كيف أعرف إذا كان طفلي مصاباً بالإسهال؟
يشعر معظم الآباء والأمهات بالدهشة عندما يصاب مواليدهم الجدد بالإسهال، لأن عملية التبرّز غالباً ما تبدو واضحة عليهم. ترتبط حركة أمعاء طفلك عادة وبشكل كبير، بتركيبة الحليب الذي يبدأ بتناوله منذ اللحظات الأولى من عمره أهو حليب اصطناعي خاص بالأطفال أم هو حليب الأم
يكون براز الطفل الذي يرضع من الثدي عموماً ضارباً إلى اللون الأصفر، وليّناً أو مائعاً، ويتبرّز الطفل أكثر من خمس مرات يومياً.
في بعض الأحيان، يتبرّز الطفل الذي يرضع من الثدي بعد كل رضعة. ويحدث ذلك لأن معدته تمتلئ جيداً فيحثّ الحليب الأمعاء على الحركة مما يسهم في خروج البراز. يتراجع عدد المرات التي يتغوط فيها معظم الأطفال الذين يرضعون من حليب الأم خلال الشهر الأول من عمرهم إلى مرة أو اثنتين يومياً. أما الأطفال الذين يرضعون من الزجاجة، فيكون برازهم أكثر صلابة، ويميلون إلى التغوط مرة واحدة في اليوم.
تعتبر زيادة عدد مرات التبرّز عن المعتاد بصورة عرضية، أمراً طبيعياً. أما إذا أصبح لبراز طفلك رائحة، وصار مائعاً أكثر، مع ظهور بعض المخاط ( يصف أحد الأطباء هذه الحالة قائلاً إن الأم تشعر وكأنها تضع أنفها داخل حفاض طفلها)، كأن يتبرّز الطفل الذي تجاوز شهره الأول أكثر من مرة واحدة بعد كل رضعة، أو إذا ارتفعت درجة حرارته، أو بدا وكأن وزنه يتراجع، فقد يكون مصاباً بالإسهال. في هذه الحالة، يتحتم عليك استشارة الطبيب.
ما الذي يسبّب الإسهال؟
إن السبب الأكثر شيوعاً للإصابة بالإسهال هو فيروس يسمى rotavirus. يصاب معظم الأطفال تقريباً بهذا الفيروس خلال السنوات الخمس الأولى في حياتهم، ويؤدي هذا النوع من الفيروسات إلى حدوث التهاب في المعدة والأمعاء. ويؤدي الالتهاب إلى تلف في جدار الأمعاء الداخلي، مما يؤدي إلى تسرب السوائل ومرور الطعام في الأمعاء من دون أن يتمّ امتصاص أية مواد غذائية فيه.
قد يصاب الأطفال الرضّع بالإسهال أيضاً لأسباب أخرى مثل التحضير غير الصحي للحليب الاصطناعي ، بالإضافة إلى الزكام، والمضادات الحيوية، والتسمّم الغذائي والحساسية، أو نقص الأنزيم في حالات نادرة.
هل يمكن تجنب الإصابة بالإسهال؟
يمكن أن تخفّف النظافة الشخصية من خطر الإصابة بالإسهال، لأن الجراثيم المسبّبة له يمكن أن تنتقل بسهولة من اليدين إلى الفم. لذلك عليك غسل يديك جيداً لمدة 15 ثانية بصابون مضاد للبكتيريا بعد لمس الحفاضات المتّسخة أو بعد دخول المرحاض.
كيف أعالج الإسهال؟
سواء أكان طفلك يرضع جيداً من الثدي أو من الزجاجة، ثابري على إطعامه. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيمكن إعطاؤهم جرعات من الماء، ولو كان طفلك مريضاً جداً، دعي الطبيب يصف له محلولاً خاصاً لمحاربة الجفاف.
يستطيع الأطفال الرضّع كما الأطفال الأكبر سناً تناول عصير الفاكهة المخفّف (حصة واحدة من العصير مع 10 حصص من الماء كحد أدنى)، وإذا كان الطفل يرفض شرب السوائل، يمكن إعطاؤه مصاصة ثلجية، لكن تجنبي إعطاءه شراب الغلوكوز، أو شراباً مخفوقاً أو عصيراً غير مخفّف بالماء (فالسكر يستحوذ على الماء في الأمعاء ما لم يتمّ امتصاصه، مما يزيد من حدة الإسهال).
لا تعطي طفلك أي علاج مضاد للإسهال إن كان عمره أقل من 12 سنة، فلهذه الأدوية آثار جانبية خطيرة.
هل الأطفال الذين يرضعون من الثدي أقل عرضة للإصابة بالإسهال؟
نعم. فبعض العناصر الموجودة في حليب الأم يمكن أن تمنع نمو الجراثيم التي تسبّب الإسهال.
هل أتوقف عن إعطاء طفلي أطعمة صلبة إضافية؟
لا، يمكنك الاستمرار بإعطاء طفلك أطعمة صلبة ما لم يكن يعاني من القيء المتكرر. فإذا كان طفلك في شهره السادس أو ما فوق، يمكنك إعطاؤه طعاماً مثل الموز، والأرز، والخبز، وعصيدة التفاح. أما بالنسبة للأطفال الأكبر سناً، فيمكن أن تجربي إعطاءهم كميات صغيرة من لحم الدجاج أو أطعمة نشوية مثل البطاطا المهروسة أو المعكرونة اللينة. لكن لا تقلقي إن رفض طفلك تناول الطعام، فالأهم من ذلك هو تناول السوائل لتجنب الجفاف
متى يتوجب علي استشارة الطبيب؟
يثير الإسهال القلق إن استمر أكثر من بضعة ساعات، ومن المفترض أن يتوقف تلقائياً. لكن إذا أصيب طفلك بالإسهال وكان برازه رخواً وسائلاً واستمر لأكثر من يومين متتاليين، عليك الاتصال بالطبيب. إن الجفاف هو أخطر نتائج الإسهال، لذا لا تترددي في الاتصال بالطبيب إن ظهرت على طفلك مثل هذه الاعراض أو كان يخسر الكثير أو القليل من السوائل، فالجفاف يصيب البشرة أو الشفتين. اتصلي بالطبيب أيضاً لو كان يبدو على الطفل الخمول، أو كان يبكي بلا دموع، أو يبدو لديه اليافوخ منخفضاً، أو يكون لون اليدين أو القدمين باهتاً، أو يصبح لون البول أصفر قاتماً أو يقلّ عدد المرات التي يتبول فيها الطفل عن المعتاد.
كذلك يتوجب عليك استشارة الطبيب في الحالات التالية:
• إذا رفض طفلك الشرب.
• إذا ظل محموماً لأكثر من 24 ساعة.
• إذا لاحظت وجود دم في برازه.
• إذا أصيب بالإسهال المترافق مع القيء لأكثر من 24 ساعة.
• إذا أصيب بانتفاخ في البطن.
هذه أعراض ثانوية غير معتادة، لكنها قد تكون إشارة إلى مرض خطير.
إذا كان طفلك يشعر بعدم الارتياح أثناء إصابته بالإسهال، حاولي أن تعانقيه وتخففي عنه قدر المستطاع، وبدّلي حفاضه باستمرار. لكن احذري وتصرفي بلطف أثناء تنظيف منطقة الحفاض لأنها تصبح حساسة ومؤلمة عندما يكون الطفل مصابا بالإسهال. يمكنك استعمال كريم عازل للتخفيف من حساسية المنطقة إذا استمرت إصابة طفلك بالإسهال لأكثر من يوم. وكوني على ثقة من أن طفلك سيسترد عافيته قريباً.
منقووووووووووول