الذي يتأمل أحوال الناس في هذا الزمان يرى العجب العجاب وكأنهم لم يخلقوا للعبادة
وإنما خلقوا للدنيا وشهواتها فإنهم إن فكروا فللدنيا وإن أحبوا فللدنيا وإن عملوا
فللدنيا فيها يتخاصمون وبسببها يتركون كثيرأ من أوامر ربهم
قال تعالى :
(ذَرْهُمْ يَأْكُلُواْ وَيَتَمَتَّعُواْ وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ)
(الحجر : 3 )
وقال علي بن أبي طالب:
ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة،
ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
" يهرم ابن آدم ويشب فيه اثنتان الأمل وحب المال "
متفق عليه.
ونسو أوتناسو رحيلهم من الدنيا الفانية
إنها رحلة من الدار الفانية إلى الدار الباقية رحلة لا رجعة فيها
فقد تبدأ الرحلة هذه الليلة وقد تكون غدا أو بعد غد فسبحان من
يعلم وحده متى تبدأ وبأي أرض تكون
ما من يوم يمر إلا وهو يحمل بين ثناياه دروساً وعبراً عظاماً ولكن يا تُرى إلى مَن يحملها
ويا تُرى مَن يفهمها عنه
دروس تمرّ كل يوم وعِبَر تسطرها الأيام على جبين الزمان وكأنها تقول للإنسان:اقرأ إن كنتَ تفهم وتعتبر
ولكن أقول لك:هل أحصيت كل درس وعظة يمران بك في حياتك ما أظن أن كل أحد في هذه الدنيا
يحصي دروس الزمان التي يلقيها عليه في كل يوم كم مسكين هذا الإنسان يفتح عينه كل صباح
على آمال عراض وينسى أنه مهما سعى لتحصيلها فلن يدرك منها إلا ما كتِب له
يا من بدنياه اشتغل وغره طول الأمل
الموت يأتي بغتة والقبر صندوق العمل
اللهم إني أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة
وأعوذ بك من حياة تمنع خير الممات
وأعوذ بك من أمل يمنع
خير العمل[right][justify]