أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم.. بسم الله الرحمن الرحيم.. الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد، وعلى آله وصحبه وسلم يا ربنا تسليما كثيرا وبعد:
ما زلنا نعيش مع هذا الحديث النبوي الشريف.. الذي أرسل الله تبارك وتعالى جبريل الأمين ليعلم الأمة دينها.. وتوقفنا عند سؤال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما الإسلام؟ وهذا الحديث يتعرض فيه الرسول صلى الله عليه وسلم لبعض الأسئلة من جبريل عليه السلام؛؛ ذلك أن الصحابة ما أرادوا أن يسألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يعلمهم هو.. فلما أراد الله تبارك وتعالى أن يعلم الأمة كلها كان إرساله لجبريل الأمين عليه السلام.. وكانت هذه الأسئلة العظيمة المبدعة التي توقع درجات العبودية لله تبارك وتعالى.. فسأله عن الإسلام فأجاب صلى الله عليه وسلم أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.. أن تقيم الصلاة أن تؤتي الزكاة.. أن تصوم رمضان أن تحج إن استطعت إليه سبيلا.. ثم سأله عن الإيمان ما الإيمان؟ قال: ما الإيمان؟ الإيمان في تعريف أهل اللغة وأهل التفسير وأهل الحديث تلخيص لكل الأراء التي عرفت الإيمان هو باختصار: هو ما وقر في القلب وصدقه العمل.. يعني هو إقرار باللسان وتصديق بالجنان.. ثم عمل بالجوارح للأركان.. ولذلك المؤمن الحق هو الذي لا يترك صغيرة ولا كبيرة إلا ويطبقها من القرآن ومن السنة الصحيحة.. فلما سأل جبريل الأمين محمد صلى الله عليه وسلم عن الإيمان قال: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الأخر يوم القيامة يوم البعث.. وفي رواية عند البخاري وأن تؤمن بالبعث وأن تؤمن بالقدر خيره وشره هذا هو الإيمان في سورة البقرة توقيع للإيمان مبدع.. أن مطلع البقرة قد أتفق مع أخرها في هذا التوقيع ففي مطلع البقرة {الم ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ } فانظر أن التقوى مناطها الإيمان {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ} ذكرت لحضراتكم في لقائي السابق أن إيماننا لله نحن المسلمين عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم لا يصح إسلامنا ولا إيماننا إلا أن نؤمن بسائر الأنبياء والمرسلين قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ولذلك أن تؤمن { الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالآخرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ أُوْلَئِكَ عَلَى هُدًى مِنْ رَبِّهِمْ وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ } هذه الآيات توقع ما قاله الرسول صلى الله عليه وسلم لجبريل عن الإسلام والإيمان ففي هذا الآيات ذكر الله تبارك وتعالى الهدى { ذَلِكَ الْكِتَابُ لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ } فذكر الهدى وذكر التقوى.. الهدى لو تذكرتم ما قلناه ساعة أخرج الله تبارك وتعالى آدم عليه السلام من الجنة فقال { فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى } خلاص مع كل أمة نبي رسول أكتر من نبي أكتر من رسول معاهم المناهج التي بها تتم الهداية لكل أمة.. فذلك الكتاب كتاب محمد صلى الله عليه وسلم {لا رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِلْمُتَّقِينَ} من هم المتقون {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ}.. أدى ذكر الصلاة وذكر الزكاة الإيمان بالغيب عنوان لحقيقة إيمان العبد المسلم والإيمان بالغيب يجعلك لا تثق إلا بالله لا تتوكل إلا على الله في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم .. إذا سألت فأسأل الله وإذا استعنت فاستعن بالله واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك ولو اجتمعت على أن يضروك لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ولن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك.. وفي نهاية هذا التوقيع النبوي الشريف قال صلى الله عليه وسلم رفعت الأقلام وجفت الصحف.. لا كلام بعد هذا إذا سألت فاسأل الله.. وإذا استعنت فاستعن بالله يعني الإيمان بالغيب يجعلك إذا قالوا لك فلان عاملك سحر فلان بيحسدك.. قل حسبي الله ونعم الوكيل لا إله إلا الله من كان الله معه فلا يخيب سعيه.. من كان الله معه فمن الذي عليه؟
الإيمان بالغيب نقطة فارقة في إيمان العبد.. ولذلك الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة لو أنك أقمت الصلاة على وجهها لوقعت الإيمان الغيب ولأنتهيت عن كل ما حرم الله {إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ},، {الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاة وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ} الزكاة.. الزكاة فريضة غابت عن هذه الأمة من الناس من يحسب زكاة ماله ثم يخرج بعضها أو بعضها.. لماذا ويقول كفاية كدة هذا حق للسائل في مالك هذا حق للسائل والمحروم في مالك الله تبارك وتعالى أمرك بها.. ولذلك ليست من سبيل الصدفة أن تكون في مطلع الكتاب وأن تكون في حديث رسول الله الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله.. تقيم الصلاة تؤتي الزكاة تحج البيت هذا كلام لا يقبل القسمة.. حديث الأركان بني الإسلام على خمس شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمد رسول الله أقام الصلاة إيتاء الزكاة حج البيت وصوم رمضان.. حديث الأعمال يعني الرسول يوضح في كل مرة ما يجب عليك أن تقوم به كمسلم كمؤمن كمتقي كمحسن.
ولذلك بعد أن سأله عن الإسلام وسأله عن الإيمان.. قال: ما الإحسان؟ أسمع أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.. هذا هو لإحسان وفي رواية للإمام مسلم أن تخشى الله كأنك تراه.. وأنا أفضل هذه الرواية عن تلك؛؛ لأن قول رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تعبد الله كأنك تراه أقتصر الإحسان في الخوف من الله في العبادة فقط والأمة لا تقوم على العبادات فحسب.. الأمة تقوم على العقيدة والشريعة والقيام يقوم على العبادات والمعاملات.. والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها والرسول صلى الله عليه وسلم يأمرنا ألا نقصر في المعاملة.. ألم يقل صلى الله عليه وسلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة؟ المسلم الواعي هو الذي يقيم فرعي الدين العقيدة والشريعة العبادات والمعاملات.. لا يقصر في شيء.. ولذلك لما سأله جبريل الأمين عن الإحسان قال صلوات ربي وسلامه عليه: أن تبعد الله أو أن تخشى الله كأنك تراه.. فإنك إن لم تكن تراه فإنه يراك.. ومن الإحسان بيقين إعمال صفة بالأخص صفات الله تبارك وتعالى صفة الرقيب هذه الصفة التي غابت عن الأمة.. أو عن كثير من أبناء هذه الأمة.
أنت ما استطعت أبدا أن تعصي الله أمام الناس.. الذي يشرب الخمر الذي يأتي الزنا يفعله في ستر من الناس تستتر من الناس ولا تستتر من الله؛؛ ولذلك أن تخشى الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه أو فإلا تكن تراه فإنه يراك.. سبحانه وتعالى لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار.. أنت لا تدرك الله تبارك وتعالى أنت لا تراه لكنه يراك.. فإعمال صفة الرقيب من أخص درجات العبودية الإحسان أن تتعامل ساعة تتعامل مع الناس على أعمال الرقيب سبحانه وتعالى.. يطلع عليك أن تتعامل مع الناس لا بقوة الناس أو ضعفهم إنما بقوة القدير سبحانه وتعالى.. وإذا دعتك قدرتك وقوتك على ظلم الناس فتذكر قدرة الله عليك.. تذكر قدرة الله عليك.. تذكر قدرة الله عليك.. فقدرة الله لا حدود لها لا حدود لها.
ولذلك المسلم الواعي ساعة يتعامل مع الناس يعمل صفة الرقيب ولا يدع حق عليه.. فلا يدري أيموت من فوره أم يؤجله الله تبارك وتعالى.. ولذلك المسلم الحق لا ينتظر أبدا إنه وفولا يؤدي الأمانة يؤدي الحقوق.. لا ينتظر فإذا مات كان قد أدى ما عليه.. ولذلك كان من دعاء عمر رضي الله عنه وأرضاه أن يخرج من هذه الدنيا كفافا لا له ولا عليه.. هذه دعوة لا يدعوها إلا واعي.. إلا عارف إلا فاهم.. جبريل الأمين أرسله الله تبارك وتعالى فسأل الرسول عن الإسلام وعن الإيمان وعن الإحسان.. ثم سأله عن الساعة وهذا موضوع يختلف أو يخرج عن موضوعنا وموضوعنا درجات العبودية لله في الإسلام.. ثم الإيمان ثم التقوى ثم الإحسان ثم إسلام الوجه لله تبارك وتعالى.. إسلام الوجه درجة عليها يبكي العارفون لا تكون إلا لمن خشي الله في درجة الإحسان يعني لم ولن يصل إلى الإسلام.. إسلام الوجه لله إلا من أحسن لله تبارك وتعالى فإحسانك هو أن تعبد أو أن تخشى الله كأنك تراه.. فإن فعلت هذا فقد أحسنت مابقي لك إلا أن تسلم الوجه لله.. تخرج من بيتك ساعة تخرج.. بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن.. حسبنا الله ونعم الوكيل.. هذا هو الإسلام الحق الإيمان الحق الإحسان الحق.. هذا هو إسلام الوجه لله هذا هو الذي يتبعك أو يجعلك تتبع الصراط المستقيم.. الذي هو مناط الوسطية هذه القضية التي يجب أن تكون عليه الأمة {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدا}ً أسأل الله أن يجعلنا من هذه الأمة وأن يجعلنا من الذين يعملون بما يستمعون.. فاصل قصير ونعود لنبين "حقائق أمة الوسط" حقائق الأمة الوسط.. هذا البيان الذي أسأل الله تبارك وتعالى أن ينفعنا وإياكم به فاصل وانتظرونا.
فاصل .
...........................................................................................
بسم الله الرحمن الرحيم..{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَر}ِ.. بيّنا أن الإيمان بالله يجب أن يكون سابق في قلبك على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. هو مناط الإحسان التقوى أسلام الوجه لله حتى تكتمل درجات العبودية يجب أن نوقع ما في سورة البقرة.. أو في أواخر البقرة من آيات {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ} .. لو لم يؤمن محمد صلى الله عليه وسلم بما أرسله الله به ما استطاع أن يبلغ رسالة الله تبارك وتعالى.. ولذلك هذا الفترة التي يقال عنها فترة انقطاع الوحي هذا ليس انقطاع.. هذا بأمر من الله وحكمة؛؛ لأن الفترة التي أنقطع الوحي فيها إن صح هذا التعبير هي الفترة التي أقتنع محمد صلى الله عليه وسلم بأنه نبي.. بأنه رسول.. لو لم يقتنع هو لم استطاع أن يبلغ فالفترة هذه كانت فترة اليقين.. كانت هي فترة التروي التدبر التعقل,, وإذا أردتم أن تعرفوا قيمة هذه الفترة ساعة جاءه الملك أقرأ وعاد إلى بيته بعد هذا الحادثة المبدعة بعثته صلى الله عليه وسلم وقال: زملوني.. زملوني دثروني دثروني,, وقال ورقة بن نوفل مع اختلاف الروايات.. هل عند الكعبة هل في بيته الروايات مختلفة في هذا.. ونحن دائما نحب أن نخرج من الخلاف ساعة قابل ورقة بن نوفل وقال له: ما حدث صلى الله عليه وسلم ماذا قال له ورقة؟ قال له ملخص أحداث الإسلام قال: أنت نبي آخر الزمان يبعثك الله تبارك وتعالى تصديقا لما جاء به عيسى ومبشرا برسول يأتي من بعدي أسمه أحمد.. ولو أني على قيد الحياة أو ما على هذا المعنى ساعة يخرجوك قال: أو مخرجي هم؟! قال: ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا أوذي وعودي وأخرج.. ومن ثم ورقة بن نوفل بإيمانه بعيسى وموسى والأنبياء السابقين على محمد صلى الله عليه وسلم لخص الإسلام .. لخص أن الرسول سيبعث وأنه سيخرج من مكة إلى المدينة المنورة.. ما يقال عنه الهجرة والهجرة كلمة لا تستقيم في حق الرسول.. الرسول أخرج أي مجبرا وبأمر من الله فالهجرة كلمة يعني نريد أن نناقشها إن شاء الله في حلقات فيما بعد من الكلمات التي يجب ألا تقال في حق الرسول.. ما ذكرها القرآن عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بل أمره بعكسها يعني القرآن يقول لرسول الله صلى الله عليه وسلم { فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ }.
فما الذي فعله صاحب الحوت؟ ذهب مغاضبا هاجر الرسول لا يهاجر.. ولذلك في الحديث الصحيح لما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم لبيت أبي بكر الصديق قال: أذن لي بالخروج.. لم يقل في الهجرة.. لأن الرسول لا يهاجر.. المسلمون هاجروا لكن محمد لا محمد لا يهاجر.. ولذلك أسمعوا توقيع القرآن في هذا المعني { وَكَأَيِّنْ مِنْ قَرْيَةٍ هِيَ أَشَدُّ قُوَّةً مِنْ قَرْيَتِكَ الَّتِي أَخْرَجَتْكَ }{ إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ}.. يعني أفهموا الكلام ده كويس يعني يجب ألا نوقع كلام.. حتى لو جاء في بعض الأحاديث ما ذكره القرآن تذكروا قول رسول الله وهو على رأس الشعاب وهو يغادر مكة وقف صلى الله عليه وسلم على رأس شعاب مكة في منقطة مرتفعة.. ونظر إلى شعاب مكة وقال كلمات حفرت في التاريخ بأحرف من نور قال صلى الله عليه وسلم توقيع لكلام القرآن { إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ } إلى آخر الكلام.. ماذا قال؟ قال: والله إن الله ليعلم أنك أحب بلاد الله إليه وإلي.. ولولا أن أهلك أخرجوني ما خرجت.. هذا هو التوقيع فالهجرة كلمة لا تستقيم في حق رسول الله صلى الله عليه وسلم المهم الرسول صلى الله عليه وسلم .. أستمع هذا الكلام من ورقة وقال: أو مخرجي هم؟! قال: ما جاء رجل بمثل ما جئت به إلا أوذي وعودي وأخرج.. مش هاجر.. أخرج.
فالهجرة أو الخروج أو الإخراج الهجرة للمسلمين.. والخروج والإخراج لرسول الله صلى الله عليه وسلم,, شقيقة أو توأم البعثة.. ساعة بعث بشره ورقة بأنه سيخرج .. ولن يخرج إلا أن يأذن الله له.. ولذلك قال لأبي بكر في بيته أذن لي بالخروج.. والحديث في البخاري حديث صحيح.. أذن لي في الخروج.. وخرجا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنه من بيت أبي بكر في رحلة الخروج من مكة إلى المدينة.. خروج رسول الله واخراجه وهجرة أبي بكر الصديق رضوان الله عليه.. والقرآن مبدع في توقيع هذا القول.
شاهدي في الكلام أن ورقة بن نوفل بشر الرسول بما سيحدث عبر الرحلة.. البعثة والخروج أقامة الدولة في المدينة مما جاء أو من أين جاء ورقة بهذا الكلام؟ من عيسى عليه السلام.. هذا هو المؤمن الحق.. هذا رجل قرأ التوراة الحق والإنجيل الحق وصدق بهما.. ولذلك قال له: لو أنا موجود على قيد الحياة ها نصرك.. لماذا؟ لأنه مكلف من خلال ما قاله عيسى بالإيمان برسول الله صلى الله عليه وسلم { مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ }.. الإيمان لا يتجزأ ولا يختلف من دين إلى دين ولا من رسالة إلى رسالة.. ولا من ديانة إلى ديانة الدين هو الإسلام والديانات كلها تقوم على الإسلام ولذلك في توقيع أواخر البقرة على الإيمان والمؤمنون يعني {آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه }.. وقلت فترة انقطاع الوحي اللي بيسموها انقطاع وحي.. فترة استيعاب الرسول للرسالة ليبلغ والمؤمنون كل آمن بالله.. شوف كل دي الإيمان واحد لا يختلف من واحد إلى واحد.. إذا تفاوتت الدرجة تتفاوت درجة الجنة.
ولذلك الجنة درجات والمؤمنون {كل أمن بالله وملائكته وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ} أقف عند كتبه بقى عند الكتب.. نحن نؤمن بالكتب المنزلة من السماء التوراة والإنجيل الذي أنزله الله من السماء التوراة المنزلة والإنجيل المنزل قبل التحريف والتأليف.. القرآن على قدم المساواة.. الإيمان لا يختلف من كتاب إلى كتاب.. إيمانك بالقرآن لا يقل عن إيمانك بالإنجيل.. لا يقل عن إيمانك بالتوراة.. {والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه} بس المنزلة مش المحرفة أو المؤلفة.. وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ اللي جاية مبدعة{ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} بهذا الوصف وذلك التوصيف {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ}.
هذه مهمة الأمة.. ما أخرج الله أمة محمد للناس إلا ليأمروهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر.. فكل الأمة دعاة ها يقول لك إي أحنا مش كلنا مؤمنون.. لا أنت داعية بأخلاقك بأعمالك.. كم من الناس أسلموا لما رأوا مسلم ملتزما بالصلاة.
وهذه الحكاية عشتها مع رجل في فرنسا أشتغل عند راجل نصراني ثم كان ملتزما بالصلاة قاله: أنا ها ستأذن منك في فترة الصباح مرتين.. هو بيشتغل من 8 صباحا مثلا قبل المغرب بشوي بيسيب شغله قاله: أنا ها ستأذن منك مرتين.. قاله ليه؟ قاله عندي صلاتين الظهر والعصر.. الراجل وافق لقاه مفيش يوم مبيخرجش لصلاة الظهر في معادها.. ومفيش يوم مابيخرجش لصلاة العصر في معادها.. فراقبه في بيته فوجده يخرج في المغرب ويخرج للعشاء ويخرج للصبح.. كل في معاده {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} محددا الفترة الزمنية بين الصلاة والصلاة ليست لنا.. يعني أنت في الأردن مثلا مطلوب منك الظهر الساعة 11 وثلث العصر 2 ونص الفترة الزمنية من صلاة الظهر لصلاة العصر مش بتاعتك,, بتاعت البلاد اللي بعدك في المدار الجغرافي.. ولذلك أنا زمان ضربت مثال قلت لو أنا في القاهرة بيطلب مني الظهر الساعة 12 لو أنا في أسكندرية 12 وخمسة لو أنا في مرسى مطروح 12 وربع.. لو أنا في ليبيا 12 ونص تننا مشين كدة آخر بلد معاك على المدار يطلب منه الظهر الساعة 3 ومنك أنت العصر الساعة 3 وخمسة.. هذه حكمة الله لخصها سبحانه وتعالى في قوله {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}.. في كل بقاع الأرض كتاب واحدا موقوتا موقتا محددا فإذا سجد المسلم في القاهرة في الوقت الذي طلبه الله للظهر.. وسجد المسلم في الإسكندرية في الوقت الذي طلبه الله للظهر.. ثم يصبح الكون ساجدا أناء الليل وأطراف النهار.. بتعاقب مبدع لله لا تأتي دقيقة دون سجود عبد لله فالكون كله يسجد بهذه الآية.. إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاب موقوتا.. والمؤمن يختلف ميقاته من بلد إلى بلد.. هو هو الشخص لو في القاهرة مش ها طلب منه الظهر أبدا 12 وخمسة ها طلبه 12.. لو في مرسى مطروح ها تبقى وعشرة لو في ليبيا ها تبقى ونص.. وهكذا الإسلام دين العقل ودين العلم ودين الطاعة سمعنا وأطعنا {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} الذي لا يصلي ليس بمؤمن.. الذي يترك الصلاة ليس بمؤمن.. القرآن أوضح من الشمس في رابعة النهار.. {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً}.. الكلام محدد الإيمان: أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر.. أن تؤمن بالقدر خيره وشره.. أن تؤمن بالصلاة بالزكاة بالصيام.. أن تؤدي الأفعال أن تؤدي الأعمال أن تقوم بما لك بما أمرك الله به.. كنت هكذا فأنت من هذا الأمة التي كانت خير أمة أخرجت للناس.. تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر.. بأعمالها دعاة الأمة وعلماءها يقومون بالدعوة لله تبارك وتعالى فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يختلف من مسلم لمسلم على قدر العلم الدعاة والعلماء وظيفتهم الدعوة إلى الله.. الأمة كلها تدعوا إلى الله بأعمالها بهذا نكون خير أمة أخرجت للناس.. بهذا نكون من هذه الأمة الوسط بهذا نكون على مراد الله فينا أسأل الله تبارك وتعالى أن نجلي لحضراتكم فيما بقي من حلقات هذا البرنامج.. حقائق هذه الأمة الوسط في كل المعاملات.. وفي سائر التعاملات.. إن الله ولي ذلك والقادر عليه.
أيها الأخوة الأحباب على وعد بلقاء قادم.. أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه.. أترككم في رعاية الله.. سلام الله عليم ورحمته وبركاته.