فيديو يوتيوب خطاب المنصف المرزوقي الاثنين 12-3-2012 , تفاصيل خطاب المنصف المرزوقي الاثنين 12-3-2012
فيديو يوتيوب خطاب المنصف المرزوقي الاثنين 12-3-2012 , تفاصيل خطاب المنصف المرزوقي الاثنين 12-3-2012
“المرزوقى” يطالب الشاب الذى أنزل العلم بتسليم نفسه
ألقى الرئيس التونسى محمد المنصف المرزوقى خطابا اليوم من قصر قرطاج تعليقًا على حادثة إنزال العلم التونسى فى جامعة منوّبة قال فيه “إن هذا العلم هو القاسم المشترك بين كل التونسيين من أقصى الطيف إلى أقصى الطيف، كان فى كل المظاهرات التى قادها النقابيون، فى جامعة عموم العملة وفى الاتحاد العام التونسى للشغل طيلة الفترة الاستعمارية، فى إضرابات ومسيرات الطلبة الزيتونيين، فى كل التحركات النسائية، رفع على مقار الجمعيات الأهلية، ووضع فى شعارات الأحزاب ومظاهراتها، سار فى ظلّه طلبتنا وعمالنا ومات من أجله شبابنا، ومن ثمة فالتعدى عليه هو التعدى على اللحمة الوطنية”.
وطالب المرزوقى الشاب الذى ارتكب جريمة إنزال هذا الرمز إلى تسليم نفسه وتقديم اعتذاره بعظم لسانه أمام قضاء مستقل ينظر فى قضيته فى إطار محاكمة عادلة ونزيهة ويحكم بما يمليه القانون وحسب تقدير ضمير القاضى لصدق الاعتذار.
ودعا كبار المسئولين للحركة العقائدية التى ينتمى لها هذا الشاب إلى إدانة واضحة وصريحة للعملية، حيث لا مجال لمحاولة تبريرها أو التنقيص من خطورتها أو التهرب من مسئوليتها وتداعيتها.
وأضاف المرزوقى قائلا “وبمناسبة هذه الحادثة المشينة أريد التذكير أنه إذا كان هذا العلم حاضنا لكل التونسيين على مختلف مشاربهم وتعدديتهم الطبيعية والشرعية، وإذا كانت هذه الحكومة المنبثقة لأوّل مرّة منذ بداية التاريخ من الإرادة الحرة للشعب، مقرّة العزم على التمسك بقيم وقوانين وآليات النظام الديمقراطى، وإذا كنت كرئيس كل التونسيين أعتبر نفسى ملزما بالدفاع عن حق الرأى والتعبير والعقيدة لكل المواطنين مهما تباعدت أفكارهم عن أفكارى وتوجهاتهم السياسية عن توجهاتى.
وشدد المرزوقى على أنه لن يسمح لأحد بتنصيب نفسه الناطق الرسمى والوحيد باسم الوطن أو الدين العظيم فكلاهما يجمع شملنا ويوحدنا، ولن يسمح لأحد بفرض آرائه وخياراته بالعنف ولأى طرف بتحقير أو تكفير أى طرف آخر ولا بأى اعتداء على أى مواطن تونسى على خلفية خياراته العقائدية مهما كانت متباعدة عن خيارتنا، كما لن يسمح لأحد باحتكار الراية ورفعها فى وجه أبناء هذا الوطن.
وأضاف أنه لن يسمح بتكرار أى محاولة لتعطيل الجامعة وإرهاب أساتذتها وطلابها أو مؤسسات البلاد الأخرى وستواجه مثل هذه العمليات فى إطار القانون لكن بمنتهى الصرامة، مؤكدًا أنه لن المتطرفين بتحدّيد مستقبل تونس سواء جاءوا من هذا الجانب أو ذاك.
وقال المرزوقى أن المجتمع مدنى صلب لن يقبل أبدا بأى تهديد لحقوق الإنسان عامة وحقوق المرأة، خاصة أو أى عودة للنظام الاستبدادى. وأن تونس لها طبقة سياسة مجمعة على مدنية الدولة، وتحييد المساجد عن كل نشاط سياسى حزبى، وإرساء وتطوير النظام الديمقراطى الذى يسمح لكل الأطراف السياسية والعقائدية بالمشاركة فى بناء الوطن دون أى وصاية أو إقصاء- إلا لمن يريد نفسه وصيا على الشعب أو يقصى نفسه من المجموعة الوطنية ورمزها هذا العلم. ولفت إلى أن التيار الإسلامى فى تونس جامع ومعتدل يضرب بجذوره فى عمق تاريخنا الوطنى لا يقبل الترهيب والتكفير.