اربد
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

اربد

منتدى معلومات عامة
 
صفحة الاعلاناتالمنشوراتالرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر

 

  المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان

اذهب الى الأسفل 
4 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
Mahmoud Ghassan

Mahmoud Ghassan



 المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Empty
مُساهمةموضوع: المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان    المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Icon-new-badge27/8/2011, 22:54

بسم الله الرحمن الرحيم

" أن هذا أخـا لهذا .... بقلم محمود غسان "
* * * * * * * * * * * * * * *

سوف اذكر لكم قصة طريفة شاهدتها بمسلسل سوري بعنوان مرايا للمخرج سيف الدين سبيعي , سوف انقلها لكم بأسلوبي الخاص , فلقد حرصت ألا أطيل عليكم بهذه القصة كي اصل الى الهدف منشود منها ....

سعد و سعيد , أخان من أب و ام واحدة , و لكن شتان ....
البطن لا تلد روحا واحدة , هذه البطن أنجبت أخوان , سعد و سعيد

سعيد شاب في رابعة و العشرون من العمر , شاب ناجح تعدى مرحلة الثانوية العامة بجدارة ثم التحق بكلية الطب كي يصبح طبيبا ناجحا ...

سعد شاب يئوس , يبلغ من العمر اثنان و عشرون , دائما يلحق المتاعب لوالده , فلا يكل و لا يمل عن اختلاق المشاكل , ترك الدراسة في المرحلة الابتدائية , و لجأ للعمل مع أصدقاء في أعمال لا يعلمها والده و لكن دخله كان ضعيف للغاية ....


يتحرك رجل في الأربعين و هو يجر سيارة خشبية صغيرة كي يبيع الحلويات للأطفال و للصغار مرتديا ملابس فقيرة تنم عن شخصيته , حتى رآه مسعود في دكانه الصغير يبيع الخضراوات لفتاة شابة .....
فصرخ مسعود إليه و قال : " يا زهير , تعال "
فأقترب إليه عم زهير بعدما عدل موضع عربته الخشبية , فأزاح نفسه قليلا كي تخرج تلك الفتاة من الدكان ...

جلس عم زهير على الكرسي و قال له : " السلام عليكم , كيف حالك ؟ "
خرج عم مسعود خارج الدكان و احضر له زجاجة مياة غازية و دخل بها إليه
- " و عليكم السلام , الحمد لله بخير "
فتناولها منه زهير و قال : " لم يكن له داعي لذلك "
فرد بيأس و قال : " هذا واجبنا , تفضل بالهناء و الشفاء "

فأخذ زهير رشفة من زجاجة المياة الغازية فراه فجأة ينظر الى الأرض بيأس , فسرعان ما ترك الزجاجة و قال له باهتمام شديد : " ما الأمر يا مسعود ؟؟ , لقد شغلت بالي "

حرج رأسه كناية عن كثرة همومه ثم قال : " لا اعلم ماذا أقول لك ؟ "
بحيرة شديدة و بلهفة قال زهير : " ما الأمر , هل حدث لك ثمة مشكلة ؟ "
نظر إليه بشدة و قال : " و أي مشكلة , حسبي الله "
تنهد قليلا ثم قال : " ولدي سعد , لقد سئمت منه و من تصرفاته التي سوف تهلكنا جميعا يوم ما "

حرك زهير كرسيه كي يصبح في مقابلته و قال : " ماذا حدث مجددا , آخر ما أنا اعرفه ان يعمل مع أصدقائه .... "
قاطعه بسرعة مسعود و قال : " ماذا يعمل .... "
ثم سكت و قال بسرعة : " و مع من ؟ ........ لا أعرف "
- " حسنا , ماذا حدث مؤخرا "
- " أمس , اتصل بنا محقق من قسم الشرطة و أخبرني بأنه قبض عليه مع أصدقائه و هم يتعاطون المخدرات و لكن لم يثبت عليه انه تعاطي أي مواد مخدرة , لذلك خرج معي بكفالة كسرت ظهري "
ثم أردف و قال : " و أنت كما تراني رجل بسيط , لا أتحمل التعب و المشقة على كبر سني , أنا أسعى ان اقضي آخر أيام حياتي دون مشاكل , و لكن هيهات ... "

سكت لمدة دقيقة حتى قال عم زهير : " و سعيد ؟؟ "
و هنا ابتسم عم مسعود و قال : " سعيد , و هل هناك مثل سعيد , الأخلاق و القيم و المبادئ و النجاح و لا يشعر احد بوجوده ... لقد تمنيت من الله انه لم يرزقني سوى بسعيد "
أصدر زهير صوتا ينم عن رفض كلامه و قال : " لا لا , هذا قدر الله "

فقال بتردد : " اعلم , أعلم .... و المصيبة إن هذا أخـا لهذا , لماذا لم ينشئ مثله "
- " أصابعك ليست متشابهة "
تناول عم زهير الزجاجة و اخذ رشفة منها ثم قال : " أين هو الآن ؟ "
ابتسم عم مسعود و قال بهدوء و لهفة : " انه في كلية الطب الآن , ما شاء الله سوف يصبح طبيبا بعد سنتين من الآن "
ابتسم عم زهير و قال : " الله يبارك لك فيه "
- " أشكرك "

فدخل زبونا يطلب بعض الخضراوات فستأذن من عم زهير و قام ليخدم زبونه ..

بعد سنة تقريبا .....

جالس مسعود أمام دكانه في يده اليمنى معصم الشيشة و في يديه اليسرى عصاه من ريش الصناعي يهش به الذباب بحسرة ...

فلاحظ فجأة زهير يقترب منه فدخلت السعادة الى قلبه فنهض بحماس و رحب به بحرارة ثم دعاه للجلوس معه فابتدئ الحديث مسعود بقوله : " أين أنت يا رجل , لقد مضى وقت طويل منذ ان رأيتك آخر مرة "

فقال زهير : " الأطفال في هذه المنطقة لم يعودوا إلى شراء الحلوة مني , لذالك انطلقت الى مكان بعيد قليلا عسى ان أجد رزقا في مكان آخر , و ماذا عنك "

ضحك عم مسعود و قال : " انا كما انا ... "

حاول زهير ان يختلس النظر داخل الدكان ثم قال : " ما أخبار ولديك ؟ "
ظهرت فجأة على سحنته علامات اليأس و الضجر , فشعر زهير ان هناك مشكلة ما فحاول ان يغير الموضوع بقوله بمرح : " ما الذي جعلك تجلس خارج دكانك هكذا و تهش على الذباب ؟؟ "

و لكن عم مسعود لم يبادله ردا , و لكن نظرته ثابتة ..
حتى قال زهير : " ما الأمر يا مسعود , هل أصاب احد ولديك مكروه ؟ "

هز كتفيه ثم قال : " لا لم يحدث شيئا غير مألوفا , لدي زبونا يقطن بالقرب من هنا , الله انعم عليه من المال بكثرة , و لديه مصنع ملابس , فطلبت منه ان يجد لسعد فرصة عمل عنده في المصنع "

فقال زهير مبتسما : " هذا ممتاز "
فقال سعود : " لا يا عزيزي , بل سعد - سود الله وجه - بعد مرور على عمله اقل من شهر ، ضبطه احد العمال يختلس مالا ليس من حقه , فطرده رب عمله و اخبره أني اعمل على إعادة تربيته من جديد , و خسرت هذا الزبون الدائم و لم اعد أرى وجه بعد ذلك "

حاول زهير ان يهدئ من غضب مسعود فقال له : " إن شاء الله غدا سعيد سوف يحـُل كل هذه المشاكل ... "

فضرب مسعود على جبينه بشدة , فذعر زهير و قال : " ما الأمر ثانيا ؟ "
فقال بصراخ : " إن الذي سيصيبني بالجنون إن هذا أخـا لهذا , لماذا لم ينشئ مثله "

بعد مرور ثلاث سنوات ...


يتحرك رجل طاعن في السن يتكأ على عصا و يحمل بين يديه علبة خشبية صغيرة عليها بعض الحلويات و يصرخ و يقول : " حلويات طازجة ... حلويات لذيذة ... تعال و اشتر "

فجلس هذا الرجل على قارعة الطريق فأحس بالظمأ الشديد , فظل ينظر حوله حتى وجد متجر كبير فقرر ان يشتري شيئا ما كي يروي ظمأه ...

فتحرك نحو المتجر ببطء متكأ على عصاه فترك علبته الصغيرة خارج المتجر و دخل و طلب من المساعد - الشاب - زجاجة مياة باردة ..

فخرج الشاب خارج المتجر و احضر له الزجاجة و قال : " تفضل الدفع من هنا "
أشار إلى رجل يجلس خلف مكتب ..
فأقترب منه و قال دون النظر إليه : " أخذت زجاجة ماء " و ألقى إليه قطعة ورقية ..

فجأة صرخ هذا الرجل و قال : " زهير هذا انت , كيف حالك "
سمع هذا الرجل أحدا ينادي باسمه , فرفع رأسه ببطء نحو هذا الرجل و حاول أن يستدل على صاحب هذه المعالم و قال : " من .. من انت ؟ "

ضحك هذا الرجل و قال : " أنا مسعود , ألا تتذكرني , لقد اختفيت أيها الشقيّ و لم تعد تسأل عن أصحابك "
ابتسم زهير و قال : " نعم نعم .. انت . انت مسعود , مرحبا بك كيف حالك "

و اقترب زهير من هذا العجوز و عانقه و قال : " مرحبا يا مسعود , كيف حالك ؟ "
- " الحمد لله , تعال اجلس ... اجلس هنا ... "

فجلس زهير و قال : " كيف حالك يا صديقي العزيز , لقد مضى وقت طويل أليس كذلك "
ضحك مسعود : " نعم انه كذلك , "
ثم أضاف : " اشرب ... اشرب يبدو انك عطش "

بعد دقائق من الحوار الساخن قال زهير له : " و لكن يبدو ان الله قد أكرمك من وسع "
ابتسم مسعود : " بلى , قد منّ الله علينا و أعطانا من خيره كي نحمده دائما و نشكر فضله "
ضحك زهير و قال : " ماذا حدث لك , اخبرني هيا ... "
- " ولدي , فلذة كبدي أصبح تاجرا كبيرا , يشتري و يبيع كل ما يخطر على بالك "
- " ما شاء الله , هذا من دعائكم له ... "
فقاطعه مسعود قائلا : " الله يبارك له و لا يحرمنا منه و فهو اعز الناس دوما لأنه غير لنا مجرى حياتنا , لقد اشترى لي ثلاث متاجر "

ابتسم زهير و قال : " ما شاء الله , أرأيت لقد عانيت كثيرا من أجله و أنفقت عليه أموال طائلة و حتى و ان لم يعمل في الطب و لكنها كانت درجة له , و بالطبع بدون أكمال دراسته لم يكن يستطيع الوصول الى هذه المكانة ... "

فجأة اختفت الابتسامة عن وجه مسعود و قال باستغراب : " ماذا تقول ؟؟ أي كلية هذه ؟ , الجامعة في هذا الزمن لا تطعم أحدا , انه من الأساس لم ينهي الابتدائية "

فقال زهير باستغراب : " ولدك سعيد , انت أخبرتني ذات مرة انه التحق بكلية الطب كي يصبح طبيبا "
فصرخ غاضبا و قال : " من الذي ذكر سعيد الآن ؟؟ "

ثم أضاف بهدوء : " اقصد سعد ما شاء الله عليه , من أجمل الأشياء التي يشعر بها الأب عندما يرى ابنه أفضل منه "
- " لا إله إلا الله , سعد , سعد الشاب الذي كرهت الحياة لأجله , الشاب الذي افتقدت الأمل فيه "

فجأة انزعج و قال : " لا لا لا تقل هذا على ولدي سعد , حبيب والديه "
اندهش زهير و قال : " انت الذي قلت هذا منذ زمن , أليس كذلك "
ضحك مسعود و قال : " هذا منذ أمد , أيام الشباب و جنون الشباب , اما الآن فأصبح رجل ... رجل بمعنى الكلمة .. "
ثم قال : " و ما هو عمله ؟ "
فقال مسعود في خفاء : " في تهريب البضائع "

صدم زهير و قال : " ماذا قلت للتو ؟ "
أجابه مسعود بحذر : " ما الذي جرى لك , قلت تهريب البضائع "

هنا ضحك زهير و قال : " أهلا .. أهلا , كل هذا العز و جاه من تهريب البضائع اذا "
ابتسم مسعود و قال : " الله يحرسه و يصونه "

ثم قال بعد فترة قصيرة : " و ماذا حلّ بولدك سعيد "
ضحك مسعود و قال : " طبيبا غير قادر على إطعام أهل بيته , لقد تزوج و أنجب ولدا , و حتى الآن لم يشتري بيتا له "
- " معقول , الطبيب سعيد ؟؟ "
- " بلى , بالرغم ان سعد ولدي حبيبي عرض على أخوه سعيد ان يبني له مشفى خاص له و لكنه رفض ذلك الغبي "
- " لماذا ؟ "
- " لقد قال ان ماله حراما , و انه على مبدأ و لن يغيره أبدا... "
ضحك مسعود ثم أضاف : " مبادئه تلك لن تطعمه .. "
كاد زهير ان يفيض الدمع من عينه و لكن اكتفى و قال : " لا حول و لا قوة إلا بالله "

فقال فجأة مسعود : " و لكن الذي دائما يحسرها في قلبي إن هذا أخـا لهذا , لماذا لم ينشئ مثله "

* * * * *

تمت بعون الله
28/8/2011
كتبت بواسطة محمود غسان

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
theredrose

theredrose



 المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان    المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Icon-new-badge28/8/2011, 05:37

سبحان الله وفعلا مثل ما بحكو البطن بستان وحتى لو كانو اخوة فالاخلاق تختلف والتصرفات ايضا
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
c0n@n

c0n@n



 المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان    المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Icon-new-badge29/8/2011, 00:00

سبحان مغير الاحوال
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
عمر قديسات ابو صهيب

عمر قديسات ابو صهيب



 المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان    المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Icon-new-badge31/8/2011, 05:22

السلام عليكم
شكرا اخي على هذه القصة المعبره
وليت الناس يعلمون ان الرزق بيد الله لا بيد سعد ولا سعيد
وما على الانسان الا الاخذ بالاسباب .
ولو صير مسعود(الوالد) لاتاه نفس الرزق بالحلال
ومقباسه كان خاطأ من اول الحكايه فالله هو الخالق والرازق .


شكرا لكم
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
Mahmoud Ghassan

Mahmoud Ghassan



 المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Empty
مُساهمةموضوع: رد: المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان    المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان Icon-new-badge19/9/2011, 03:44

شكرا عمر
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
المصيبة ان هذا اخا لهذا .. قصة قصيرة بقلم محمود غسان
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» انا و نور - قصة حقيقة ... بقلم محمود غسان ( حصريا )
» في مسرح الجريمة قصة بوليسية ( على حلقات بقلم محمود غسان )
» جريمة على متن قطار السهم الأحمر بقلم محمود غسان
» طيبة .... ام سذاجة ( قصة محزنة ) - بقلم محمود غسان حصري
» ما هي ديانة غسان بن جدو , ما هو مذهب غسان بن جدو , هل غسان بن جدو شيعي , تفاصيل تحول غسان بن جد الى المذهب الشيعي

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
اربد :: المنتدى العلمي :: ادب و شعر :: قصص قصيرة-
انتقل الى: