أكدت إدارة مجلة «النوفيل أوبزرفاتور» الباريسية قرارها التوقف عن نشر إعلانات خاصة ذات إيحاءات جنسية في صفحاتها. وجاء القرار بعد موقف محرج وجد لوران جوفران، مدير تحرير المجلة، نفسه فيه على الهواء مباشرة، حين ووجه في برنامج تلفزيوني بمفارقة تخصيص مجلته ملفا في العدد الأخير الصادر الخميس الماضي، للعلاقة بين مسؤولين ولاعبي كرة وشبكات للدعارة، في حين أن المجلة ذاتها تخصص مساحة لإعلانات «حميمة»، بينها إعلانات عن أندية مشبوهة للتدليك.
أهل المهنة في فرنسا تعارفوا على تسمية مثل هذه «الخدمات» الصحافية بـ«الإعلانات الوردية». وقد دأبت المجلة الموصوفة بأنها «مجلة النخبة» في فرنسا على نشرها، منذ عقود طويلة، في صفحاتها الأخيرة. ويجري تبويب تلك الإعلانات حسب أنواعها، فمنها ما هو مخصص للرجال، أو للنساء، أو للجنسين، وتشمل عناوين لـ«مدلكات» وأندية «استرخاء» ولقاءات بقصد التعارف وحمامات مختلطة للعراة. ورغم تنافر محتوى الإعلانات عن الطابع اليساري المعلن للمجلة، فإن عموم القراء كانوا يعتبرونها جزءا من المزاج المتحرر لها باعتبارها الوسيلة الإعلامية التي تجرأت، قبل 4 عقود من الزمان، على نشر بيان نسائي يطاب بإباحة الإجهاض.
غير أن المعلق التلفزيوني ذا اللسان اللاذع، يان بارتيز، استغل حلول جوفران، مدير تحرير المجلة، ضيفا على البرنامج الإخباري الشهير «النشرة الكبيرة» في القناة الخاصة «كانال بلوس»، وسخر من فضح المجلة للشخصيات التي تستفيد من خدمات نسائية مدفوعة، في حين أنها تنشر إعلانات تندرج في هذا الإطار. ومضى بارتيز فقرأ إعلانين من تلك الإعلانات المنشورة في العدد الأخير.
إدارة المجلة أوردت في بيانها أن أسرة التحرير كانت قد اعترضت على تلك الإعلانات منذ وقت طويل لكنها «لم تعد منظورة» بمرور الزمن ولا أحد ينتبه لها. ولكن مع إثارة الأمر، تلفزيونيا، قرر مسؤول التحرير إلغاء الصفحة المخصصة لها مع أنها تعود على المجلة بحصيلة إعلانية صافية تصل إلى 200 ألف يورو سنويا.
جدير بالذكر أن «النوفيل أوبزرفاتور» تعد من وسائل الإعلام الفرنسية النادرة التي أفلتت، حتى الآن، من سيطرة رجال الأعمال ورؤوس الأموال المرتبطة بمؤسسات تجارية. وهي ما زالت تصدر بفضل الاشتراكات والإعلانات