[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]يعمل المخرج الايراني الشهير مجيد مجيدي الآن على وضع اللمسات الأخيرة على فيلمه "سيرة حياة النبي محمد صلى الله عليه وسلم"، ومن المتوقع أن يكون قنبلة نووية في عالم السينما حيث يعمد المخرج إلى تجسيد شخصية الرسول الكريم لأول مرة في تاريخ الاسلام .
يعدنا مجيدي بفيلم لامثيل له في تاريخ السينما، اذ أن الأفلام السينمائية التي تناولت سيرة حياة الرسول الكريم قليلة ولا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، واتفقت جميعها على عدم اظهار الرسول الا ظله وناقته وعصاه، وذلك اعتمادا على مجموع الفتاوى المطلقة بهذا الخصوص. وفي خطوة تمثل جرأة وتحديا في آن واحد صرح مجيدي ومنذ عامين بأنه سيشرع بتصوير فيلم يجسد شخصية الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، وفي حين كان المخرج في طور البحث والترتيب لتصوير فيلمه الجديد اجتاحت الانترنت موجة غضب شديدة ورفض لكسر ما توارثه المسلمون من أطر وأفكار، لكن المجمعات الفقهية الاسلامية بقيت صامتة.
وبهذا الخصوص يخطر سؤال على البال أين كانت الرقابة أثناء تصوير الفيلم ؟أم أن متعة المنع لا تصل ذروتها الا عند اكتمال العمل بمبدأ" شوف ولا تدوق"؟
فبعد ان أعلن المخرج عن انتهاء أعمال التصوير، بدأت سلسلة التحريم والمنع، فدعا الأزهر وهيئة كبار العلماء في السعودية ومجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية، إلى اتخاذ "موقف حازم وصارم تجاه إيران وغيرها من الدول التي لا تحترم مكانة الأنبياء، مذكرين بموقف مجمع البحوث الإسلامية برئاسة شيخ الأزهر أحمد الطيب الذي اعتمد قراراً بعدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل والعشرة المبشرين بالجنة في الأعمال الفنية، إبان عرض المسلسل الإيراني" يوسف الصديق". الا أن السينما العالمية سبق أن رأت خلاف ذلك، فكم من فيلم جسد شخصية المسيح والنبي يوسف؟ وفيلم النبي نوح قادم في قريب منتظر.
وصرح مجيدي سابقا أن نشر كتاب "آيات شيطانية"، وإنتاج أفلام تسيء لشخصية النبي والقرآن الكريم والقيم الإسلامية، ونشر صور كاريكاتيرية في الدنمارك، كان الدافع له لإنتاج مثل هذا الفيلم الكبير، لكشف غبار التضليل عن الوجه الناصع لهذا النبي الكريم.
تتطرق أحداث الفيلم لطفولة النبي محمد لتغطي الحقبة الحياتية المعاصرة له، وتم تصوير الفيلم في أماكن واقعية شهدت الأحداث تاريخيا، كما وصورت بعض المشاهد في منطقة "كرمان" ومدينة "نور" السينمائية الواقعة في جنوب شرق إيران، حيث تم بناء مجسمات للكعبة، إذ أن أبعاد الكعبة كانت مختلفة قبل ميلاد الرسول الكريم. كما تم إنشاء 60 منزلا مطابقا لهيكلية البناء المعاصر آنذاك، لتصل الميزانية المرصودة للفيلم الى 30 مليون دولار،
وبعد أن استغرق الكتاب ثلاث سنوات لكتابة سيناريو الفيلم لما احتاج ذلك من الاستعانة بفريق باحثين ومترجمين للوثائق التاريخية، وشارك في العمل عدد من رجال الدين من دول عدة مثل إيران والمغرب وتونس ولبنان والعراق والجزائر. وقرر منتج الفيلم مهدي هيدريان، وكاتب السيناريو الشهير كامبوزيا باتروفي أن يتحول الفيلم الى ثلاثية تعرض لنا سيرة حياة النبي من طفولته وحتى مماته بعد أن خصصوا الجزء الأول لسيرة طفولة الرسول منذ ولادته حتي بلوغه سن الـثانية عشر.
وقال الناقد السينمائي الإيراني مهدي رضائي لـ "أنباء موسكو": "ما يزال الوقت مبكراً للحكم على الفيلم وخاصة أنه جرى تصويره في ظروف سرية ولكنه بلا أدنى شك سيخلق الكثير من المشاكل وقد يكون امتداداً للأزمات السياسية والمذهبية بين ايران ودول الخليج العربية كالسعودية." ويضيف" إن مجموعة ممثلين من العالم بأسره شاركوا فيه، لذا أتوقع أن يتفوق على فيلم "الرسالة" الذي تحدث عن رسالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وقام بإخراجه المخرج العالمي السوري الأصل مصطفى العقاد".
فهل يبصر فيلم مجيدي النور فعلا ؟ - روسيا اليوم
* الصورة للمخرج مجيدي