إن خروج إفرازات مخاطية صديدية من قناة الأذن، يعنى بالضرورة وجود التهاب مزمن بالأذن الوسطى، يصاحبه بالطبع وجود ثقب بطبلة الأذن، والتهاب الأذن المزمن يمكن تقسيمه إلى نوعين، أحدهما مأمون أى لا يسبب مضاعفات خطيرة، والنوع الآخر غير مأمون؛ لأنه قد يتسبب فى حدوث مضاعفات خطيرة، وبصفة عامة، كلما طالت فترة الالتهاب المزمن، كلما زادت المضاعفات، وأهمها اتساع الثقب الموجود بالطبلة، وتآكل العظيمات الموجودة داخل الأذن الوسطى، ومن ثم تدهور السمع، وقد يصل الالتهاب إلى الأذن الداخلية، مسبباً تدمير السمع، أما بالنسبة للنوع الخطير من الالتهاب المزمن للأذن الوسطى، فيسمى "تسويس بعظم الأذن"، حيث يتكون داخل الأذن "كيس" أو ورم حميد يسمى "كوليستياتوما" يضغط على جدران الأذن فيحدث بها تآكل يؤدى لانتشار الالتهاب إلى داخل الجمجمة والمخ، ويمكن التفرقة بين النوعين، المأمون وغير المأمون، بالكشف على المريض، وعمل أشعة مقطعية على عظام الأذن، بالإضافة إلى وجود بعض الأعراض، مثل استمرار خروج إفرازات ذات رائحة كريهة بشكل مستمر، بالرغم من تناول العلاج، لهذا فإن سرعة طلب العلاج، خاصة بالنسبة لهذه الحالة ولصغر سنها، تمنع المزيد من تدهور السمع.