كشفت وثيقة أميركية نشرها موقع ويكيليكس مطلع الشهر الجاري تعزيز الأردن قواته بأفغانستان، بعد الهجوم الذي قتل فيه أحد ضباط استخباراته إلى جانب سبعة من ضباط الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي)، نهاية العام الماضي في مدينة خوست الأفغانية.
وتحدثت الوثيقة عن تفاصيل لقاء في 12 يناير/كانون الثاني 2010 جمع وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد مع المبعوث الأميركي لأفغانستان وباكستان ريتشارد هولبروك الذي توفي مساء أمس الاثنين.
وجاء في الوثيقة أن الوزير الإماراتي أبلغ هولبروك -خلال اجتماع إقليمي حول أفغانستان في أبو ظبي- أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة أبلغه عن خطط أردنية لإرسال مزيد من القوات لأفغانستان.
وأشارت إلى أن هولبورك ذكر أن جودة أكد له ذات الأمر خلال لقاء جمعه به في واشنطن، دون أن يحدد موعد ذلك اللقاء.
نفي
وينفى الأردن وجود أي دور عسكري له في أفغانستان منذ مقتل الضابط الأردني الشريف علي بن زيد -وهو من أقارب عاهل الأردن عبد الله الثاني- الذي قالت وسائل إعلام غربية مطلع العام الجاري أنه كان مسؤولا عن الطبيب الأردني همام البلوي الذي نفذ الهجوم على قاعدة خوست.
وفجر البلوي نفسه في القاعدة فقتل سبعة ضباط أميركيين وضابطا أردنيا، وقال في شريط مسجل بثته قناة الجزيرة إنه نفذ هذه العملية انتقاما لمقتل قائد حركة طالبان باكستان بيت الله محسود في غارة أميركية العام الماضي.
ولا يخفي الأردن قيامه بتدريب قوات أفغانية على أراضيه، فيما لم تعلن الحكومة حتى اليوم ردها على طلب تقدم به الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) فوغ راسموسن في مارس/آذار الماضي بأن يقوم الأردن بتدريب الجيش الأفغاني.
وقالت وكالة الأنباء الرسمية (بترا) مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي إن الأردن أرسل "فريقا من المدربين من القوات المسلحة والأجهزة الأمنية"، وبثت صورة لوداع مسؤول عسكري لأعضاء في الفريق.
كما نشرت الوكالة نهاية الشهر نفسه زيارة قائد قوات التحالف بأفغانستان الجنرال ديفد بترايوس لإحدى السرايا التابعة لقوة الواجب الخاص الأردنية في منطقة كوشيه.
ليس سرا
"
منذ بدء تسريبات ويكيليكس يرفض المسؤلون الأردنيون التعليق عليها، واكتفى مصدر أردني مسؤول بالقول في بيان رسمي "إن ما نشر في ويكيليكس يعكس تحليلات المسؤولين الأميركيين"
"
ومنذ بدء تسريبات ويكيليكس رفض مسؤولون أردنيون التعليق عليها، واكتفى مصدر أردني مسؤول بالقول في بيان رسمي "إن ما نشر في ويكيليكس يعكس تحليلات المسؤولين الأميركيين".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي فهد الخيطان أن الدور الأردني في أفغانستان "لم يعد سريا".
ولفت -في تعليق للجزيرة نت- إلى أن وزير الخارجية الأردني ناصر جودة قال -في مؤتمر صحفي مع نظيرته الأميركية هيلاري كلينتون بواشنطن بعد أيام من هجوم خوست- إن الأردن سيستمر في محاربة "الإرهاب" وسيزيد من وجوده في أفغانستان.
وأضاف أن "الوثيقة تحدثت عن الجانب المعلن وهو الوجود الأردني بأفغانستان، لكن غير المعلن هو التفاصيل اللوجستية لهذا الوجود الذي تؤكد قيادة الجيش الأردني أن دور القوات الأردنية فيه هو دور إنساني مرتبط أساسا بالمستشفى الميداني، إضافة لدور في الجانب الاجتماعي".
وأشار إلى أن المسؤولين في عمان يقولون إن تعزيز الوجود في أفغانستان لا يرتبط بوجود قوات مقاتلة هناك، بالرغم من حديث مصادر غربية عن مهمات سرية للأردن هناك.
وبرأيه فإن أهم ما تؤكده الوثيقة وتصريحات المسؤولين الأردنيين هو استمرار التنسيق الإستراتيجي الأردني الأميركي في إطار الحرب على ما يسمى "الإرهاب".