للوراثة دورا معروفا فى حدوث السمنة فالاستعداد الوراثى يورث من الآباء للأبناء خصوصا إذا كان الأبوان أو كلاهما بدينا غير أنه ليس معروف على وجه الدقة السبب المباشر وراء حدوث الخلل فى التفاعلات الكيميائية المختلفة والذى ينتج عنة تراكم الدهون.
ويشير إلى أن الباحثين افترضوا أن العيب يكمن فى غدة الهيبوثلامس الموجودة فى قاع المخ وهذه الغدة تحتوى على مركزين لتنظيم عملية الأكل أحدهما، يعطى إشارة بالإحساس بالجوع ويسمى مركز الأكل والآخر يعطى إشارة بالإحساس بالشبع والامتناع عن الأكل ويسمى مركز الشبع.
كما يبين أنه ربما تكون هناك بعض المواد الكيميائية التى تفرز بصورة غير طبيعية وتؤدى إلى زيادة تنبيه هذه المراكز أو تثبيطها، مما يؤدى إلى الإفراط فى الأكل أو تأخر الإحساس بالشبع.
وللتدليل على ذلك فإن هناك بعض الأمراض الوراثية المعروفة التى تكون مصحوبة بخلل فى هذه المراكز، وتؤدى إلى السمنة بالإضافة إلى علامات وراثية أخرى تظهر على الطفل المصاب مثل التخلف العقلى وقصر القامة وضمور الشبكية ولحسن الحظ فكلها أمراض نادرة الحدوث ولا تشكل ظاهرة.
ومن ناحية أخرى، الوراثة تلعب دورا مختلفا، حيث افترضوا أن الشخص البدين تقل قدرته على استهلاك الطاقة، وبالتالى تختزن هذه الطاقة فى صورة دهون تتراكم داخل الجسم. ويتبنى فريق من الباحثين نظرية ثالثة تغزو الاستعداد للسمنة إلى وجود عدد أكبر من الخلايا الدهنية تتكاثر بمعل أسرع فى جسم الطفل البدين، وتؤدى إلى ظهور السمنة فى سن مبكرة.
وعلى الجانب الآخر، فإن هناك رأيا يقول إن تركيب الخلية الدهنية ونوعها يختلفان فى الفرد البدين عنه فى الفرد الطبيعى، حيث لاحظوا وجود نقص فى عدد نوع معين من الخلايا الدهنية التى لها القدرة الأكبر على توليد الطاقة.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن زيادة هرمون الأنسولين بالدم تعتبر ظاهرة وراثية إلى الزيادة فى تصنيع الدهون وتراكمها بالجسم .