من المتعارف عليه ان الازواج هم من يطلقون النكات حول تدخل الحموات في حياتهم الزوجية والخاصة. لكن هناك ايضا الكثير، والكثير جدا، من الزوجات اللواتي يعتبرن ان لديهن اكثر من سبب وسبب يدفعهن ايضا للشكوى من حمواتهن. في دراسة أجريت على مئات العائلات، وجدت ان الامهات على الارجح اكثر ميلا لافتعال العداء مع الكنة أكثر من الصهر.
ووجدت الدراسة ان ثلثي الكنائن (جمع كنة) يتهمن أمهات ازواجهن بالغيرة غير المبررة على اولادهن، وهناك نسبة مماثلة من الحموات يشكون انهن اصبحن، وبعد انضمام زوجة الابن الى العائلة، معزولات ومهمشات ومهملات.
الدكتورة تيري ابتر الاختصاصية في علم النفس في جامعة نيوهام في كامبيدج، امضت عشرين سنة تبحث في انواع "المعارك" التي عالجها فيلم Monster in Law او "وحش القربى"، بطولة جين فوندا وجينيفر لوبيز، ووجدتها صحيحة مائة في المائة. الدكتورة ابتر اجرت لقاءات مع 49 زوجا وزوجة ومع 156 شخصا آخرين، قبل ان تعد كتابها الشهير "ماذا تريد مني؟".
تقول ابتر: "فيما تكافح، كل من الزوجة والحماة، من اجل تحقيق دور المرأة الاولى في البيت، وتحاولان ان تنشئا وضعا ثابتا لهما وتحمياه، كانت كل منهما تشعر بأنها مهددة من الاخرى، في انشاء او حماية وضعيهما الجديدين". صراع الحماة وزوجة الابن غالبا ما ينشأ، إما بسبب عدم احترام احداهما للاخرى أو لبعضهما البعض، أو من منطلق ان احداهما "دائمة الانتقاد للاخرى"، الشعور المتبادل بعدم الارتياح واستمرار المواقف الصدامية.. قواعد الانثى.
هذه "القواعد"، تشمل الحقيقة القائلة ان الزوجات غالبا ما يطالبن بأن يكن الآمر الناهي في مسائل تتعلق بالطبخ ونوع الطعام المقرر لليوم والامور المتعلقة بتنظيف وترتيب وتأثيث المنزل وامور الاولاد والعلاقات بالاصدقاء والجيران، وكل هذا يجعل منهن عرضة للانتقاد الدائم من قبل الحموات، خصوصا الكبيرات في السن، اللواتي كن ــ قبل دخول زوجة الابن حياتهن ــ يقمن بكل ذلك من دون منافسة.
وهناك الكثير من النساء اللواتي لا يستطعن كسر العادات.. حتى بعد خلعهن عن سدة الإدارة. إحدى الزوجات اللواتي استجوبتهن الدكتورة ابتر، عبرت عن مخاوف انتابتها خلال التحضير لحفل زواجها. فقد كانت تتلقى رسائل شبه يومية من والدة زوجها المستقبلي، عبارة عن تحذير، حيث ظلت الوالدة تشرح للزوجة المستقبلية كيف ان ابنها "لا يقوى على العيش من دونها.. وانه يفكر فيها كل دقيقة.." وبعض تلك الرسائل كانت عبارة عن انتقادات لا مبرر لها.
في المقابل، شكت إحدى الحموات ان زوجة ابنها تعاملها ببرود.. وكيف انها تفتقد الاهتمام والاحترام اللذين كان ابنها يعاملها بهما قبل ان يتزوج. في هذا الخصوص، تقول الدكتورة ابتر ان 75% من المتزوجين يعانون وجود مشاكل بين الزوجة والحماة، لكن 15% فقط من علاقة الحماة بالصهر وصفت بأنها تتسم بالصعوبة.
ان انتشار النكات حول الحماة وزوج الابنة يشير الى "ان الرجال يتعاملون مع الضغوط، بما فيها العائلية، بشكل مخالف عن الطريقة التي تتعامل بها المرأة مع الموضوع نفسه"، بحسب الدكتورة ابتر. "المرأة لا تكف عن الأمل في أن الوضع سيتحسن، وتتصرف على اساس انها قادرة على تغيير الوضع الى ما تريده. وعندما تصدمهن حقيقة ما يواجهنه مع الحموات يصبن بالخيبة والشعور السيئ والاحباط.. فتبدأ المشاكل والصدامات".
وتختم الدكتورة ابتر: "الطريقة الفضلى لتفادي الصدامات ووقف المشاكل هي بإظهار شيء من الامتنان لوالدة الزوج على أي عمل تقوم او قامت به، مهما كان بسيطا او تافها او حتى لو كان غير مرغوب فيه. هكذا يمكن امتصاص الشحن السلبي الناتج "وهم الصراع على السلطة"، وهو صراع تافه لا يؤدي إلا إلى وجع الرأس وخسارة الهدوء المنزلي.