السؤال: قرأت بعض المقتطفات من كتاب اسمه " الإسلام الوهابي " لمولفة اسمها " ناتانا دي لونج " ، ذكرت فيه أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب قال إن أبا بكر الصدِّيق كذب كذبة عظيمة ، ذكرت ذلك في ( ص 102 ) ، وقالت : إن الشيخ ابن عبد الوهاب ذكر ذلك في كتابه " فتاوى ومسائل " ، فلم أستطع إيجاد هذا الكتاب للتأكد ، فالذي أرجوه منكم أن تبيّنوا لي صحة هذا الكلام ، فهل صحيح أن الشيخ ذكر ذلك عن أبي بكر الصدِّيق ؟ وفي أي سياق ذكر ذلك ؟ كما أتمنى أيضاً أن تخبروني عن بعض الادعاءات والافتراءات الأخرى التي يُتهم بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب وما الرد عليها لأني أحب هذا الرجل ويهمني أن أكون على معرفة في كيفية دحض الأقاويل التي تطعن فيه ، وجزاكم الله خيراً .
الجواب :
الحمد لله
أولاً:
لم نستطع الوصل إلى كتاب الباحثة " ناتانا دي لونج " حول الشيخ محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - ودعوته ، فلا نستطيع إثبات ما ذكره الأخ السائل عنها ، وكتابها هو في الدفاع عن اعتقاد الشيخ محمد بن عبد الوهاب وتبرئة منهجه من كل ما يُلصق به من افتراءات أعدائه وخصومه وخاصة الإعلام الغربي – انظر حوار جريدة " الرياض " معها في عدد الثلاثاء 1 ربيع الأول 1425هـ ، العدد رقم ( 13087 ) السنة 39 - .
ومما جاء في كتابها :
" إن كل الذين حاولوا تشويه الدعوة الوهابية كانوا يعتمدون في معلوماتهم عن الوهابية على كتب الرحَّالة الغربيين ، وهؤلاء الرحالة لم يلتقوا بالشيخ أو بأحد من أتباعه ، ولم يقرؤوا شيئًا مما كتبه ، لذلك ربطوا في كتاباتهم الدعوة الوهابية بحالة العنف التي تمارس اليوم ، على رغم أنني وجدت أن فكر الشيخ ضد الإرهاب بكل أشكاله " .
انتهى
ثانياً:
أما بخصوص أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه : فإننا نجزم أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب لم يذكره إلا بخير ، وأنَّى للشيخ محمد بن عبد الوهاب وغيره أن يثبتَ كذبة على أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه وهو الذي لم يُعرف عنه أنه كذب في حياته ، وهو الذي صحَّ عنه أنه قال " الكذب مجانب للإيمان " ؟! هذا بعيد بل مستحيل ، والكذب على الصحابة قد اشتهر عن الرافضة ، فهم الذين يحكمون على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالردة ! فلا يُستبعد أن يصفوا بعضهم بما ليس فيهم ، وأما أهل السنَّة فإنهم يعتقدون أنا أبا بكر رضي الله عنه أفضل الناس بعد الأنبياء والمرسلين ، فكيف يمكن لأحدهم أن ينال من الصدِّيق رضي الله عنه وقد عُرفت منزلته وعُرف قدره ؟! والشيخ محمد بن عبد الوهاب من رؤوس أهل السنَّة الذين يجلُّون الصدِّيق ويرفعون من شأنه وقدره ، ومما قاله في حقه :
1. " وأفضل الرسل : نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وأفضل البشر بعد الأنبياء صلى الله عليهم وسلم : أبو بكر رضي الله عنه ، وعمر رضي الله عنه ، وعثمان رضي الله عنه ، وعلي رضي الله عنه ، ورضي الله عنهم أجمعين .انتهى من" تعليم الصبيان التوحيد " ( ص 15 ) .
2. " وأومن بأن نبينا محمَّداً صلى الله عليه وسلم : خاتم النبيين والمرسلين ، ولا يصح إيمان عبد حتى يؤمن برسالته ويشهد بنبوته ، وأن أفضل أمَّته : أبو بكر الصديق ، ثم عمر الفاروق ، ثم عثمان ذو النورين ، ثم علي المرتضى ، ثم بقية العشرة " .انتهى من" موسوعة مؤلفات الشيخ محمد بن عبد الوهاب " الرسائل الشخصية ( 7 / 10 ) - .
وأما ما ذكرناه عن أبي بكر الصدِّيق رضي الله عنه من قوله " إِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ مُجَانِبٌ لِلْإِيمَانِ " : فقد رواه أحمد في " مسنده " ( 1 / 198 ) وصححه المحققون .
وعلَّق عليه الإمام الذهبي فقال :
صدَق الصدِّيق ؛ فإن الكذب أسُّ النفاق وآية المنافق ، والمؤمن يُطبع على المعاصي والذنوب الشهوانية لا على الخيانة والكذب ، فما الظن بالكذب على الصادق الأمين صلوات الله عليه وسلامه وهو القائل ( إن كذبا عليَّ ليس ككذب على غيري من يكذبْ علي بني له بيت في النار) .انتهى من" تذكرة الحفاظ " ( 1 / 10 ) .
ثالثاً:
وأما بخصوص الافتراءات على الشيخ محمد بن عبد الوهاب : فهي كثيرة ، وفي موقعنا هذا جملة وافرة من الأجوبة في الرد على تلك الافتراءات :
1. ينظر جواب السؤال رقم ( 36616 ) فهو كالمقدمة بين يدي الرد على الافتراءات في حق الشيخ رحمه الله ، وهو بعنوان " محمد بن عبد الوهاب مُصْلِحٌ مفترى عليه " .
2. وينظر جواب السؤال رقم ( 9243 ) ففيه الرد على شبهة خروج الشيخ محمد بن عبد الوهاب على الخلافة العثمانية وأنه كان سبباً في سقوطها ! .
3. وينظر جواب السؤال رقم ( 154179 ) ففيه تعريف موجز بالشيخ محمد بن عبد الوهاب ، وفيه ذكر اثنتي عشرة مسألة مما افتري بها على الشيخ رحمه الله ورده هو عليها كلها بقوله " سبحانك هذا بهتان عظيم " .
وأخيراً : فإننا ننصح بقراءة كتاب " دعاوى المناوئين لدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب " للشيخ عبدالعزيز بن محمد العبداللطيف وفقه الله ، تجده تحت هذا الرابط :
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]والله أعلم