يتعلم الناس قيمهم ومعاييرهم السلوكية من خلال حياتهم الاجتماعية بيد ان معرفة المعايير لا تعني بالضرورة ان البشر ينصاعون ولهذا ان الضبط الاجتماعي يستخدم بجميع اساليبه التي تعمل على التأكد من انصياع الناس لتلك القيم والمعايير السلوكية التي تناهت اليهم عن طريق التفاعل الاجتماعي ويتم ذلك عن طريق اليات سالبة وموجبة متعددة تتألف من نظام محدد للعقوبات ويتناغم الضبط الاجتماعي مع التفاعل الاجتماعي ليتمخض عن الانصياع الاجتماعي اي الانصياع للقيم الاجتماعية والمعايير السلوكية والانحراف هو الاسم الذي نطلقه على السلوك غير المقبول اجتماعيا بشكل او بآخر او الذي يخالف التقاليد السائدة اي السلوك غير الانصياعي.
*آليات الضبط الاجتماعي
-الضبط الاجتماعي الرسمي وهو الذي تقوم به جهة معنية اضطلعت بمهمة التأكد من ان المواطنين ملتزمون بمجموعة محددة من المعايير السلوكية خاصة القانون ان الشرطة والمحاكم والسجون تجبر المواطنين على احترام القانون عن طريق الاساليب الردعية الرسمية مثل التوقيف او الغرامة او الحبس لأولئك الذين يخالفون قوانين المجتمع.
-الضبط الاجتماعي غير الرسمي:
هذه الجهات تقوم بعملية الضبط الاجتماعي بطريقة غير رسمية ولها دور مهم وبارز منها:
1-الاسرة: هنا تتم اولى مراحل التفاعل الاجتماعي ويلتقط النشء القيم والمعايير الخاصة بمجتمعهم فعلى سبيل المثال يتعلم الاطفال الفرق بين الخطأ والصواب وبين السلوك الحسن والسيئ وتقبل سلطة الأبوين حيث يصاب الاطفال بالحرج او بتأنيب الضمير اذا ما قاموا بانتهاك هذه القوانين الاجتماعية ان الرضا او عدم الرضا من جانب الأبوين هما من العوامل المهمة في تدريب الاطفال على الالتزام.
2-المدرسة: هنا يتفاعل التلاميذ اجتماعيا وتوضع الاسس للسلوك الصحيح فمن خلال تصرفات الاساتذة والطريقة التي تنظم بها المدرسة تصنع اداة في المحافظة على الاسلوب الذي ينظم به المجتمع نفسه مثل اسلوب التعامل بين الكبار والصغار او بين المدراء والعاملين.
-3مجموعات الانداد (الاصحاب):
ان مجموعة الانداد التي يتحرك بها الفرد لها اهمية خاصة في تكوين ارائه ووجدانه وان الرغبة في كسب ود الاصدقاء والقبول لديهم هي في حد ذاتها مصدر مهم للضبط الاجتماعي بيد ان الانسجام مع الاصدقاء قد يسهم كذلك في توليد الانحراف خاصة وسط الصبية صغار السن حيث يجبرهم اصدقاؤهم على تبني بعض الانماط السلوكية المنحرفة مثل التغيب عن المدرسة او شرب الخمر او المخدرات في عمر مبكر.
4-اجهزة الاعلام: هذه الاجهزة مصدر اساسي للمعلومات والافكار يمكنها ان تمارس تأثيرات ضخمة على اتجاهات واراء وسلوكيات الناس فأجهزة الاعلام تمارس الضبط الاجتماعي من خلال اليات ترتيب المعايير وترتيب الأجندة وهذه تساعد على السلوك الانضباطي بشكل عام فأجهزة الاعلام تنقل انباء العقوبات التي طبقت على الذين ينتهكون قيم المجتمع.
لا بد من الاشارة الى ان الدين يشكل معتقدا غالبا ما يؤثر على فكرة الناس ما هو السلوك الصحيح والسلوك الخاطئ ويؤثر ذلك بدوره على سلوكهم نفسه ان المعتقدات والتعاليم الدينية غالبا ما تقوي وتدعم المعايير والقيم السائدة في المجتمع وذلك باعطائه قدسية معينة او تقوي وترمم قيما اساسية مثل احترام البشرية والممتلكات الخاصة للاخرين مما يجعل مخالفة التعاليم الدينية من جانب المؤمنين بها قد يتمخض عن شعور بالذنب لديهم وتأنيب الضمير كأنما هناك ضابط شرعي خفي يراقب سلوكك.