الأمل:
الأمل فيه النِّعْمة والنِّقْمة، والمسرَّة والمضرَّة، والاستعداد والهلاك، فمِن الآمال ما يرتفع بصاحبه إلى أوجِّ العُلى، ويشمخ به إلى ذُرى العِزّ، ومن الأماني ما يُصيب صاحبَه بالجشع والغرور، ويُورِده مواردَ العطب والمتاهات، وكم في الأمل مِن مُتنفَّس للمكروب، وفسحة للمعسِر، ومجال يتوخَّى فيه إبعاد الضائقة، وانفراج الأزمة.
أُعَلِّلُ النَّفْسَ بِالْآمَالِ أَرْقُبُهَا
مَا أَضَيْقَ الْعَيْشَ لَوْلاَ فُسْحَةُ الْأَمَلِ
ومن الآمال الكاذبة سرابٌ خادِع، ووهمٌ قاتل، وطلاء زائِف، ينقاد مُتَّبعُه إلى حَتْفه، ويُردِيه في أسوأ المهالِك، يَعِدُهم ويُمنِّيهم، وما يعدهم الشيطان إلاَّ غرورًا.
♦ قال الحسن: ما أطال عبدٌ الأمل، إلاَّ أساء العمل.
♦ وقال الشاعر:
يَا رَاقِدَ اللَّيْلِ مَسْرُورًا بِأَوَّلِهِ
إِنَّ الْحَوَادِثَ قَدْ يَطْرُقْنَ أَسْحَارَا
♦ قال شيخ من أهل المسجد: ما كنتُ أريد أن أجلسَ إلى قوم إلاَّ وفيهم من يُحدِّث عن الحسن، ويُنشِد عن الفرزدق.