ضمير النواب المرتاح * كامل النصيرات
كل النواب الذين جاء وجهي في وجههم في الأيام الثلاثة الأخيرة ..إلا وأبدوا لي ارتياحهم الشديد من أدائهم في الأيام الستة التي رافقت إقرار التعديلات الدستورية ..! وكنتُ أسألهم بجدية صارخة : عن جد ضميرك مرتاح ..؟ فكان الجواب يأتي دون تفكير وبشكل تلقائي : الحمد لله ..!
لستُ في موقع كي أشكك في الضمير ..فإذا ارتاح الضمير فلا يمكن للكون كله أن يقنع صاحب ضمير مرتاح بأنه لم يكن كما يجب ..و لكن الشيء الذي أقف على قدم واحدة و أعطي وجهي للحائط ..بل و أرفع يديّ للأعلى ..كعقاب ذاتي لنفسي لأنني لم أفهم ولم أستوعب لغاية الآن : ليش الضمير يكون مرتاحاً و الشعب مش مرتاح ..!! كيف يرتاح ضمير نائب الشعب ..و الشعب دون نائب عنه غير مرتاح ..؟؟ .
الصراحة و بدون لف و دوران ..العوج فينا إحنا الشعب ..لأننا شعب مجبول على عدم الراحة ..فلمّا جابولنا الراحة ؛ تعبنا من الراحة ؛ فعدنا سريعاً إلى عدم الراحة الأولى كي نرتاح ..! نحن شعب كلاعب الرياضة الذي يقوم بالتمرين لساعات ؛ وهو يتحرك و ينطنط و يشلّق هون و هون لا يشعر كثيراً بالتعب ..ولكن بعد ربع ساعة من الراحة ؛ يتحلل التعب فيه و عليه ..و يصبح متعباً و مستسلماً للشد و التخشيب ..لذا فإنه يصل إلى قناعة أن الرياضة غير مفيدة و متعبة ..!.
النواب ما قصّروا إلا بسبعين شغلة وشغلة فقط ..!! وهذا انجاز..حتى تقصيرهم انجاز ..أقول لكم : أن يكون عندنا نوّاب لوحده كفاية ..فيجب علينا أن نحمد الله ليلاً و نهاراً على ( نعمة النيابة ) ..!!
ومن وجهة نظري المتواضعة ..رغم أنني مع كل التعديلات الدستورية التي تم إقرارها إلا إنني حتى أبخس النواب حقهم ؛ فإنني أرى أن أفضل نواب أدّوا أداء حقيقياً هم النواب الذين تغيّبوا عن الجلسات ..! عارفين ليش ..لأنهم بالتأكيد وصلوا إلى مرحلة الضمير المرتاح جدا جدا ..لأن ضميرهم من شدة الراحة لم يستطع أن يقوم من الفراش ..!.