الحب في الإدارة مثل الحب في السياسة
--------------------------------------------------------------------------------
"نسر إذا استطعت، ببغاء أبدا مهما تحملت"
الحب في الإدارة مثل الحب في السياسة والحب في الحياة. الحب في الحياة غير حب الحياة. الحب في الحياة هو أن يحب الإنسان إنسانا، وهذا دائما حب إيجابي. أما حب الحياة فهو حب الإنسان لنفسه، الذي قد يكون حبا إيجابيا يدفعه إلى العطاء، أو حبا أنانيا يدفعه إلى الانطواء.
أتحدث عن الحب والعمل بمناسبة تقديم محمد حسنين هيكل خطاب استقالته وهو يستأذن بالتقاعد. فمن الواضح أن الصحافة كانت له حبا للحياة وحبا في الحياة. فقد أحب نفسه وعشيقته (صاحبة الجلالة) إلى درجة جعلته يودعها وكأنه يموت. وقد كانت مقالته الأخيرة، تأكيدا على أن النجاح لا يمكن أن يكون صدفة.
أحاول هنا أن أتخيل – فلا أستطيع – القوة الدافعة التي يجب أن يشعلها الإنسان في داخله لكي ينطلق محلقا. يجب أن تكون قوة لا تصد ولا ترد. ذكر هيكل في مقاله الختامي ما رواه (انتوني ناتنج) وزير الدولة البريطاني الأسبق عندما طلب النصيحة من (تشرشل) رئيس الوزراء البريطاني، وقد كان فيلسوفا وكاتبا. قال تشرشل ل (ناتنج)، سأجيبك بلغة الطير:
"استغل إرادتك حتى يقوى جناحك فيحملك إلى الفضاء العالي، حيث تحلق النسور. هناك الحرية وهناك الخطر. إذا لم تستطع فلا تسمح لنفسك أن تطلب الأمان في قفص ببغاء، فلا يكون دورك سوى أن تكرر وتعيد". ويضيف (ناتنج) أن تشرشل نظر في عينيه ثم صاح فيه: "نسر إذا استطعت، ببغاء أبدا مهما تحملت".
لهذا أتعجب من الذين يضعفون لأنهم يحبون، والذين يضعفون لأنهم لا يحبون. بعض الناس – لا سيما في بيئة العمل – لا يستطيعون أن يحبوا أنفسهم إلى درجة تجعلهم يتفانون في عملهم من أجل أنفسهم، ولا يستطيعون أن يحبوا عملهم إلى الدرجة التي تجعلهم يهتمون بأنفسهم فيرتاحون ليبدعوا في عملهم. هؤلاء ينتظرون دائما من يعمل لهم ويحل مشاكلهم ويضبط لهم مواعيد حضورهم وانصرافهم. فهم لم يحددوا بعد، هل يصلحون نسورا أم ببغاوات.
--------------------------------------------------------------------------------
"نسر إذا استطعت، ببغاء أبدا مهما تحملت"
الحب في الإدارة مثل الحب في السياسة والحب في الحياة. الحب في الحياة غير حب الحياة. الحب في الحياة هو أن يحب الإنسان إنسانا، وهذا دائما حب إيجابي. أما حب الحياة فهو حب الإنسان لنفسه، الذي قد يكون حبا إيجابيا يدفعه إلى العطاء، أو حبا أنانيا يدفعه إلى الانطواء.
أتحدث عن الحب والعمل بمناسبة تقديم محمد حسنين هيكل خطاب استقالته وهو يستأذن بالتقاعد. فمن الواضح أن الصحافة كانت له حبا للحياة وحبا في الحياة. فقد أحب نفسه وعشيقته (صاحبة الجلالة) إلى درجة جعلته يودعها وكأنه يموت. وقد كانت مقالته الأخيرة، تأكيدا على أن النجاح لا يمكن أن يكون صدفة.
أحاول هنا أن أتخيل – فلا أستطيع – القوة الدافعة التي يجب أن يشعلها الإنسان في داخله لكي ينطلق محلقا. يجب أن تكون قوة لا تصد ولا ترد. ذكر هيكل في مقاله الختامي ما رواه (انتوني ناتنج) وزير الدولة البريطاني الأسبق عندما طلب النصيحة من (تشرشل) رئيس الوزراء البريطاني، وقد كان فيلسوفا وكاتبا. قال تشرشل ل (ناتنج)، سأجيبك بلغة الطير:
"استغل إرادتك حتى يقوى جناحك فيحملك إلى الفضاء العالي، حيث تحلق النسور. هناك الحرية وهناك الخطر. إذا لم تستطع فلا تسمح لنفسك أن تطلب الأمان في قفص ببغاء، فلا يكون دورك سوى أن تكرر وتعيد". ويضيف (ناتنج) أن تشرشل نظر في عينيه ثم صاح فيه: "نسر إذا استطعت، ببغاء أبدا مهما تحملت".
لهذا أتعجب من الذين يضعفون لأنهم يحبون، والذين يضعفون لأنهم لا يحبون. بعض الناس – لا سيما في بيئة العمل – لا يستطيعون أن يحبوا أنفسهم إلى درجة تجعلهم يتفانون في عملهم من أجل أنفسهم، ولا يستطيعون أن يحبوا عملهم إلى الدرجة التي تجعلهم يهتمون بأنفسهم فيرتاحون ليبدعوا في عملهم. هؤلاء ينتظرون دائما من يعمل لهم ويحل مشاكلهم ويضبط لهم مواعيد حضورهم وانصرافهم. فهم لم يحددوا بعد، هل يصلحون نسورا أم ببغاوات.