"المرأة لا تحفظ سرا" مفهوم شائع في المجتمع وتشربته ثقافته وتبنته بعض الأسر في تربية النشء والتمييز به بين الجنسين، وتقره نساء وترفضه نساء أُخر وتجحده أخريات وإن استيقنته قلوبهن.
وفي دراسة لإحدى شركات مستحضرات العناية بالبشرة أجرتها على 3000 امرأة بريطانية، تبين أن واحدة من 10 نساء لم تتمكن من الحفاظ على السر، وأن ما يقارب من النصف يشعرن في كثير من الأحيان بحاجة إلى البوح بأسرارهن، وأن المرأة لا يبقى السر محفوظا عندها أكثر من 32 دقيقة.
وفي دراسة أكثر تفاؤلا، قال الدكتور مايكل كوكس: "إن المرأة لن تستطيع أن تحافظ على سر أو تؤتمن عليه مهما بلغت أهميته، إذ غالبا ما تخبر شخصا بعد 47 ساعة و15 دقيقة كحد أقصى".
وهذه الدراسات والنتائج تثير جدلا واسعا بين النساء والرجال ما بين قابل لها ورافض.
حمّى الأسرار
وهناك نوع من النساء تعترف بأنها لا تستطيع كتمان سرا، وأن حفظه يسبب لهن مرضا وحمى في الليل،
وما إن ينجلي الصباح حتى تبوح به لأقرب شخص، فحالها كحال الشاعر:
وإن قليل العقل مَن بات ليلةً * تقلبه الأسرار جنبا إلى جنبِ.
وتقول أم نادر إنها تحس بالراحة والسعادة إذا قالت ما يجول بخاطرها، وأن من يكتم السر ويجمع الأسرار يمرض من حيث لا يعلم.
وربما يختلف السبب عند أم إبراهيم التي تبلغ 38 عاما، حيث ترى أن النساء يعانين من فراغ كثير ويوم طويل، والثرثرة هي البديل الأفضل للتسلية وشغل الوقت، فيكون مدار حديثهن قصصهن ومغامراتهن فإن نفدت القصص بدأن بمخزونهن من الأسرار حتى ولو أعقب ذلك ندم ونفس لوامة، فهن عادة تُعدن الكرة من جديد.
وترى المعلمة سارة الخاطر البالغة من العمر 45 عاما أن ما يدفع بعض النساء لإفشاء أسرارهن، هو رغبتهن في لفت الانتباه إليهن، وحتى يكون جزءا من اهتمام الآخرين، وتقول إن هذا ما تراه في غرف المعلمات، عندما تريد إحداهن أن تلفت الانتباه تهمس بصوت خافت قائلة: "بقولكم سر".
طبيعة المرأة لا تحفظ السر
ومن جهته، قال عميد كلية العلوم الاجتماعية وأستاذ الطب النفسي الاجتماعي الدكتور محمد التويجري: "إن طبيعة المرأة أنها حينما يحصل لها أي أمر من الأمور تحب أن تتحدث به لأي شخص قريب منها، وخاصة زوجها، والمرأة تتحدث بإسهاب على النقيض من الرجل الذي ينزوي على نفسه ويكتم".
وأضاف أن المرأة تغلب عليها العاطفة وتتحكم فيها أكثر من الرجل، وأن الغضب في شخصية المرأة خارجي فتفضفض بما في داخلها، على عكس الرجل الذي يكون غضبه داخليا فيكتم أيضا.
وهذه الأسباب يراها الدكتور التويجري هي السر في أن المرأة لا تكتم سرا، ويقول: "إنها ليست سلبية في شخصية المرأة، إنما هي طبيعة ولا يمنع ذلك أن نقول إن هناك من النساء من هن أشد من الرجال في حفظ السر وبألف رجل".
رفض المفهوم الشائع
وترفض الموظفة في أحد البنوك منال حماد التي تبلغ من العمر 28 عاما المفهوم الشائع بأن المرأة لا تحفظ سرا، وتعلق على ذلك قائلة إن الرجل والمرأة في حفظ السر أو نشره سواء، فمن النساء من هي بئر لا قرار له، والمرأة إذا قيل لها بصريح العبارة "احفظي هذا السر" فهي تحفظه، وخاصة في هذا الزمان الذي أصبح الرجل فيه لا يستطيع كتمان السر.
وعلى النقيض من ذلك، يرى سالم القحطاني البالغ من العمر 35 عاما أن السر لدى المرأة نوعان؛ سر تافه لا داعي لكتمانه، وسر خطير لا تستطيع كتمانه، لذا هو لا يودع سره لامرأة، ويبيّن أن الأسرار التي يخفيها الرجال عادة عن نسائهم هي: مقدار الراتب الشهري وجواز السفر.
وأفاد التويجري أن المرأة تكتم الأسرار المتعلقة بعلاقاتها الشخصية والخاصة مع شريك حياتها إلى حد ما، والرجل عادة ما يخفي أسرار عمله عن زوجته.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]