في الفيزياء، لكل فعل رد فعل مساو له في المقدار ومعاكس له في الاتجاه، اما في السياسة، فقد يكون للفعل ردود افعال لارد واحد، وباتجاهات ومقادير مختلفة، وهنا مربط الفرس، اذ لا يمكن لاي كان ان يتوقع ردود الافعال على ما تشهده ساحتنا السياسية منذ فترة من اعتداءات على التظاهرات والمظاهر الاصلاحية، ولا احد يعلم كيف ستكون ردود افعال الحركات والمجموعات المطالبة بالاصلاح اذا ما استمر تعرضها للاعتداء الاخذ بالتصاعد كما نتابع، خاصة وان المجموعات الاصلاحية على تنوعها، قد التزمت ولا تزال حتى اللحظة بسلمية الحراك وبرفضها الانجرار الى منزلق الرد على العنف بالعنف، وهو ما يحسب لها بالتأكيد.
تكمن الخطورة في ان ينفذ صبر المشاركين في الحراك الاصلاحي، وان يقرروا في لحظة ما ان يردوا على المعتدين لحماية انفسهم، طالما ان الاجهزة الامنية لم تتمكن من حمايتهم كما يجب، ووقتها فان البلاد ستتجه الى منعطف خطير قد يؤدي الى احداث شرخ عامودي في المجتمع، قد لا تجدي بعده اي محاولة لرأب الصدع، ما يزيد من خطورة الامر، ما نشهده من مظاهر خطير نتيجة الادارة الحكومية الغريبة لملف البلديات.
ان ابسط مواطن اردني يستطيع ان يرى وبوضوح اننا نمر في حالة احتقان غير مسبوقة، ومع ان هذه الحالة ليست وليدة الامس وانما هي نتيجة لتراكمات من السياسات، الا انه لا يمكن ان نفهم الطريقة التي تدار بها الامور الان، وهي طريقة لا يمكن باي حال من الاحوال ان تزيل هذا الاحتقان، على العكس تماما، فالسياسة المتبعة في التعامل مع ملف الاصلاح بكافة اوراقه، لن تؤدي الا الي مزيد من الاحتقانات المجتمعية القابلة للانفجار في اية لحظة.
هذه ليست نظرة تشاؤمية، بل هي تحليل واقعي يستند الى متابعة دقيقة للمشهد السياسي والاجتماعي العام، ورصد لتحولات (حتى لو كانت جزئية) في مواقف العديد من الناشطين باتجاه اتخاذ مواقف اكثر تشددا من السياسات الحكومية، ورفع سقوف المطالب والاهداف.
كنا نعتقد ان الاردن يشكل حالة مختلفة عن باقي دول المنطقة، سواء فيما يتعلق بنوع وسقف المطالب الاصلاحية او بتعامل الدولة مع هذه المطالب، الا ان التطورات الاخيرة جعلتنا نضع ايدينا على قلوبنا خوفا من عدم الاستفادة من الدروس التي قدمتها لنا الدول الاخرى، ويبدو ان قوى الشد العكسي والمجموعات الرافضة للاصلاح، مصرة على الاتجاه الى مرحلة ازمة حقيقية، ازمة لا يمكن التعامل معها عند وقوعها، بل يجب التعامل معها قبل ان تقع، وهنا لا يمكن الا ان نتحدث عن قرارات جريئة وضمانات واضحة من قبل "صانع القرار"، واولها كف يد العابثين بامن البلد ومستقبله.
theredrose
موضوع: رد: فيزياء سياسية 17/10/2011, 15:26
احنا مع الاصلاح بس ضد الاسلوب والهمجية والعنف ومش هيك المظاهرات ولا هيك الاسلوب وانا ضد هيك مظاهرات هدفها الفتنة والتخريب
تم النقل
ⓜⓔⓓⓞ ⓐⓛⓩⓤⓑⓘ
موضوع: رد: فيزياء سياسية 21/10/2011, 19:15
والله يا وعد قوى الشد العكسي بتخلينا نستخدم كل شي مع انا دولة تختلف عن جارتها بكل شي