[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]فاني أَحييك تحيةَ عربيةَ غير منقطعة، تمتد جذورها الى أعماق الأُمة بأفراحها وأحزانها، واُقروئك أطيب السلام وأقول قرأت بمرارةٍ كالمرارة التي كنا نتجرعها عندما تمتد الينا خناجر بعض أبناء الاُمة تنهش أحشاءنا ونحن الواقفون في وهج الحنين الى الأُمة قرات تصريح سموكم بأن مجلس التعاون الخليجي لا يرغب بإنضمام الأردن الى المجلس.
ولم يكن مصدر المرارة اسفاً على عدم الانضمام أو حُرقةً لضياع فرصة، لأنه ليس هناك فرصة انما كان حسرةً على الزمن الذي عشنا فيه لنرى العربي يبتعد فيه بنفسه عن العربي وطن.
فنحن يا سمو الشيخ في الاردن لم ننأ يوماً بأنفسنا عن العروبة وذلك عندما سالت دماء جندنا وابناء عشائرنا ومخيماتنا شرفاً على ارض الشرف فلسطين، فلسطين الذي شرفها لله بكتابها العظيم وبارك حولها وما حولها الا الاردن، وما كان لنا يا سمو الشيخ ان ننأ بانفسنا عن العروبة عندما شيدنا سداً منيعاً طولهُ سبعمائة كيلومتر، شيدناه بجماجم اعز شهدائنا ليقف في وجه الهجمة الصهيونية، الهجمة الأخطر في تاريخ الامة منذ أيام الغازي التتري، يومها كان الصهاينةُ يباشرون أعمالهم تنقيباً وتخطيطاً وحفراً لآبار تفوح رائحتها خبيثة تزكم الأنوف في أراضي الامة الواسعة وصحاريها.
أننا لم ننأ عن الامة عندما أرسلنا خيرة أكبادنا وشبابنا شهداء في باب الواد وعلى أسوار القدس يومها كان شبابنا يعودون في صناديق الشرف شهداء وأُمهاتهم يزغردن ويهتفهن:
يا خضر الأخضر يا النبي داوود يا رب احرس الشباب من ضرب البارود
عندها اختبات صحاري النفط يا سيدي خلف بنادق جُندنا تحتمي بهم .
تعودنَا في الاردن مهاجرين وانصاراً أن نفترش أرضاً واحدة، ربما تكون قاحلة ولكنها خضراءُ بعزائمنا ونلتحف لحافًا يكون مرقعاً واحداً لكننا كنا نطاول النجوم عزةً وبهاء، اسأل يا سمو الشيخ عواصم الملح والظمأ من بناها وشيدها، وعلم ابناءها في أواخر القرن الماضي، أولم يكونوا علماء وعمالاً ومعلمين أُردنيين؟ نعم اننا نمتلك شرف الانتماء لشعبٍ يعيش صباحا مساء على مسامع آذان الاقصى ينادينا هل بعتموني بدرهمٍ ودينار؟ ونَسي المؤذن أن يتكلم عن ملياراتٍ تكدس على حساب جوع الأمة تذهب عمولات ورشاوى لشراء ذمم رخيصة.
سمو الشيخ أعتقد أن وزير خارجية الاردن لم يسعفه حسن التعبير عندما اخبركم أن الشعب الاردني يرغب بالإنضمام لمجلسكم، وأجبتموه انك لا ترغبون، لكنني أريد ان أُصحح ما قاله أنا الذي وأمثالي ترعرعنا على سماع هدير المدافع عام 1948 و1967 و1973، أُصحح ما قال وأقول بصوت كل اردني، نعم نحن نريدكم ونريدكم ونريدكم لكن لا نرديكم كشعوبٍ للنفط، بل نريدكم عرباً عروبيين، تقفون معنا في خندقِ دفع الضريبة عن الأمة، ولا يهمنا عندها درهم ولا دينار، نقضي يومنا نشتم رائحة الدحنون وشقائق النعمان التي تنبت على ضِفاف نهرنا المُقدَس، وقد رواها دم الشهيد.
نعم نُريدكم عرباً عروبيين، تنظرون الينا كيف نربي أطفالنا ليكونوا أحرارا يعشقون الامةعشقا خالدا نسقيهم حليب الكرامة، ونعلمهم كيف يصبرون على جمر الوجع من غير ذلةٍ للنفط. سمو الشيخ: أفتخر بأني أُمثل كل شيخ قبيلة أُردني.
من قبائِلنا الابية وأريافنا ومخيماتنا، ومدننا، وأقول من لا يريدنا لا نريده، ولكن حياك الله ان زرت أهلك في الاردن، نستقبلك كما يستقبل الأخ اخاه، نقتسم واياك رغيف صاجٍ نطهوه على أعواد حطب السنديان والبلوط، روته دماء الشهداء، وتفوح منه رائحة البخور، نحييك ونريك ارث العرب في البتراء العربية، الشاهد على مر الزمان على اصالة الاردنيين ماضياً وحاضراًهذه الاصالة التي شهد لها ابن جلدتكم واحد خيرتكم اخونا محمد المسفر.
واسلم
الشيخ ماجد ابو فرج
' شيخ قبيلة - البتراء العربية - الاردن