لأني أحبه فقد جعلته دائماً نصب عيني .. وأغلقتُ عليه جفوني بحرصٍ حنون
وجاهدتُ كي أنال رضاه وأبتعد عن كل ما يغضبه .. ولم يخذلني أبداً ..
فقد كان دائماً معي .. كان يمسح دمعتي برحمته إذا بكيت ..
ويدفع همي بحنانه إذا عانيت .. وكان ذكره يريحني إذا ما جافا عيني الكرى ..
ودبَّ الخوف في قلبي .. كان معي دائماً يبث الأمل في نفسي إذا ما يأستُ يوماً من الحياة ..
وهو الذي يشملني بعطفه إذا تجاوزت حده .. وفعلت ما يغضبه ..
لم يؤاخذني يوماً بما فعلت .. أو يحاسبني إذا نسيت ..
ولكم كنت بعيدة عنه .. فقربني إليه ..
ذلك الذي إذا دعوته يجيب .. الذي هو أقرب إليَّ من حبل الوريد ..
الذي لستُ بحاجة لوسيط بيني وبينه .. ولستُ بحاجة لكلمات تخرج من شفتي تعبر له عما أريد ..
فهو يسمعني .. ويعلم ما بنفسي قبل أن أنطق ..
ويجيب .. هو الذي يمزقني الحياء منه كلما تذكرت فضله عليّ ..
فإنه يبقي على حياتي .. وبيده زمامها ..
وهو ليس بحاجة إليّ .. تعالى عن ذلك ..
هو وحده .. ليس له شريك ..
ولست أجد حرجاً أن أبثه دائماً ما يعتمل بنفسي .. من فرح وشجون ..
ومطالب كثيرة لا تنتهي .. هو سبحانه الذي أتحرق شوقاً لرؤية وجهه الكريم ..
يوم الخلود .. إنه هو ..
إنه الله ..
الله ربي وربكم