الامبراطورية الرومانية في اربد
الإمبراطورية الرومانية
بعد سقوط الحضارة الإغريقية وانتهاء العصر الهلنستي في المنطقة، خضعت إربد والمناطق المُحيطة بها لحكم الرومان وذلك حوالي سنة سنة64 ق.م، وأصبحت إربد جزءاً من ولاية سورية الرومانية التي كانت عاصمتها إنطاكية في ذلك الوقت. وقد تابعت مدينة إربد ازدهارها تحت الحكم الروماني، وتغير اسمها من أربيـلا (Arbela) إلى أرابيلا (Arabella)، وأُدخلت ضمن حلف (الديكابولس) أو (المدن العشر) الذي أقامه الرومان عل يد الامبراطور بومبي أساساً لنشر الثقافة الرومانية بالإضافة إلى تنظيم العلاقات التجارية بين مدن هذا التحالف وبين روما. ً ومن المُدن الأخرى المحيطة بإربد والتي شهدت ازدهاراً مماثلاً في ذات الحُقبة:
بيت رأس "Capitolias"
إيدون "Dion"
طبقة فحل "Pella"
أم قيس "Gadara"
قويلبة "Abello"
وقد انخرطت إربد في معاهدات وتبادلات تجارية كثيرة مع تلك المدن بالإضافة إلى بيسان ودمشق. هذا وقد اتخذ الرومان من تل إربد منصة عالية لمراقبة تحركات القادمين من الشام والمساعدة على أخذ (الأتوات) من مزارعي القمح في سهل حوران لتصديرها إلى روما والى بقية المستعمرات الرومانية، حيث كان لوقوع مدينة إربد وإشرافها على سهول حوران الممتدة بجوراها من جهة الشرق حتى دمشق أهمية كبرى لدى الرومان في مسألة إنتاج الحبوب، إذ كانت تمدهم بالقمح الجيد، حتى أنه كان يُطلق على سهول حوران ومعها سهول إربد اسم "اهراء روما"، أي مخزن الحبوب.
كما حُلّت مشكلة المياه التي كانت تعاني منها إربد مراراً في العصر الروماني من قِبَل المهندسين الرومان بواسطة جر المياه عبر الأقنية المحفورة تحت الأرض من "تل الرميث" الواقع على مسافة كيلو مترين جنوبي مدينة الرمثا إلى إربد وأم قيس.
ولم تتأثر مدينة إربد كثيراً عندما حصل الانقسام في الإمبراطورية الرومانية في عام 286م وأصبحت تتبع الإمبراطورية الرومانية الشرقية (الإمبراطورية البيزنطية)، بل استمرّت في النمو والازدهار في ظل الحُكم الجديد، ولعلّها حظيت بمزيدٍ من الاهتمام في تلك الفترة كون مقر الإدارة المركزية (العاصمة) أصبح أقرب بعد أن انتقل من روما إلى القسطنطينية.
وتعتبر الآثار المكتشفة في إربد والتي تعود إلى تلك الحُقبة قليلة نسبياً، ومنها مُدرج روماني، بالإضافة إلى عثور علماء الآثار عام 1906م على نقشٍ حجري أسفل تل إربد يرجع تاريخه إلى (238 - 239م) تُبرِز كتابته سيطرة الرومان على المدينة. ويحمل هذا النقش أسماء شخصيات رومانية شاركت في ذلك العمل، ويشير أيضاً إلى أنّ الرومان أقاموا في إربد بناء ضخما بمناسبة قدوم الإمبراطور الروماني ماركوس (ماركوس أنطونيوس راتيوس اغسطس) إليها، وهو شديد الشبه بأقواس النصر التي كانت تقام للأباطرة في مداخل المدن الرومانية، لكن هذه البوابة غير موجودة اليوم. ولا تزال بقايا آثار بعض المغائر وبرك المياه الرومانية ماثلةً للعيان، إلا أن معظمها اندثر بسبب التطور العمراني الحديث بشكلٍ رئيسي.