شراء مستحضرات تحتوي على مادة الكولاجين مضيعة للنقود
يبقى موضوع محاربة الشيخوخة الشغل الشاغل للنساء ، ولهذا المطلب فان الشركات التجميلية العالمية تتسابق في ما بينها لتقديم الأفضل في هذا المجال وتقديم الوعود بالحصول على النتائج المرجوة في اقل وقت . ولكن، هذه الوفرة في التركيبات والمستحضرات المحاربة للتجاعيد قد تشكّل إرباكاً بدل أن تقدّم حلولاً في بعض الأحيان.
الدكتورة ريم حماد والمتخصصة في الطب التجميلي توضح لنا بعض الامور المتعلقة بفعالية الكريمات التجميلية والطبية ، وهي اول من درست الطب التجميلي في الاردن نظرا لاقتصار دور اطباء الجلدية في السابق على معالجة الأمراض الجلديه والتناسلية فقط ، الا ان الطب التجميلي، والذي يدخل جزء منه في طب الكريمات التي تفيد البشرة طبيا ، يعطينا تصورا افضل لدرجة الامان لاستخدام تلك الكريمات ونتائجها المرجوة على البشرة.
وتفيد د. حماد بأن الماركات ذات العلامات التجارية المعروفة والتي تستخدمها النساء بكثرة ، يستخدمون المواد الفعالة للبشرة ولكن بنسبة ضئيلة جدا ، ولا تكون مركزة لتحقيق النتائج المرجوة الا بتكرار الاستخدام وبالتالي كثرة الشراء ، ويكون مبرر تلك الشركات بأن نسبة التركيز العالية قد تضر بانواع البشرة خاصة وان أي امرأة يمكنها شراء تلك المنتجات التجميلية بدون استشارة طبيب الجلدية والذي يصف وصفة خاضعة للمكونات الطبية لاي كريم .
هل الأغلى هو الأفضل؟
وتعتقد غالبية النساء ان فعالية الكريم التجميلي في ازالة التجاعيد او في المحافظة على نضارة البشرة يجب أن تكون من ماركات عالمية معروفة وهي في العادة باهظة الثمن مقارنة مع غيرها من الماركات الطبية التجميليه الغير باهظة . وتوضح د. حماد هنا ، بأن سبب غلاء تلك المستحضرات (الماركات العالميه) يعود الى التعبئة والتغليف الانيقين ، كما ان تلك الشركات لها استراتيجية للترويج مكلفة وتعتمد على عارضات عالميات معروفات ، يقبضن أثمانا عالية لقاء ظهورهن في اعلانات لتلك الكريمات ، حتى تكون قوة الاقناع أكثر للزبونة. الا انها اي تلك الكريمات في النهاية هي تعمل كمرطب جيد للبشرة والتي نحتاجها يوميا ، ولكن علينا الا نتوقع نتائج حالمة كالتي تعدنا بها تلك الكريمات في مجال ازالة الهالات السوداء او القضاء على التجاعيد او حتى تهدلات الوجه. كما ان فعالية منتجات مكافحة الشيخوخة في الكريمات التجميلية تستند لفترة طويلة إلى المكوّنات التي تؤثّر على تركيبة الجلد، والتي ترطّب وتغذّي البشرة دون أن يكون لها فعالية على صعيد مكافحة الشيخوخة.
وتعود وتذكر د. ريم حماد بأن الكريمات الطبية هي أيضا تعطي نتائج فعالة بنسبة 35% فقط من العيوب المراد تصحيحها ، الا ان المعالجة العميقة للتجاعيد ، او اكساب نضارة للوجه المتعب والداكن او القضاء على الهالات السوداء وغيرها من متاعب البشرة يجب أن يقترن بمعالجة طبيب الجلدية المختص بحقن البوتكس للمناطق اللتي تحتاج اليها ، او حقن مواد التعبئه(حمض الهيالورونيك او الكولاجين) او االكاربوكسي او الميزوثيرابي ، والتي من شأنها ان تنظف بعمق وترطب بعمق وتحفز بناء الكولاجين تحت سطح الجلد.
اوهام كريمات الكولاجين
هناك بعض المشاكل من ضمنها استخدام مستحضرات علاجية تجتوي على مركبات الكورتيزون وايضا استخدام مستحضرات مجهولة الاصل والتركيب وهذه الكريمات الآن موجودة في كل الاسواق، والاخطر استخدام مستحضرات بدون دراية وذلك لان البشرة تختلف من انسان الى آخر، والمشكلة الاكبر الكريمات التي تستخدم لتبييض البشرة والتي قد تحتوي على مواد مؤذية والتي درجت كثيرا في الاونة الاخيرة والتي تلعب على سيكولوجية المرأة الشرقية والتي هي مغرمة بالبشرة الفاتحة.
كما روجت شركات التجميل مؤخرا لكريمات الكولاجين والتي تجدد خلايا البشرة وتعد المرأة بالحصول على جميع فوائد الكولاجين المرجوة على بشرتها من خلال استخدام تلك الكريمات المحتوية على الكولاجين ، والحقيقة هي بحسب د. حماد ان جزئيات الكولاجين لا تخترق سطح البشرة الخارجي نظرا لكبر حجمها ، ولا يمكن لأي كريم يدعي مروجوه بان نتائجه مضمونه بسبب احتواءه على الكولاجين ، ان يجري أي تحسينات على البشرة ، فالحقن بالكولاجين او مواد التعبئةهو فقط الذي يحفزه ويحقق النتائج المرجوه ، اما اقنعه وكريمات الكولاجين فهي مضيعه اكيدة للمال.
المستحضرات الطبيعية
وتبقى فعالية المستحضرات الطبية على البشرة وقتية بل آنية لا تتعدى بضع ساعات ، لا لشيىء الا انها لا تتعدى الطبقات العليا من سطح البشرة ولا يكون مفعولها عميقا. فالاعشاب المنقوعة وقشور الخضروات والفواكه لا تضر بالبشرة ولكن لا يمكن الاعتماد عليها كمرطب او لمكافحة الشيخوخة ، وهنا يأتي دور الطبيب الجلدي التجميلي في اسداء النصائح للمرأة في توعيتها بعدم شراء الكريمات التجميلية بهدف العلاج ، وعدم الاعتماد على المواد الطبيعية المطبخية ان جاز القول نظرا لان مفعولها يكون محصورا بوقت قصير ولا يحقق النتائج المرجوة ، وكذلك الزيوت ، فحذار من وضعها على البشرة الدهنية مهما كانت تلك الزيوت طبيعية ، لانها ستعمل على انسداد المسام وبالتالي ظهور البثور والرؤوس السوداء.
وتعود د. حماد وتشدد على أهمية استخدام الكريم المرطب ، ولا يهم هنا ان كان باهظ الثمن ام لا ، لان من شأنه أن يقوم بترطيب البشرة ، وتنصح باستخدام تلك المرطبات من سن 20عاماً لمنع علامات الشيخوخة من الظهور. ولكن، إذا أردت تصحيح التجاعيد أو، بمعنى أدق، التعويض عن افتقار البشرة إلى مرونتها وقوتها، عليك استخدام تقنيات أكثر كفاءه ، تقوم بدور وقائي للبشرة الشابة ودور تصحيحي للبشرة الأكبر سناًً.
ومع الكم الهائل من الاعلانات التجارية والتي تعد المرأة بالحصول على أفضل النتائج على بشرتها ، يبقى السؤال هنا كيف يمكن تغيير ثقافة المرأة بأن تتجه الى الصيدلية أو لطبيب الجلدية قبل شرائها الكريم التجميلي ؟ وهل ستقتنع بأن تلك القوارير التي تشتريها من مراكز التجميل الواحدة تلو الأخرى سوف لن تعطيها النتائج التي تكتب على المنتجات ؟؟
الروتين اليومي للعناية بالبشرة :
تنصح د. ريم حماد المرأة بأن تستمر في روتين يومي للعناية بالبشرة ، الا ان هذا الروتين لا يعوضها عن زيارة متعمقة ومطولة لطبيب الجلدية والذي سيقرر ماذا ستحتاج من عناية تكميلية وفق التقنيات اليومية للطب التجميلي والذي أصبح ضرورة للواتي ينشدن المحافظة على بشرتهن بأحسن صورة.