المرء بأصغريه:
المرءُ بلِسانه وعقله، وعِلمه وفضله، أمَّا المظاهرُ فهي شكل، وليست جوهرًا، وكم من شخص ذي رُواء ومنظر يُذكِّر بقصَّة أبي حنيفة في مدِّ رِجْله.
وكم مِن إنسان تقتحمه العينُ وينبو عنه النظر لأوَّل وهلة، بيْد أنَّ بيانه وحِنكته، واطِّلاعه تُجبِر سامعَه على تقديره والإعجاب به.
قال زُهَير بن أبي سُلْمى:
وَكَائِنْ تَرَى مِنْ صَامِتٍ لَكَ مُعْجِبٍ
زِيَادَتُهُ أَوْ نَقْصُهُ فِي التَّكَلُّمِ
لِسَانُ الْفَتَى نِصْفٌ وَنِصْفٌ فُؤَادُهُ
فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ صُورَةُ اللَّحْمِ وَالدَّمِ