النظريات الدينية :-
-------------------
1- القديس اوغستين : 354 – 430 اكد بان سقوط روما عبارة عن تمهيد لانتصار مملكة الله
الخالدة حيث مصير الإنسان ، وقد ضمن القديس اوغسطين آراءه في كتاب مدينة الله والذي قصد به الدفاع عن الدين المسيحي ضد التهم التي نسبت سقوط روما بيد الاريك زعيم الغوط الغربيين
سنة 410 الى تعاليم المسيحية ولنقمة الالهه الوثنية لترك الدولة عبادتها 0
2- المؤرخ زوزيموس : وهو من المؤرخين الوثنيين في القرن الخامس الذين وجهوا التهم الى المسيحية وتحميلها مسؤولية سقوط روما وذلك في كتابة ( التاريخ الجديد ) ارخ فية الحوادث الرومانية الى سنة 410 وأشار إلى إن المسيحية من الاسباب الهامة في تردي الأوضاع في الإمبراطورية ، ويحمل قسطنطين الكبير المسؤولية الأولى وان سقوط الإمبراطورية في الغرب نتيجة نقمة الالهه الوثنية 0
النظريات الدنيوية :-
---------------------
من الأوائل في هذا المضمار اميانوس مرسيلينوس المولود عام 330 في أنطاكيا 0 دون التاريخ الروماني من حكم الإمبراطور نرفا سنة 96 الى مقتل الإمبراطور فالنز سنة 378 ومع كونه وثنيا فقد نسب الكوارث التي أحاقت بروما إلى ضعف الوازع الخلقي 0
النظريات الجغرافية :-
----------------------
1- السورث هنتكتون :- ويشير في مقالة له أن انحطاط الإمبراطورية الرومانية في الغرب يتعامد مع فترات الجفاف التي أصابت العالم حيث سجلت الإحصائيات في فترة 200-400 م نقص متزايدا في هطول الإمطار 0 حيث أدى الجفاف والمجاعات إلى تحركات البرابرة وطغيانهم على الإمبراطورية في الغرب 0
2- الأستاذ سيمخوفج : أخذت المراعي تتحول إلى أراضي جرداء في ايطاليا 0 وإهمال السلطات لمشاريع الري أدى إلى تفاقم اثر المستنقعات التي أصبحت بؤرا للملاريا التي حصدت أرواح كثير من الفلاحين 0 وعلية فالإفلاس الزراعي قرر مصير الإمبراطورية في الغرب 0
3- المؤرخ بينز :- اعترض على التفسير الجغرافي وان الدمار الزراعي لم يشمل كافة الإمبراطورية فهناك ألغال ومصر بقيت مزدهرة زراعتها حتى القرن الخامس 0
وان التأخر الزراعي في ايطاليا يعود بالدرجة الأولى إلى عدم أشراف المالكين على مزارعهم إشرافا مباشرا 0 اذ تركت الإقطاعيات الكبرى في ايطاليا لإدارة الوكلاء ولم يكن لهم الحرص على رفع المستوى الزراعي 0
الانهيار الاقتصادي :-
---------------------
1- الاستاذ اندري بيكانويل :- هناك عدة عوامل أدت إلى الانهيار الاقتصادي في مقدمتها انهيار مؤسسة العبودية وقلة الفتوحات الرومانية واتجاه المقاطعات الكبرى إلى سياسة الاكتفاء الذاتي التي أضرت بالمدن وأدت إلى تدمير رأس المال وطغيان الاقتصاد الطبيعي البدائي 0 وكذلك الحروب المستمرة في الإمبراطورية في عهد ماركوس اورليوس من العوامل الهامة التي أدت الى سياسة الاكتفاء الذاتي في المقاطعات الكبرى 0
وان روما أخذت تفقد مركزها التجاري المرموق عندما أصبح الطريق التجاري الممتد بين الراين والدانوب يزاحم طريق البحر المتوسط منذ نهاية حكم الإمبراطور تراجان 0
ويعتقد ايضا تدخل الدولة في المشاريع الاقتصادية جعل البلاد أشبه بمعمل يعتمد على العمل الإجباري اذ أثارت سخط الطبقة العاملة ودمرت الاقتصاد 0
2- الأستاذ ولبانك :- ان السبب الحقيقي في انهيار الإمبراطورية الرومانية في الغرب بدائية التكتيك المستعمل في الإنتاج حيث اعتمدوا بصورة رئيسية على مؤسسة العبودية وأسفر انهيار هذه المؤسسة إلى ظهور الإقطاع وخراب الإمبراطورية 0
3- ويسترمان :- فقدان الحرية الاقتصادية التي عادت بافدح الخسائر على المشروعات الفردية وقوضت مدينة الرومان في الغرب ، وسياسة الأباطرة في تأجير الأراضي الى الملاكين أدت إلى سياسة الاكتفاء الذاتي وزيادة القوى الإقطاعية جعلت الفلاحين مجرد أدوات إنتاجية أضرت بمؤسسة العبودية وكان منها انهيار اقتصاد المدينة 0
4- ستراير ومونرو :- كان سبب التدهور الاقتصادي تسرب الذهب إلى الخارج وذلك بسبب بدائية الصناعات الرومانية ولتشبع الحاجات وليست للمتاجرة 0 فكان الشرق لا يحتاج إى للصناعات والمنتجات الرومانية فكان على الرومان دفع ثمن الكماليات المستوردة ذهبا ونظرا لتناقص كميات الذهب وعدم مقدرة الرومان تعويضه اثر سلبا على الإعمال التجارية وأدى إلى تقليص العملة وانخفاض الأسعار واختفاء الموارد الأساسية 0 واستندوا على كتاب بليني ( التاريخ الطبيعي ) حول المتاجرة مع الهند والعرب 0
ويرى آخرون ان فشل الاقتصاد الروماني بصورة عامة يعزا إلى احتقار الرومان الإعمال التجارية والصناعية وقد منعت السلطة الرومانية الطبقات العليا من تعاطي تلك الإعمال 0
5- الأستاذ روستو فتزيف :- يرى ان أسباب الانهيار تكمن في ظاهرة النزاع الاجتماعي بين الطبقات ، انعكس في الصراع الدموي بين البروليتارية الريفية التي ساندها الجيش وبين الطبقات الارستقراطية في المدن ، وأسباب الصراع هي أسباب سياسية نتجت عن التنافس بين الجيش والأباطرة وذلك لان الجيش لم يعد رومانيا في النصف الثاني من القرن الثالث ، اذ أصبح الجيش يتألف من فرق قليلة التأثر بالحضارة الرومانية ، معظمها من القبائل الجرمانية 0
هذا وقد افسد الأباطرة الجيش بعد انتهاء حكم السلالة الانطونية خاصة عن طريق التملق لقادته لاحتياجهم إلى دعم القادة العسكريين طالما تنقصهم التبريرات الدستورية في اشغال العرش ومن اجل جعله وراثيا والذي يتنافى مع مفهوم الحرية الرومانية 0 لذا عمد الأباطرة لتأكيد حقهم الوراثي عن طريق اخماد المعارضة عسكريا 0
واعتمد في ذلك على الجيش الذي طغت علية العناصر البربرية المؤمنة بالوراثة أكثر من إيمانها بالانتخاب كشيمة الشعوب البدائية بصورة عامة ، وأصبحت هذه الظاهرة واضحة منذ عهد الإمبراطور سبتيموس سيفيروس 0
ان الصراع منذ القرن الثالث بين الجيش والطبقة الارستقراطية في المدينة صاحبة الاملاك الزراعية والذي انتهى بانتصار الجيش ودمار الارستقراطية المتمثلة بالمدينة انما هو صراع عفوي مثل به الجيش قوه مدمره للنظام الروماني في القرن الثالث خاصة ، وكان المفروض من الجيش حماية كيان المدينة الرومانية الارستقراطية 0
لذا أخذت المدينة تفقد أهميتها في القرن الرابع وأصبحت أداه للسلطة في جباية الضرائب من الأرياف فكانت رمز للتعسف في نظر الفلاحين 0
وحدثت عدة معارك بين الريف والمدينة وكان الجيش بجانب الطرف الأول وأدى ذلك إلى تدهور سكان المدينة الذين يشكلون العمود الفقري للاقتصاد الروماني ، كما ان الحرب لم تأت بنصر للفلاحين فقد استمروا على أوضاعهم المزرية ، وازدادت البروليتارية الريفية والمدينة سوء نتيجة لإصلاحات دقلديانوس 0
وفي هذه الإثناء طغت العناصر الجرمانية وتسللت إلى مراكز القيادة ، وتدنى الاقتصاد إلى ادني مراتبه بتدهور المدينة ، ولم يعد بمقدور المدن هلنسة الريف بل حدث العكس اخذ الريف يغزو المدينة ويعمل على ترييفها 0
6- الأستاذ توينبي :-
أن سبب الانحطاط هو فشل المدينة في ترويض البروليتارية الداخلية التي ليست لها مصلحة واقعية بمدنية الرومان 0 وكذلك فشلها في ترويض البوليتارية الخارجية ويقصد بها جموع البرابرة على الحدود 0
7- المؤرخ كبون :-
إن الانحلال الذي اخذ يدب في الإمبراطورية الرومانية في أواخر القرن الثاني على اثر وفاة الإمبراطور ماركوس اورليوس 180 م بسبب أمرين هما :
الأول : - تدفق السيول البربرية على الإمبراطورية وأدى إلى إعمال تخريبية بسبب
1- بربره المجتمع الروماني بمؤسساته ونظامه من الداخل
2- ما سببته هجماتهم المتكررة من استنزاف الاموال العناصر الرومانية
3- إن الثغرات التي أحدثتها في خطوط الدفاع الرومانية زعزعت الإيمان بالإمبراطورية من الداخل وكسرت هيبتها من الخارج وجرأتهم على التمادي في الاعتداء والدخول عنوة الى الإمبراطورية إن اقتضى الأمر 0
الثاني :- هو انتشار المسيحية التي يراها كبون معول هدم لكافة القيم الاقتصادية والعسكرية والسياسية 0
أضافه إلى التطاحن بين الفرق المسيحية من جهة وبين بعضها والسلطات الحكومية من جهة أخرى على اثر الاعتراف بها في عهد قسطنطين وشركائه في سنتي 311- 313 والتي أدت إلى فوضى اديولوجية ، فكان اعتناق قسطنطين للمسيحية قد عجل في انحطاط الإمبراطورية 0
اما رد المدرسة التاريخية في القرن التاسع عشر كان عكس ما ذهب إلية كبون في أمر الجرمان فقد اعتبروا العنصر الجرماني مدعاة قوة للإمبراطورية لان الجرمان لم يكن لهم نية عند دخولهم الإمبراطورية غير الاحتماء من أقوام اشد بربره منهم وطلبا للعيش بعد ان شحت عليهم الطبيعة في موطنهم الأول 0 فكانوا خير عون في الناحيتين العسكرية والاقتصادية بتطوعهم بالجيش واشتغالهم بالزراعة ، ولهم نظرة إكبار للمدينة الرومانية 0
أما بالنسبة للمسيحية فكان ردهم (( إن الكنيسة ذات رسالة قصد بها الخير لتلك المجتمعات آنذاك 0 فدعت إلى المساواة والسلم 0 وهي الأداة التثقيفية للأقوام الجرمانية وغيرها اذ كسرت حدتهم وعملت على ترويضهم 0 وكان للكنيسة مواقف عدة كانت فيها عونا للسلطات 0 ومثلت وسطا لنقل الحضارة الرومانية من جيل إلى أخر 000000 ))
النظريات العضوية :-
--------------------
وهي تفسيرات بيولوجية لسقوط الإمبراطورية في الغرب 0 إذ شبه قسم منها حياة المجتمعات بعمر الإفراد 0 فهناك دورة حياتية متمثلة في الولادة والنضج ثم الفناء 0 ومن هذه النظريات
1- الأستاذ اسكويت :-
( إن خلايا الإمبراطورية الرومانية وأنسجتها قد بلغت نهايتها المحتمة كأي شي حي )
إصلاحات دقلديانوس :-
يعتقد المؤرخ بورغ ان الإصلاحات المدنية والعسكرية التي أجراها دقلديانوس 284- 305 ، مسئولة الى حد ما عن تصدع الكيان الروماني في الغرب 0 فبالرغم من انه اراد تقوية الجهاز الحكومي بوضع حد للمفاسد وتمكين الإمبراطور من الدفاع عن الحدود إلا إن النتيجة كانت عكس المطلوب 0 فالفصل بين السلطتين العسكرية والمدنية أدى الى أرباك الوضع 0 بالإضافة إلى تعدد الوحدات الإدارة الصغرى التي احتوتها الأقاليم الأربعة لكل من ألغال وايطاليا والبريا والشرق أدت إلى زيادة عدد الموظفين واشتداد البيروقراطية وعرقلة الاعمال 0
كما إن تقسيم الإمبراطورية من ناحية إدارية الى شرقية وغربية بين إمبراطورين وقيصرين لم يساعد على القضاء على الاستئثار بالسلطة عند موت احد الإمبراطورين كما توقع دقلديانوس ، بل أدى إلى حروب أهلية منذ سنة 305 الى 324 ومنذ وفاة قسطنطين الكبير سنة 337 إلى سنة 351 كما إن معالجته للوضع الاقتصادي المنهار بجعله التجارة والصناعة تحت الإشراف الحكومي المباشر وجعل المهن وراثية قللت الإبداع وولدت التذمر 0
لذا اختلف المؤرخون في تحديد نهاية الإمبراطورية الرومانية وبداية العصور الوسطى
- أيمكن اعتبار انتصار قسطنطين على خصمه ماكستنيوس سنة 312 في مليفان في ايطاليا بداية العصر الوسيط لمجرد اتخاذه الراية المسيحية شعارا له ؟ اذ تشير الراية إلى تحول اديولوجي خطير واعترافه بالمسيحية فاتحة مرحلة جديدة في التاريخ ؟
- او انقلاب ادوكر ضد روميلوس وحصولة على موافقة مجلس الشيوخ الروماني والإمبراطور زينو الذي كان يحكم القسطنطينية 0
- او سنة 410 واحتلال الاريك زعيم الغوط الغربيين بعد حصار ومعارك عنيفة ؟
- أو سنة 455 فقد تعرضت روما لمخاطر هائلة من قبل جيوش الوندال التي عبرت إليها من شمال إفريقيا ولم ينسحبوا منها إلا بعد امتصاص ثرواتها المنقولة وتدخل البابا 0
- او سنة 800 نهاية لسلطة الرومان الفعلية ففيها أصبح شارلمان ملك الفرنجة إمبراطورا على الغرب وبذلك انتهت سلطة الرومان على الغرب من الناحيتين النظرية والعملية 0
ومهما يكن من أمر فان السلطة الفعلية في الغرب قد انتقلت إلى عناصر جرمانية في النصف الثاني من القرن الخامس على الأخص 0 ولم يشهد الغرب إمبراطورا يحكم في ايطاليا منذ انقلاب ادوكر ولعل ذلك من المبررات التي تجعل من سنة 476 نهاية الإمبراطورية الرومانية في الغرب وبداية العصر الوسيط بالرغم من ان السنوات لا تحد التطورات التاريخية من حيث البداية والنهاية 0 ومع ذلك فان انقلاب ادوكر جاء منسجما مع حصيلة التطورات العامة في المجتمع الغربي 0
تحياتي
موضوع: اسباب سقوط روما الامبراطورية الرومانية و كيف انتهت 
5/11/2010, 06:16
