مقالات محمد المليفي عن الشيعة , المقال الذي هاجم فيه محمد المليفي الشيعة , تغريدات محمد المليفي عن الشيعة و المهدي على تويتر
مقالات محمد المليفي عن الشيعة , المقال الذي هاجم فيه محمد المليفي الشيعة , تغريدات محمد المليفي عن الشيعة و المهدي على تويتر
مقالات محمد المليفي عن الشيعة , المقال الذي هاجم فيه محمد المليفي الشيعة , تغريدات محمد المليفي عن الشيعة و المهدي على تويتر
لوحة الصنــم الملــون..!
( عتبات الصنم المقدسة ! )
مع سخونة المعارك الجانبية ، وحمى الكرُ والفر المتزايد في صفحة ( المليفي بتويتر ) تشعر قلوبنا ومشاعرنا بالجفاف والقسوة..لذا كان لا بُد من استراحة المحارب!
ولا شك أن السادة الفضلاء المتابعين والمغردين يستحقون منا الكثير ، ولم أجد للأحباب إلا أن أستروح معهم ساعة نتفيئ فيها معا ونستظل جميعاً برياض الفوائد التي عمدتُ إلى تطريزها لكم بحاشية مذهبة .. علّها أن تنال من فيض أعجباكم وتلامس شيئاً من أذواقكم..
وبهذا الاسترواح أكون قد قطفت ثمرتين ، لا واحدة ..
أولهما تواصلنا معكم وعدم انقطاعنا عن القراء ، وثانيهما جني ثمار التاريخ معاً ..وأنوه بأن ريشة كاتب هذه السطور لا تنقل الأحداث كما وردت حرفاً بحرف ونصاً بنص ولكنني أعمد إلى القصة فأعيد تشكيلها وأغيّر رسمها وأصبغ عليها صبغتي وأسكب عليها رسمي..وأمزج عليها ألواني ..
والآن تعالوا معي لنشاهد سوياً ( لوحة الصنم المُلوّن ) !
يحكي لنا تاريخنا العظيم أن جدّنا القائد المظفر محمود سبكتكين وهو الذي عُرف عنه سيرة عادلة ، وجهاد وفتوحات كبيرة ، عظّمَت من شأنه واتساع مملكته ومكانته..حتى لُقّب عند الناس بالخليفة القادر بالله ..وكانت تَــفِد إليه رُسل العبيديين بالهدايا الثمينة لاستمالته وشراء ذمته ، فيقوم على الفور وبمجرد وصول الهدايا الثمينة بإحراقها ليأمن على نفسه الفتنة والخور في دين الله..
· وحدَثَ أنه فتح في بلاد الهند الوثنية آنذاك فتوحات هائلة لم تتفق لغيره وكسر كثيراً من أصنامهم وأوثانهم .. وكان من جملة ما كسر من الأصنام صنمٌ يقال له (( سومنات )) .
وهو "صنم الهند الأعظم" والذي كانوا يفدون ويحجون إليه من كل فج عميق..كما يفد الناس إلى البيت الحرام بل أكثر ! والأغرب من هذا كله هي تلك "الأوقاف" التي أوقفوها من أجل هذا الوثن والتي بلغت عشرة آلاف قرية ومدينة ..ناهيك عن المزارع والآبار ! وكل تلك الأموال من الأوقاف وربما الخُمس! كانت مخصصة لهذا الكفر والصنم ولكل من يزور هذه العتبات والشرك .. وكان الوثنيون يشدون إليه الرحال والسفر رغم طول المفاوز وكثرة العوائق والآفات ..
والعجيب حقاً أن هؤلاء المشركين.. كانوا إذا وصلوا إلى عتبات صنمهم يتوقفون عن المشي .. ومباشرة يقعون على أيديهم وركبهم ( الجلحة الملحه ! ) ثم يبدئون بالحبو كما تحبو البهائم بالزرائب و( بالنجف!!) ولا يتوقف حبوهم حتى يصلوا إلى الصنم أو إلى القبر ( لا فرق ! ) فسبحانه الذي جعل مِلة الشرك والكفر ملة واحدة على مر التاريخ والعصور!
˜ وحدث أن جدنا المظفر كان يتقدم في جيش البواسل من المسلمين وكلما فتح مدينة وكسر وثنها .. قال الهنود (( نقسم بسومنات أنه لو كان راضياً عن صنمنا هذا لما تركه يصاب بسوء ..ولقد علمنا الآن أن سومنات العظيم ساخط عليه فليهلك إذن ولا حاجة لنا به !! )) ولما بلغ السلطان المظفر قولهم ذلك زاد من عزمه على محق كبيرهم سومنات ونادى على جيشه بالجهاد الأعظم فأتاه ثلاثون ألف فارس وعشرون ألفاً من المتطوعة .. وتقدمهم كأنه أسد قد نزع يافوخه وحل محله درعاً ثم عمد إلى مخالبه وقلّمها ورفع المهند ..!
سار بهم من مدينة غزنة من سنة 418 من الهجرة .. فلما انتهى هو وكواسره إلى بلد الأصنام تلاحم جيش الرحمن بجيش الأوثان فاعملوا فيهم سيوف الحق حتى تعثرت سنابك الخيل برؤوس الكفار من كثرتها على الأرض ! وكان فريق الأوثان يدخل منهم بعد الفريق على الصنم (سومنات) فيعتنقونه ويتمرغون عند قدمه يبكون ثم يخرجون فيقاتلون إلى أن يقتلوا.. فيا له من ولاء لكنه سُحقاً من ولاء ..!
ثم أن المسلمين قتلوا منهم خمسين ألفاً حتى وصل المجاهدين إلى (عتبات الصنم المقدسة ! )
فلما دخلوا المعبد وإذ بصنم شامخ بطوله .. مزخرفة حوافه .. مذهبة حواشيه ..ومكسو بحرير ملونة أطـرافه ..! فجاءوا سدنة الوثن وسادة القوم يقبلون قدم السلطان المظفر ويرجونه بأن يبقي لهم إلههم العظيم سومنات! على أن يعطوه عوضاً عن كسره ما ينوء بحمله اعتى الرجال من الذهب والفضة ..! فقال أمهلوني اليوم أقيم الليل واستخير الله رب العالمين .. فخرج إليهم بعد الفجر وقال لهم ( لقد قلبت أمري في وثنكم هذا فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة " أين محمود الذي كسر الصنم " أحب إلي من أن أنادى بين الخلائق " أين الذي ترك الصنم من أجل حطام الدنيا " ..ثم أنه نادى جيشه الكريم وتقدمهم ومسك الفأس وهو يقول (وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقاً)
وبدأ جيش الحق يحطمون بمعاولهم معه .. ولكأنني أراهم وأسمعهم وقد اختلط صوت صليل الفؤوس والمعاول مع التكبير ..! وبينما هم يهشمونه إذ لمع من بين الحطام بريق شديد ! فلما أن نفذوا إلى داخل الصنم وإذ بهم يجدون بجوفه ركام من الذهب والفضة وقد اختلطت فيه أحجار كريمة ونفائس من الجواهر والدرر والزبرجد الأحمر والياقوت الأخضر وحلي ولؤلؤ ومرجان ! فكان ما غنموه من هدم الصنم سومنات أضعاف مضاعفة مما كانوا سيأخذونه من السدنة والسادة ..! فكبر المسلمون وهللوا وبكى القائد المظفر بنصر الله وكرمه حتى اخضلت لحيته من الدموع ..فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
معاشر السادة
هذه لوحة مهذبة الحواشي نهديها لعيون معاشر السادة القراء..وأقل ما يستفاد منها أنها تأكد بأن أمتنا لن يكون لها كرامةٌ إلا بالجهاد ..ذلك الجهاد الذي لا يضيّعه بريق المال ولا يهدُ أركانه حطام الدنيا.. وهذا "المظفر" لو أنه هادن أهل الأوثان ورضخ لطلبهم بترك وثنهم المقدس لما حاز من الدنيا سوى الحطام اليسير .. وهاهو عندما أبى إلا أن يكمل مسيرته في الجهاد نال حظوة الدنيا وحظوة الآخرة بإذن الله.. فهنيئاً لمن سار على دربه وبقى على منهجه حتى يلقى الله ..!
وصدق القائل( من ترك شيئاً لله عوضه الله ) .!
رُفعت الأقلام وجفّت الصحف!
الكاتب محمد يوسف المليفي