تموج بنا الحياة ..
وتتحرك فينا الأمنيات ..
نتمنى قضاء الحاجات ..
ونسأل ربَّ البريات ..
أن يتفضل علينا بوابل من المكرمات ...
كل انسان في هذه الحياة .. يتمنى بعض الأمنيات .. وقد تضيق به بعض الساعات .. ينتظر فيها ساعة الفرج لكي تقرَّ عينه و يسعد ..
لذلك رمضان هو فرصتنا !!
أتدرون لمَ ؟؟
كان السلف الصالح – رحمهم الله – يخصصون لرمضان دعوات ..يلحُّون عليها طيلة شهر رمضان
في السجدات ..وأدبار الصلوات ..وقبل الإقطار ..وعند الإفطار..وفي الأسحار...
فيقولون:
فوالله الذي لا إله إلا هو ..لا يأتي رمضان القادم إلا وقد أعطانا الله جميع حاجاتنا ..
الله أكبر!!
صدقوا ورب الكعبة ..
وكل ذلك مصداقا لكلام رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ثلاث دعوات لا ترد ، دعوة الوالد لولده ،ودعوة المسافر، ودعوة الصائم )
فالآن ..أحضروا الورقة والقلم ..وتعالوا نخصص لرمضان دعوات ...اجلسوا مع النفس ..فكروا في تلك الأمنيات ....واكتبوا ماذا تريدون من الله جل في علاه ..سواء في الدنيا أو الآخرة
ورقموها
1-........
2-.........
3-.........
4-..........
5-..........
6-.........
اكتب واكتب ماذا تريد من الله ...
اجعلوها في 10 نقاط ...وركزوا فيها ..واجعلوا هذه الورقة دوما معكم ...وألحوا على الله فيها طيلة هذا الشهر...
في السجدات ..وأدبار الصلوات ..وقبل الإفطار بذل لرب البريات ..وفي الأسحار ناجوا بها الإله في الخلوات ..
ادعو الله وأنتم موقنون بالإجابة ...سيعطيكم سؤلكم ..فإنما تسألون كريم ...
وبإذن الله لن يأتي رمضان القادم إلا وقد أعطاك الله ماتريد بإذنه سبحانه ..
وأختم ..بقصة قد تعجبون منها !!
لكنها قصة واقعية حدثت بحق لتلك المرأة ..هي من أرض نجد ...كانت تجمع أطفالها قبل الإفطار من كل يوم من رمضان ..
فتقول : يارب أعطينا بيت ملك ..أمامه نهر... فكان أطفالها يرددون خلفها ويقولون : ياااارب أعطينا بيت مِلْك ..أمامه نهر!!
فكان زوجها يضحك من فعلها يقول: بيت ملك واقتنعنا ..أما امامه نهر!!! كيف ونحن في بلد صحراوية ..
فكانت تجيبه بقولها : وقال ربكم ادعوني استجب لكم ..
سأدعوا الله بما اشتهي وأريد وسيعطيني فإنه كريم ...
دعت ..ودعت ...وأطفالها يؤمنون معها طيلة الشهر ..
انتهى رمضان ..فأتى زوجها يضحك منها ساخرا يقول :
أين البيت ..وأين النهر؟؟
فكانت ترد : سيعطيني ولن يخيبني ..
تقول : ما ان انتهيت من صيام الست من شوال إلا وقد حدث أمرا عجبا ..
تقول:بينما زوجي يهم بالخروج من المسجد لصلاة العصر ..إذ أتاه رجل لا يعرفه من أثرياء مدينة الرياض ..سلَّم عليه وقال :
أنني أملك منزلا .. نصفه لوالدي والنصف الباقي منه .. مستغنون عنه وأنا عائلتي..فقد وسع الله علينا من فضله .. وقررت أن أعطيه أول رجل أراه ..
فخذه بدون مقابل .. وان اردت ان تدفع فادفع الذي تستطيع عليه ..
تقول المرأة :استحيينا أن نأخذه بلا مقابل ..فجمعنا المال من هنا وهنا حتى حصلنا على 7 آلاف ريال فقط ..سلمناها للرجل..
تقول :
فعلا من صدق الله صدقه .. ومن تيقن بالإجابة وجد..بعد رمضان ملكنا منزلا ..في حي راقي من أحياء الرياض..
ثم استدركت تقول: أنه لفت نظري أمر ..وهو أننا كنا نسأل الله أن نملك منزلا أمامه نهر!!
هاهو البيت ..فأين النهر؟؟
تقول : حدَّثت حينها أحد المشائخ وقلت له أليس الله عزوجل يقول:ادعوني استجب لكم ..
قال :بلى..
قالت : سألت الله ياشيخ شهرا كاملا أن يهبني منزلا أمامه نهر ..وهاهو المنزل ولكن أين النهر؟؟
استعجب الشيخ لدعائها .. وازداد عجبا ليقينها بالله بأنه معطيها ما دعت ..
سألها :
ماذا يوجد الآن أمام باب منزلكم ..؟
نظرت المرأة فقالت :يوجد مسجد ..
فضحك الشيخ وقال لها : هذا هو النــــــهر!!
مصداقا لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهَرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسًا مَا تَقُولُ ذَلِكَ يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ قَالُوا لَا يُبْقِي مِنْ دَرَنِهِ شَيْئًا قَالَ فَذَلِكَ مِثْلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا)
يا اخوتي الله قادر أن يفجر لها نهرا في صحراوية هذه الأرض..
لكنه أبدلها بخير أنهار الدنيا ..الصلاة ..هي النهر العذب لكل مؤمن ..يستريح بها من وصب الدنيا وتعبها ..
أخيرا..
هل أحضرتم الورقة والقلم؟
أتمنى ذلك ..
إذن من الآن اكتبوا الحاجات والأمنيات .. فإنما تسألون كريم...وألحُّوا عليها طيلة الشهر ..وبإذن الله لن يأتي رمضان القادم – إن أحيانا الله – إلا وقد أعطانا جميع حاجاتنا بإذنه سبحانه ....