اليحمور الأوروبيّ و الذي يعرف أيضا بمجرّد اليحمور أو اليأمور هو أحد فصائل عائلة الأيليات و الذي يتواجد في أوروبة و آسيا الصغرى و الغربية بالإضافة إلى المناطق الساحليّة القزوينيّة. لليحمور الأوروبيّ قريب يعرف باليحمور السيبيري يعيش في المناطق الممتدة من حدود جبال الأورال إلى الصين و سيبيريا. تلتقي الفصيلتين في منطقة الجبال القوقازية حيث تحتل الفصيلة الأوروبيّة القسم الجنوبي من سلسلة الجبال بالإضافة إلى المناطق المجاورة في آسيا الصغرى، بينما تحتل الفصيلة السيبيريّة القسم الشمالي من السلسلة. يعيش اليحمور في معظم أوروبة عدا شمال إسكندينافيا و بعض الجزر مثل أيسلندا و أيرلندا و جزر البحر المتوسط، أما في دول حوض البحر المتوسط فتتواجد هذه الأيائل بشكل رئيسيّ في المناطق الجبلية و تقل أعدادها أو حتى لا تتواجد في المناطق الأكثر إنخفاضا. وقد إنقرض اليحمور الأوروبي من معظم الدول العربية التي تواجد فيها سابقا مثل لبنان و سوريا، أما فلسطين فقد تمت إعادة إدخاله إليها من قبل الجمعيات الإسرائليّة المختصة بعد ان أحضروا مجموعات صغيرة من حدائق الحيوانات في أوروبة و أطلقوا سراحها في البرّية بشمال فلسطين في جبل الكرمل و الجليل.
الوصف الخارجي
يعتبر اليحمور من الأيائل الصغيرة الحجم حيث يبلغ طول جسده بين 95 و 135 سنتيمترا (3.1-4.4 أقدام) و ارتفاعه عند الكتفين 65-75 سنتيمترا (2.1-2.5 أقدام) و يزن ما بين 15 و 30 كيلوغراما (33-66 رطلا). يمتلك ذكر اليحمور قرونا قصيرة منتصبة، و للجنسين جسد محمرّ بالإضافة إلى رأس رمادي. و يتغير لون شعر هذه الحيوانات بتغير الفصول، فهو أحمر مذهّب في الصيف و يدكن في الشتاء حتى يتحول إلى البني أو حتى الأسود، بالإضافة لذلك فهي تمتلك قسما سفليا باهت و بقعة بيضاء على الأرداف أما الذيل فقصير جدا (يبلغ ما بين 2-3 سنتيمترات، أو 1.2 إنش) و بالكاد يمكن رؤيته. وحدها ذكور اليحمور الأوروبيّ تمتلك قرون والتي تفقدها خلال الشتاء و تسبدلها بقرون جديدة قبل بداية موسم التزاوج، و تكون قرون الذكور اليافعة قصيرة (5-12 سنتيمترا، أو 2-4.7 إنشات) و غير متفرعة في موسمي التزاوج الأولين، أما الذكور الأكبر سنا فتنمو لديها قرون يبلغ طولها حتى 20-25 سنتيمترا (8-10 إنشات) بحال توفرت لها الظروف المناسبة كما و تتفرع هذه القرون إلى فرعين أو ثلاثة و نادرا أربعة. تتغطى قرون الذكور بطبقة من المخمل الشبيه بالفراء عندما تكون في طور النمو، ومن ثم تقشر هذه الطبقة و تسقط عندما تقسو القرون و تصبح حادة و يختفي مخزون الشعر الذي ينمو عليها من الدم. قد يقوم الذكر بتسريع هذه العملية عبر حك قرونه و شحذها على الأشجار، و اليحمور هو الصنف الوحيد من الأيائل الذي تنمو قرونه مجددا في الشتاء
المسكن و الحمية
حمور حيوان رشيق و سريع ينشط في فترة الشفق بشكل رئيسيّ، وهو يسكن الأراضي الحرجيّة وقد يغامر أحيانا بالتنقل في الأراضي العشبية و الغابات المتناثرة. تتغذى هذه الحيوانات على الأعشاب و أوراق الأشجار و التوت بالإضافة إلى البراعم الصغيرة، وهي تفضل الأعشاب القصيرة الطريّة ذات العصارة الكثيرة مثل العشب الذي هطل عليه المطر قبل يوم. ولا يقوم اليحمور الأوروبي في العادة بالدخول إلى الحقول التي تتواجد فيها الماشية المستأنسة أو تواجدت فيها مؤخرا، و ذلك لأن هذه الأخيرة تقوم بتوسيخ العشب بشكل كبير. يتم ربط اليحمور عادة بالمجتمعات البدائيّة التي عاشت في العصر الحديدي في أوروبة والتي إستفاد اليحمور (الذي كان متواجدا بكثرة في ذلك الوقت) من قيامها بإزالة بعض الغابات و الأراضي الحرجية لغرض الزراعة مما وفر لهذه الحيوانات مساحات أوسع ليرعى فيها
لعادات
يبلغ الحد الأقصى لحياة اليحمور في البريّة قرابة العشر أعوام. و عندما يشعر هذا الحيوان بالخطر يقوم بالنباح كالكلب و يظهر البقعة البيضاء على أردافه التي يختلف شكلها بين الجنسين، حيث تكون على شكل قلب عند الإناث و شكل كلى عند الذكور. تقوم ذكور اليحمور الأوروبي بالنباح أيضا، كما أنها قد تصدر صوتا مبطنا أو مرتفعا كعواء الذئب لجذب الإناث خلال موسم التزاوج و غالبا ما يجذب هذا الصوت العديد منها إلى داخل منطقة الذكر. يعيش اليحمور مستوحدا طيلة أيام السنة عدا فترة التزاوج في الموسم بالإضافة إلى الأنثى و صغيرها.
التناسل
تعتبر ذكور اليحمور متعددة التزاوج أي أنها تتزاوج مع أكثر من أنثى، وهي تتقاتل مع بعضها للسيطرة على منطقة في أوائل الصيف لتجذب إليها الإناث ومن ثم تتزاوج في أوائل الخريف. يطارد الذكر الأنثى خلال فترة المغازلة و غالبا ما يقومون بسحق النبات و الشجيرات النامية مما يترك خلفها أشكالا تشابه رقم ثمانية "8" تعرف بإسم "حلقات اليحمور"، وقد تقوم الذكور كذلك الأمر بجرف و رمي الأوراق الساقطة و التراب بقرونها كوسيلة لجذب أنثى. تلد الأنثى خشفين مرقطين، ذكر و أنثى في شهر يونيو الذي يلي موسم التزاوج بعد فترة حمل تدوم سبعة أشهر. تبقى الصغار مختبئة من الضواري في الأعشاب العالية قبل أن تصبح قادرة على الإنضمام إلى باقي المجموعة بحال كانت تعيش في مجموعة عائلية صغيرة، و ترضع الأم صغارها عدة مرات في النهار لمدة ثلاثة شهور. تقوم الحيوانات البالغة بالتخلّي عن صغارها بحال شعرت أو شمّت رائحة إنسان أو حيوان مفترس قربها. تصبح إناث اليحمور الأوروبي قادرة على التناسل عندما تبلغ حوالي 16 شهرا.