معظم المناطق التى يعتقد أن لها دوراً في فهم وإنتاج اللغة. فهذا الشكل من الأفازيا الكلية يحدث بسبب إصابة الدماغ بجلطة دموية تؤدى إلى انسداد الشريان والأوعية الدموية المغذية للمخ ، وللألياف العصبية الواردة من المراكز العليا للحركة بالفص الجبهي و المتجه نحو الذراع ، والساق، والأطراف وأعضاء النطق، مثل هذه الإصابة تنتشر في جزء كبير من مناطق الكلام في نصف الكرة المخ المسيطر، ويمكن أن تحدث نفس الأعراض بسبب الالتهابات ، والنزيف الدماغي، الذي يؤدى إلى حرمان المنطقة المصابة من التغذية والأوكسجين اللازم .
وتضيف سالي سبرنجر وجورج ديوتك ( 2002) نوعين آخرين من الأفازيا هما :
(5) الأفازيا التوصيلية:
يتسم هذا النوع من الأفازيا بعدم قدرة المصاب علي إعادة ما يسمعه بصوت عالي. بالإضافة إلي كون الكلام التلقائي لهذا المصاب ليس إلا رطانة لا معني لها غالباً (كما في أفازيا فرنيكة)، ولكن علي عكس أفازيا فرنيكة، فإن قدرة المصاب علي فهم الكلام المنطوق و الكلام المكتوب تظل إلي حد كبير سليمة. هذه الأعراض إذن يمكن شرحها علي أنها ناتجة من فصل مراكز الاستقبال عن مراكز التعبير اللغوي في المخ.؟ وفي الحقيقة، فإن الإصابة التي تلحق بالمسار العصبي المسمي الحزمة القوسية التي تصل بين مناطق بروكا وفرنيكة وجدت فعلاً في مثل هذه الحالات .
(6) الأفازيا الممتدة( أو العابرة لمناطق القشرة) :
ويحدث هذا النوع من الأفازيا نتيجة إصابة المنطقة القشرية ، ولكن هذه الإصابات تبقي علي مراكز أو مناطق الكلام وكذلك المسارات الموصلة بينها سليمة، ولكن هذه الإصابات تعزل هذه المراكز أو المناطق عن بقية المخ. فإذا كانت الإصابة قد عزلت منطقة فرنيكة عن بقية أجزاء المخ فتسمي " الأفازيا الحسية المعزولة " بينما إذا كانت الإصابة قد عزلت منطقة بروكا فتسمي ( أفازيا مختلطة ممتدة) .
وتوجد في أنواع الأفازيا الثلاثة المذكورة درجات متباينة من مشاكل فهم وإنتاج الكلام تلقائياً. مثل هؤلاء المرضي يستطيعون أن يعيدوا-يكرروا-بصورة جيدة ما يقال لهم ، وهى حالة تسمى صدى الكلام (أو الببغاوية) . وبقاء القدرة على إعادة ما يقال سليمة في هؤلاء المرضى، هو ما يميز الأفازيا الممتدة عن أفازيا بروكا، وأفازيا فرنكه، والأفازيا التوصيلية حيث القدرة على إعادة الكلام معيبة في هذه الأنواع الثلاثة الأخيرة .
المشكلات المرتبطة باضطرابات اللغة :
هناك بعض الأطفال ذوي اضطرابات اللغة لا يعانون من أي مشكلات عقلية أو حسية أخرى , ولكن في المقابل نجد البعض الآخر تظهر لديه مشكلات أخري بالإضافة إلي اضطراب اللغة ، فقد يعاني الطفل من التخلف العقلي العقلي أو من الإعاقة السمعية أو التوحد . . وغيرها من الإعاقات الأخرى ، والتي يصاحبها اضطراب في اللغة بدرجات تتفاوت وفقاً لنوع الإعاقة وشدتها .
وفيما يلي عرض لأهم هذه الحالات التي لها تأثير مباشر على اكتساب اللغة وتطورها ، ومن ثم لها تأثير أيضاً على تدهورها واضطرابها ، ومن بين هذه الحالات ما يلي :
التخلف العقلي:
لقد صدر عن الجمعية الأمريكية للتخلف العقلي AAMR(1992) تعريف للإعاقة العقلية بأنها " حالة تشير إلي جوانب قصور ملموسة في الأداء الوظيفي الحالي للفرد وتتصف الحالة بأداء عقلي دون المتوسط بشكل واضح يوجد متلازماً مع جوانب قصور ذات صلة في مجالين أو أكثر من مجالات المهارات التكيفية التالية : التواصل , العناية الذاتية , الحياة المنزلية , المهارات الاجتماعية , استخدام المصادر المجتمعية , التوجيه الذاتي , الصحة والسلامة , المهارات الأكاديمية , وقت الفراغ ومهارات العمل , وتظهر الإعاقة العقلية قبل سن الثامنة عشرة".
وفي الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي الإحصائي للاضطرابات العقلية المعروفة اختصاراً DSMIV(1994) يعرف التخلف العقلي أنه :-" انخفاض ملحوظ دون المستوي العادي في الوظائف العقلية العامة يكون مصحوباً بانحسار ملحوظ في الوظائف التكيفية , مع التعرض للمرض قبل سن الثامنة عشر ".
ويتضمن هذا التعريف ثلاثة محكات أساسية يجب توفرها معا قبل الحكم علي شخص ما بأنه متخلف عقلياً وهذه المحكات هي :
- أداء ذهني وظيفي دون المتوسط ونسبة ذكاء حوالي 70 أو أقل علي اختيار ذكاء يطبق فردياً .
- وجود عيوب أو قصور مصاحب للأداء التكيفي الراهن ( أي كفاءة الفرد في الوفاء بالمستويات المتوقعة ممن هم في عمره أو جماعته الثقافية في اثنين علي الأقل من المجالات التالية : التواصل ,استخدام إمكانات المجتمع , التوجيه الذاتي , المهارات الأكاديمية الوظيفية , العمل , الفراغ , الصحة والسلامة , التكيف مع متطلبات المواقف والحياة الاجتماعية .
- يحدث ذلك كله قبل سن 18 سنة .
وفي الطبعة العاشرة من التصنيف الإحصائي الدولي للأمراض والمشكلات المرتبطة بالصحة (1993) يعرف التخلف العقلي بأنه " حالة من توقف النمو العقلي أو عدم اكتماله , تتميز بشكل خاص باختلال في المهارات التي تظهر أثناء دورة النمو وتؤثر في المستوي العام للذكاء أي القدرات المعرفية واللغوية والحركية والاجتماعية وقد يحدث التخلف العقلي مع أو بدون اضطراب نفسي أو جسمي أخر وبذلك يركز هذا التعريف علي إنه يشترك أن يكون هناك :
انخفاض في مستوي الأداء الذهني كما يتم تقديره بواسطة اختبارات معيارية تطبق علي كل فرد علي حده .
يرتبط انخفاض مستوي الأداء الذهني بضعف في القدرة علي التكيف مع المطالب اليومية للبيئة الاجتماعية العادية فيكون السلوك التكيفي مختلا دائما ولكن في البيئات الاجتماعية التي تكفل الوقاية وتوفر الدعم والمساندة فقد لا يكون هذا الاختلال ظاهرا في الأفراد ذوي التخلف العقلي البسيط .
أن التخلف العقلي قد يكون مصحوباً باضطرابات نفسية وجسمية تؤثر بدرجة كبيرة علي الصورة الإكلينيكية وطرق استخدام أي مهارات بل أن معدل انتشار الاضطرابات النفسية الأخرى بين المتخلفين عقلياً يبلغ علي الأقل من ثلاثة إلي أربعة أضعافه بين عموم السكان .
إن تشخيص التخلف العقلي يجب أن يستند علي تقييمات شاملة للقدرات ليس علي مجال واحد من مجالات الاختلال النوعي أو المهارات .
وتظهر لدي المتخلفين عقلياً العديد من مشكلات التواصل تختلف شدتها بمدي شدة التخلف العقلي , فكلما ارتفعت درجة التخلف العقلي كلما ازدادت شدة تلك المشكلات , وعموماً أن الأطفال المتخلفين عقلياً بطيئين في تعلم الأصوات الكلامية للغة , وعندما يتعلمونها يظهرون العديد من أخطاء النطق .
ومن الجدير بالذكر أن لغة هؤلاء الأطفال تعاني من قصور في جميع المستويات (المكونات) : المفردات , المعاني , الاستخدام المورفولوجي , التراكيب , الاستخدام البرجماتي, وعند مقارنتهم مع الأطفال العاديين ، نجدهم أبطأ في نطق الكلمات الأولي , ويستمرون في إنتاج كلمات أقل , كما تكون معاني الكلمات التي يكتسبونها محدودة , ويكونوا أبطـأ في جمع الكلمات في جمل وعبارات , ويحذفون العديد من السمات النحوية , كما يكون تركيب الجملة لديهم مقصور علي الأشكال البسيطة , كما أنهم يستخدمون اللغة التي يكتسبونها بشكل محدود , ولذا نجد أن مهارات الحوار لديهم محدودة جداً .
وأوضحت الأبحاث أن أغلب المتخلفين عقلياً ليس لديهم أنماط غير سوية أو فريدة للغة , بل إنها تشبه لغة صغار الأطفال ؛ فعلى الرغم من أن تقدم اللغة البطيء لديه إلا تتابعها يشبه ما لدي العاديين . ومن ناحية أخري فإن القليل من المتخلفين عقلياً تظهر لديهم المصاداه * والكلام غير المفهوم . وبعض المتخلفين عقلياً خاصة ذوي العرض داون لا نجد لديهم مهارات لغة تشبه مستواهم العقلي العام .
وفي بعض المهام غير اللفظية المحددة نجد أن البعض لديه مستوي عقلي يدعم ارتفاع مهارات اللغة أكثر من قدرتهم الفعلية . ومن الممكن أن يستفيد الطفل كثيرًا من برامج التدريب علي مهارات اللغة التي أجريت علي المتخلفين عقلياً.
التوحد :
أول من اكتشف التوحد هو طبيب الأطفال النفسي " ليوكانر ", والذي يعرفه بأنه " اضطراب انفعالي سلوكي شديد يبدأ في مرحلة الطفولة المبكرة قبل عمر عامين وستة أشهر ، وهذا هو أحد أشكال ذهان الطفولة " , والذهان هو حالة شديدة من الاضطراب العقلي أو السلوكي تتميز بعدم التوجه للزمن والمكان والأشخاص , ومشاعر غريبة مثل الهلاوس والمعتقدات التي ليس لها أساس في الواقع مثل الهواجس , ويعد الفصام هو أحد أشكال الذهان .
وتعد السمة المسيطرة للسلوكيات اللفظية وغير اللفظية الخاصة بالطفل التوحدي هي قلة الرغبة في الارتباط بالآخرين ومن بينهم الوالدين , وإذا كان الطفل الطبيعي يستمتع بالنظر لوجه الأم أو بسمتها فإن الطفل التوحدي يركز عينيه علي قرط الأم وعندما تحمله الأم يكون متوترا وعندما تتركه وحيداً يكون سعيداً .
ويفضل الطفل التوحدي العزلة عن التفاعل الاجتماعي , وأحد مظاهر التوحد هو رغبة الطفل الشديدة في البقاء بمفرده مع الأشياء التي يجد أنها ممتعة ، ولا يشير إلي الأشياء الأخرى ، أو يطلب المساعدة من أحد ولا يريد أي شئ من الآخرين, فيصبح هذا الطفل منغلق علي ذاته , وقد يقضي ساعات طويلة في وترتيب المكعبات مئات المرات في أحد أركان البيت , وقد يضع الطفل يده علي الأرض ويتحرك مثل الثعبان , وفي الصباح يجلس ساعات طويلة علي الأرض .
والقليل من الأطفال التوحديين معرضين لإيذاء أنفسهم بشكل مستمر , فيضربون رؤوسهم في الحائط ويجذبون شعرهم ويمضغون أصابعهم ويجرحون وجوههم بأظافرهم , ويتم وضع مثل هؤلاء الأطفال في المؤسسات ويلبسونهم أشياء من الحديد في أيديهم مما يصعب عليهم حملها وبعضهم يتم تقييده جسدياً لمنع الإيذاء الشديد للذات.
والطفل التوحدي يشعر بالاضطراب نتيجة تغير روتينه , فهو يريد أن يبقي كل شئ كما هو وفي مكانه على مدار اليوم ، وكل يوم , فعلى سبيل المثال ولو تحرك السرير من مكانه خطوة واحدة فإنه يشعر بالضيق ولا يستقر حتى يعود مكانه مرة ثانية .
وتعد اضطرابات اللغة الشديدة هي السمة الأساسية للتوحد , وفي البداية يشك الوالدين في إصابة الطفل بالصمم لأنه لا يستجيب للأصوات أو الكلام . ولكن الطفل التوحدي على الرغم من أنه لا يستجيب للكلام إلا أن يقلد الأصوات غير البشرية , فالطفل الذي لا يستجيب عندما يدعوه أحد بصوت مرتفع ، قد يلتفت إلي صوت السيارة ، هكذا سرعان ما يدرك الوالدين أن طفلهما ليس أصم , ولكنه يستجيب للضوضاء والأصوات غير البشرية علي كلام البشر .
أغلب الأطفال التوحديين لا يتعلمون اللغة بالمعدل الطبيعي , ولا يستخدمون ما يتعلمونه في التواصل مع الآخرين , ويتعلمون الكلمات بمعدل بطيء جداً , فالطفل التوحدي الذي يبلغ من العمر خمس سنوات ينتج حوالي خمس وعشرون كلمة فقط ، وهذه الحصيلة أقل من حصيلة الطفل الطبيعي الذي لا يزيد عمره عن سنتين . ويتعلم الطفل التوحدي الكلمات التي تشير إلي الأشياء والمفاهيم والناس أو العلاقات البشرية , ويفضل الأسماء علي الأفعال , ومن السمات الملحوظة في لغة الطفل التوحدي أنه يتعلم الكلمات الصعبة بطريقة أسهل من الكلمات السهلة . فعلي سبيل المثال يستخدم كلمة " مثلث " ولا يستخدم كلمة " بابا ".
ومن الجدير بالذكر أن الطفل التوحدي يتعلم الكلمات التي تعبر عن العاطفة ببطء شديد , وعندما يبدأ علاقة مع أحد فإنه لا يستخدم كلمة الحب أو الكراهية أو يطلب أي شئ , وعندما يستخدم كلمة مثل الخير والشر فإنها تكون بعيدة كل البعد عن العاطفة (Park,C.,1982). ويستخدم الكلمات المكتسبة بشكل مقيد ، إذ نجده على سبيل المثال يستخدم الطفل كلمة " باب " للإشارة إلي باب حجرته فقط ، أما باقي أبواب المنزل فلا تعد أبواب بالنسبة له ؛ وبالتالي فإن الأوصاف التي يقدمها تكون مقصورة علي موقفه أو محيطه فقط , بمعني آخر لا يعمم ما يتعلم علي كل المواقف المشابهة .
وأحد مشكلات اللغة المبكرة لدي الطفل التوحدي هي المصاداه , وهو الكلام الذي ليس له معني , ويعتقد بعض الخبراء أنه إذا كانت بعض استجابات المصاداه مجرد تقليد آلي فإن بعضها الآخر محاولة من الطفل للتواصل (Prinzant,B. 1983) , ويحدث هذا عندما يشتمل الصوت المردود علي كلمات تعتبر إجابة فعلية للطفل , فعندما تقول له الأم ماذا تفعل يرد عليها قائلاً : ماذا تفعل يا سامح .
وأحد السمات التي تلاحظ في لغة الطفل التوحدي هي قلب الضمائر , فالطفل التوحدي يشير إلي نفسه بالضمير " أنت " ، ويشير إلي الآخرين بالضمير " أنا " , كما يلاحظ على الأطفال التوحديين عدم قدرتهم على تعلم استخدام الضمائر بشكل صحيح حتى عمر السادسة , وفي محاولة من الباحثين لمعرفة أسباب قلب الضمائر , يري البعض أن هذا نتيجة المصاداه المستمرة , بينما لاحظ البعض الآخر أنه عندما تنخفض المصاداه يزداد استخدام الضمائر بشكل صحيح (Schiff- Myers,N. 1983) .
ويتحدث الطفل التوحدي بشكل عام بجمل بسيطة وقصيرة , ويميل لحذف العديد من السمات النحوية مثل حروف الجر ، وأدوات الربط , ويكون من الصعب عليه تعلم الأفعال المساعدة المستمرة , كما أنه من الصعب عليه معرفة التصريفات المورفولوجية مثل الجمع . ونظرًا لأن الطفل التوحدي يتعلم العبارات ككل فإن الحدود الخاصة بالكلمات غير مفهومة , فعندما يتعلم عبارة مثل أنا ذاهب إلي النادي فإنه يكررها دون أن يعرف متى يكون الذهاب للنادي . ومن مظاهر لغة الطفل التوحدي أن تكون الجمل ذات ترتيب خاطئ , فقد يقول الطفل " الأرض علي الكتاب " بدلاً من " الكتاب علي الأرض " , وعلاوة علي ذلك فإنه يستخدم كلمات بدون خصائصها التركيبية , ومثل هذه الأخطاء من النادر حدوثها في لغة الطفل الطبيعي أو المتخلف عقلياً.
الإعاقة السمعية :
كما سبق أن ذكرنا هناك ارتباط وثيق بين السمع ونمو اللغة , وفي الحقيقة فإن السمع الطبيعي ضروري لنمو اللغة المنطوقة أو اللفظية , والطفل الذي لا يسمع اللغة من حوله يواجه صعوبة في تعلمها , ولذلك فإن أحد أسباب اضطرابات اللغة لدي الأطفال هي الإعاقة السمعية .
يقوم الجهاز السمعي بدور هام في التقاط الأصوات ونقلها إلي المخ ، ومن أهم العناصر التي تشكل أساس إنتاج وفهم الكلام هو الجهاز السمعي السليم ، كذلك يجب أن يكون المستمع قادراً علي اكتشاف الفروق الطفيفة التي تعكس الخصائص الفونيمية والصوتية للكلام , ولذا فالأفراد ذوي الفقد السمعي الحاد يجدون صعوبة في تفسير الإشارة الصوتية ، وسيدركون الكلمات بشكل مختلف عن الأفراد ذوي السمع العادي.
ولذا فإن الإعاقة السمعية تلعب دوراً حيوياً في تدهور النطق , فكلما ازدادت حدة الإعاقة السمعية كلما كانت مشكلات النطق المصاحبة أكبر وأعمق ، أي أن العلاقة بينهما علاقة طردية فكلما زادت حدة الفقد السمعي زادت معها مشكلات النطق .
ووفقاً لتعريف اللجنة التنفيذية لمؤتمر المديرين العاملين في مجال رعاية الصم بالولايات المتحدة الأمريكية فإن الأصم " هو الفرد الذي يعاني من عجز سمعي يصل لدرجة فقدان سمعي 70 ديسبل فأكثر , مما يحول دون اعتماد الفرد علي حاسة السمع في فهم الكلام سواء باستخدام السماعات أو بدونها أما ضعيف السمع فهو الفرد الذي يعاني من فقدان سمعي إلي درجة فقدان سمعي 35 : 69 ديسبل تجعله يواجه صعوبة في فهم الكلام بالاعتماد علي حاسة السمع فقط سواء باستخدام السماعات أو بدونها ".
وتزداد صعوبة تعلم اللغة لدي الطفل الذي يولد أصم ، فهو يحرم من المثيرات الصوتية من بداية حياته , ولذلك نجد لديه رغبة طبيعية في تعلم الإشارات أكثر من رغبته في تعلم اللغة المنطوقة . وفي غياب التدريب المبكر والمكثف فإن لغة الطفل الأصم تكون تصبح مضطربة بشكل كبير , وعادة ما يعاني هذا الطفل من بطء في اكتساب الكلمات والعبارات وتراكيب الجمل , ويواجه صعوبة كبيرة في تعلم الفونيمات النحوية مثل الجمع والملكية وتصريف الأفعال . والعديد من هذه الفونيمات لا تلقي الاهتمام الكامل في الحوارات الطبيعية , ولذا فإن الطفل الأصم لا يدركها حتى مع استخدام مكبرات الصوت .
كما يواجه الطفل الأصم صعوبات إضافية في تعلم أشكال الجمل المعقدة , ويميل إلي استخدام الجمل البسيطة أو المعلومة. والطفل الذي يولد طبيعي السمع ويصاب بالصمم فيما بعد يكون قادراً بشكل عام علي تعلم بعض اللغة , ويعتمد مقدار اللغة أو مقدار اضطراب اللغة عند هذا الطفل علي الوقت الذي بدأت عنده الإعاقة السمعية , وكلما بدأت في سن مبكرة كلما ازداد تأثيرها علي اكتساب اللغة .
الإعاقة العصبية :
يري بعض الخبراء أن اضطرابات اللغة لدي بعض الأطفال تأخذ شكل الأفازيا الطفولية والنمائية والوالدية (Eisenson,J. 1986) والأفازيا هي أحد اضطرابات اللغة التي تحدث بسبب إصابة المخ , وتظهر كثيرًا لدي الراشدين الذين كانوا طبيعي اللغة قبل أن يتعرضوا للصدمة أو مرض عصبي أو إصابة في الرأس تدمر أجزاء محددة في المخ وبالتالي يفقد الشخص بعض أو كل لغته .
والأفازيا النمائية – تلك التي لا يكتسب الطفل فيها اللغة - تختلف عن الأفازيا التي تصيب الراشدين نتيجة إصابات المخ , أما الأفازيا النمائية فالطفل فيها لا تظهر عليه أي علامة عصبية لإصابة المخ , ولكن تظهر عليه علامات بسيطة مثل : النشاط الزائد , وشرود الذهن ، وتقلب المزاج , وعندما تكون الإصابة العصبية نتيجة إصابة بسيطة يستخدم مصطلح إعاقة المخ البسيطة .
وفي العديد من الحالات يتم تشخيص أفازيا الطفولة عندما لا يصل الأطباء إلى تشخيص محدد . فعندما يعاني الطفل من اضطراب في اللغة ، وفي نفس الوقت لا يعاني من الإعاقة السمعية ، أو أي اضطرب انفعالي ، وليس لديه تخلف عقلي ، في هذه الحالة يتم تشخيصه بأنه يعاني من الأفازيا.
الشلل الدماغي :
يشير الشلل الدماغي إلي مجموعة من الأعراض تتمثل في ضعف الوظائف العصبية , ينتج عن خلل في بنية الجهاز العصبي المركزي أو نموه فهو اضطراب في النمو الحركي يحدث في مرحلة الطفولة المبكرة نتيجة تشوه أو تلف في الأنسجة العصبية الدماغية مصحوباً باضطرابات حسية أو معرفية أو انفعالية فالشلل الدماغي هو أحد الإعاقات الجسمية في الجانب الحركي يظهر علي شكل ضعف في الحركة أو شبه شلل أو عدم تناسق في الحركة يسببه تلف مناطق الحركة في الدماغ .
اضطرابات النطق لدي ذوي الشلل الدماغي :
كشفت نتائج العديد الدراسات عن أن الاضطرابات العصبية الحركية تظهر أن اضطرابات النطق تنتشر بين الأطفال المصابين بالشلل الدماغي بما يقرب من 70% إذ تسبب أنواعاً كثيرة من الشلل الدماغي مشكلات في النطق وذلك بسبب إصابة مراكز الدماغ التي تحد من القدرة علي ضبط وتحريك العضلات المسئولة عن الكلام , ومنها عضلات الفكين والحلق واللسان والرئتين أو إصابة الأعصاب التي تنتهي في هذه العضلات هذا إلي جانب إصابة المنطقة الصدغية المسئولة عن النطق في المخ . وعادة يكون التنفس المضطرب هو السبب الرئيسي في اضطرابات النطق لدي المصابين بالشلل الدماغي .
ومن أهم أشكال اضطرابات النطق والتي يعاني منها الأطفال المصابين بالشلل الدماغي كما يشير عبد العزيز السرطاوي وجميل الصمادي ( 1998) هي :
1- شلل عضلات النطق Dysathria : تحدث اضطرابات النطق نتيجة لوجود شلل في العضلات والأجهزة المسئولة بشكل مباشر عن إنتاج الكلام ويحدث هذا الشلل بسبب إصابة الدماغ في المنطقة المسئولة عن الحركة والتي تؤدي نفسها إلي حالة الشلل الدماغي وتجدر الإشارة هنا إلي أن الفرد المصاب بالشلل في عضلات النطق يجد صعوبة بالغة في لفظ الأصوات بشكل مناسب .
2- الخلل في اختيار وتتابع الكلام (اللابراكسيا) Apraxia : يظهر الخلل في اختيار وتتابع الكلام علي شكل صعوبة في اختيار مواقع الأصوات والمقاطع في الكلمات والجمل ، ويحدث نتيجة الإصابة العضوية العصبية وبالتالي فإن الذي يعاني من هذا النوع من الاضطراب يغير المواقع والمقاطع كما أن هذا الاضطراب يظهر علي شكل خلل في تتابع الكلمات والعبارات بترتيب ونسق معين يبدو معه الفرد غير قادر علي إعادة الكلمات والعبارات بشكل صحيح .
3- فقدان النطق Aphasis : وهو فقدان كلي أو جزئي في اللغة الاستقبالية أو التعبيرية أو كليهما خاصة إذا أصيبت المراكز الدماغية المسئولة عن اللغة ، وعادة ما تكون هذه الإصابة ناتجة إما عن نزيف أو جلطة دموية في الدماغ . وما نركز عليه هنا هو الجانب التعبيري للغة والذي يشمل قدرة الفرد علي التعبير اللفظي والتواصل مع الآخرين والفشل في التعبير اللفظي في حالة فقدان النطق بشكل كلي أو ضعف في التعبير اللفظي يكون سببا عن عوامل عضوية وهو المقصود بفقدان النطق.