الروابدة يحذر من عودة «المال السياسي» في الانتخابات النيابية
- أكد رئيس الوزراء الأسبق العين عبدالرؤوف الروابدة أن الأردن قدم للقضية الفلسطينية ما لم تقدمه أي دولة أخرى ، مشيرا الى ان الاردنيين يعيشون القضية الفلسطينية يوما بيوم.
ولفت الروابدة الى القوافل التي يسيرها الاردن الى الاهل في فلسطين والتي وصل عددها لاكثر من 350 قافلة ، وقال ان النظام الأردني لا يفاخر بما ينجز ، داعيا الى عدم تحويل الولاء للقضية الفلسطينية الى تعصب.
وقال الروابدة ، خلال حوار مفتوح مع عشرين طالبا وطالبة من مختلف الجامعات الاردنية نظمته المؤسسة الدولية للشباب بالتعاون مع الجمعية الثقافية للشباب امس ، ان أصعب القرارات التي اتخذتها حكومته كان قرار إبعاد حركة حماس عن الاردن ، الذي بين انه اتخذه شخصيا كرئيس للوزراء ، لقناعته أن حماس حركة نضالية لا بد ان تعمل على الاراضي الفلسطينية وليس الاردنية ، بالاضافة الى انه غير مرخص لها بالعمل في المملكة ، "وإن حصل ان رخص لها فلا بد من ان يقودها فلسطينيون من داخل فلسطين وليس من الاردن".
وحول الانتخابات النيابية المقبلة قال الروابدة انه لا يمكن الحكم عليها قبل مشاهدة نتائجها ، مبديا تخوفه من عودة "المال السياسي" لممارسة دوره في تحديد أعضاء المجلس النيابي المقبل.
وأكد الروابدة أنه لا حزبية في الاردن كمفهوم حقيقي ، "إلا أنك تستطيع جمع خمسمئة توقيع لتشكيل حزب جديد".
وقال ان المناصب التي أرادها وصل إليها ، وانه لا بد من إفساح المجال وإعطاء الفرصة امام الاخرين لتولي المناصب كي لا تغلق عليهم الابواب ، لافتا الى أن "أعظم تصرفات الشخص ان يترك المنصب وهو في قمة عنفوانه ، وهو ما حدث معي".
وبين الروابدة في إجابته على استفسارات الطلبة حول كيفية اختياره رئيسا للوزراء ، ان رئيس التشريفات الملكية آنذاك أخبره ان جلالة الملك عبدالله الثاني يرغب بمقابلته دون ان يعرف انه مرشح لدى جلالته لتولي منصب رئاسة الوزراء ، حيث قابله جلالة الملك لمرتين متتاليتين وفي الثالثة طلب منه تشكيل الحكومة ، مشيرا الى ان أول وزير عينه في حكومته كان مروان الحمود ثم ريما خلف ثم أيمن المجالي.
واعتبر أن نجاحه المتواصل في النيابة يعود الى قناعة الشعب به كمرشح نيابي بالرغم من ان العديد من الاشخاص حاولوا جاهدين الوقوف في وجهه لمنع وصوله الى قبة البرلمان ولم ينجحوا في مبتغاهم.
وبين ان العشائرية لم تصطف لصالحه ، وان طموح اي شخص يجب الا يكون كبيرا لانه عند كبر الطموح فالفشل حتما سيكون كبيرا.
وقال ان استقالته من منصب رئاسة الوزراء لم تحدث رضوخا لعناصر قوة وضغوطات مورست عليه ، بل لقناعة شخصية منه ، وانه لا بد من وجود اشخاص غيورين يعملون في غير مصلحة اي رئيس وزراء ، مؤكدا انه عمل وقدم كل ما يستطيعه اثناء توليه المنصب.
واكد الروابدة في ختام الجلسة الحوارية انه "أغنى شخص في الاردن" ، لأنه ليس بحاجة احد ، مشددا في رده على سؤال على أن اولاده الذكور كعينه اليمنى والاناث كاليسرى ولا فرق بينهم ، وانه كشخص كالكتاب المفتوح منذ ان كان موظفا في وزارة الصحة وحتى الان ، مرورا بالنيابة ورئاسة الوزراء ، داعيا الى ممارسة الادب في التحاور مع الاخر وانه لا بد للمرء من الحفاظ على كيانه المستقل.