الإجابة من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة ومن علماء اللغة العربية
كلام العرب يجري على ضربين , قولك 1- خرجت نفس فلان أي روحه.
2- وفي نفس فلان أي يفعل كذا وكذا أي في روعه.
روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال : لكل إنسان نفسان نفس العقل الذي به التمييز , ونفس الروح الذي به الحياة ( الروح التي به الحياة والنفس التي بها العقل)
فإذا نام الإنسان قبض الله تعالى نفسه ولم يقبض روحه , ولا تقبض الروح إلا عند الموت قال تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها بالموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى".
قال الزجاج من علماء العربية لكل إنسان نفسان , نفس التمييز التي تفارقه إذا نام فلا يعقل بها , والأخرى نفس الحياة فإذا زالت زالت معها النفس . والنائم يتنفس وهذا الفرق بين توفي النائم في النوم وتوفي الحياة .
وتعلق قوم بظواهر من الأحاديث تدل على أن الروح والنفس شيء واحد , قول بلال رضي الله عنه ( أخذ بنفسك ) مع قوله صلى الله عليه وسلم : إن الله قبض أرواحنا , وقوله تعالى " الله يتوفى الأنفس حين موتها والمقبوض هو الروح ولم يفرقوا بين القبض والتوفي وألفاظ الحديث محتملة التأويل , ومجازات العرب واتسعاتها كثيرة.
والحق أن بينهما فرقاً ولو كانا أسمين بمعنى واحد كالليث والأسد لصح وقوع كل منهما مكان الأخر كقوله تعالى :" ونفخت فيه من روحي" , ولم يقل من نفسي
وقوله تعالى " تعلم ما في نفسي ولا أعلم ما في نفسك " ولم يقل روحي الفرق بينهما بالاعتبارات ويدل على ذلك ابن عبد البر في التمهيد( إن الله خلق آدم وجعل فيه نفساً وروحاً) فمن الروح عفافه وفهمه وحلمه وسخاؤه ووفاؤه , ومن النفس شهوته وطيشه وسفهه وغضبه والله تعالى أعلى وأعلم.