يقول معظم الناس إن الروائح المنبعثة من المسابك ليست طيبة، ولكن هذا الامر أصبح مختلفا في مدينة ساربروكن في وسط غرب ألمانيا حيث تم تحويل هذه الرائحة إلى عطر وعرضت للبيع.
ويسمى العطر "برباخر بريز" ويثير في الذهن رائحة مكابح القطار عندما ترتفع حرارتها. ويستوحي العطر إلهامه من مسبك محلي هو "هالبرج جوس" وهو موجود في منطقة "برباخ"، لكن المسبك أعلن إفلاسه، ما أدى إلى شطب ألف وظيفة.
ويأمل مانفريد هان رئيس الادارة المحلية لمنطقة برباخ أن يدرك الناس أن الرائحة لها جانب طيب أيضا. وتتمثل الطريقة التي ينظر بها إلى الأمر أن الهواء في برباخ له قيمة.
وقال هان "بالطبع الرائحة تمثل عائقا، لكن لها أيضا قيمة. أريد أن أجعل الناس يدركون أن هناك جانبين لهذه الرائحة"، ويضيف وهو يميل ناحية زجاجة العطر "إن لها رائحة اللحم المقدد والقطران" .
ومع هذا، فليس كل شخص لديه ذلك الشعور الإيجابي الذي لدى هان تجاه رائحة المسبك، ولطالما كانت هناك شكاوى من المسبك على مدار أعوام، وتحولت مبادرة لأحد المواطنين في عام 2007 إلى احتجاج ضد الرائحة الكريهة.
وبصفته رئيسا للادارة المحلية لمنطقة برباخ، يشرح هان موقفه لسكان المنطقة الصناعية. كما ينظم هان الحاصل على دراسات تدريبية في علم النفس، أحداثا مميزة تجذب الاهتمام إلى احتياجات منطقته. فعلى سبيل المثال، عندما كان هناك موقع بناء يهدد بتدمير الأعمال التجارية في متاجر برباخ، قام بتنظيم حفلة موسيقية صاخبة على سطح المتجر الرئيسي الكبير "السوبر ماركت" بالمنطقة.
وأعلن المسبك، الذي يصنع أجسام محركات السيارات ورؤس اسطوانات المحركات إفلاسه وتولدت لدى هان فكرة.
وقال "التقيت بصورة منتظمة أشخاصا ساعدوني في تنفيذ فكرة العطر" ومنهم على سبيل المثال خبير العطور في دوسيلدورف فرانك ريتلر الذي يصنع عادة عطور لمزيل العرق وصابون الاستحمام. وأضاف هان "وجد رايتلر فكرة برباخر بريز ظريفة جدا ما دفعه إلى التعهد بصناعتها مجانا".