من قصص العرب
أى الأمم أعقل؟؟؟
قال شبيب بن شيبه أحد بلغاء العرب وجليس الملوك :-
كنا وقوفا بالمربد ( المربد :- مكان فى البصره لبيع الأبل )، وكان المربد مألف الأشراف ، اذ أقبل ابن المقفع ( وابن المقفع من أبناء الفرس الذين نشأوا بين العرب )،،، فبششنا به وبدأناه بالسلام ،، ولما استقر بنا المكان قال لنا :- أى الأمم أعقل ؟؟؟؟
فنظر بعضنا الى بعض !!!!! فقلنا :- لعل أراد أصله من فارس ،،، فقلنا فارس ،، فقال :- ليسوا بذلك ،، انهم ملكوا كثيرا من الأرض ،، ووجدوا عضيما من الملك ،، وغلبوا على كثيرا من الخلق ،، ولبث فيهم عقد الأمر،، فما استنبطوا شيئا بعقولهم ،، ولا ابتدعوا باقى حكم فى نفوسهم .
قلنا :- الروم ،، قال :- أصحاب صنعه .
قلنا :- فالصين ،، قال :- أصحاب طرفه .
قلنا:- فالهند ،، قال :- أصحاب فلسفه .
قلنا :- فالسودان ،، قال :- شر خلق الله .
قلنا :- فالترك ،، قال :- كلاب مختلسه .
قلنا :- فالخزر ،، قال :- بقر سائمه .
قلنا :- فقل ،، قال :- العــــــــــــــرب
فضحكنا جميعا !!!!! فقال :- أما انى ما أردت موافقتكم ،، ولكن اذا فاتنى حظى من النسبه ،، فلا يفوتنى حظى من المعرفه ،،
ان العرب حكمت على غير مثال لها ( أى لم تستقى قواعد الحكم من تجربه سابقه لها ) ،، أصحاب ابل وغنم ،، وسكان شعر وأدم ،، يجود احدهم بقوته،، ويتفضل بمجهوده ،، ويشارك فى ميسوره ومعسوره ،، ويصف الشئ فى عقله فيكون قدوه ،، ويفعله فيصير حجه ،، ويحسن ما يشاء فيحسن ،، أدبتهم أنفسهم ،، ورفعتهم هممهم ،، فلم يزل حباء الله فيهم ،، وحبائهم فى أنفسهم ،، حتى رفع لهم الفخر ،، وبلغ بهم أشرف الذكر ،، وختم لهم بملكهم الدنيا على الدهر ،، وافتتح دينه وخلافته بهم الى الحشر ،، ولهم قال سبحانه :-
(( ان الأرض لله يورثها من يشاء من عباده والعاقبة للمتقين )) الأعراف 127
فمن وضع حقهم خسر ،، ومن أنكر فضلهم خصم .