العاشقون ليسوا وحدهم من ينتظرون "عيد الحب" في 14 شباط (فبراير) من كل عام، بل يشاركهم في ذلك الانتظار التجار رغم اختلاف المصالح بين الطرفين.
حيث في مثل هذا اليوم يزداد الطلب على الهدايا كالذهب والشوكولاته والمطاعم والكوفي شوبات والكيك والمرطبات وغيرها..، ما يسهم في تحريك تلك الأسواق وارتفاع مداخيلها.
ويعكس الطلب المتزايد الذي تشهده محلات الذهب والورد والشوكولاته، مزاج الأردنيين في عيد الحب، حيث امتلأت تلك المحلات- التي ازدانت واجهاتها باللون الأحمر والتنسيقات الخاصة بهذا اليوم - بالباحثين عن أفضل الهدايا لأحبائهم.
ويؤكد عاملون في السوق المحلية أن الطلب شهد ارتفاعا تدريجيا على كل من الذهب والشوكولاته مع بدء العد التنازلي لعيد الحب، فيما يصل الطلب اليوم ذروته، مؤكدين أن بورصة الورود سجلت طلبات قياسية بالتزامن مع هذا اليوم.
وكانت محلات بيع الذهب شهدت طلبا ملحوظا على الهدايا الرمزية، التي تحمل دلالات الحب والتقارب.
أمين سر نقابة الحلي والمجوهرات ربحي علان أكد أن معدل الطلب ارتفع منذ يومين لشراء المواطنين الذهب كهدايا بمناسبة عيد الحب الذي يصادف اليوم، وبنسب وصلت إلى 20 - 30% مقارنة بالأيام الأخرى.
وارتفع سعر أونصة الذهب في البورصة العالمية أمس إلى 1093 دولارا مقارنة مع 1080 دولارا في اليوم السابق.
في حين بلغ سعر الذهب عيار 24 محليا مستوى 24.8 دينار وسعر عيار الذهب 21 مستوى 21.5 دينار، ووصل سعر الذهب من عيار 18 إلى مستوى 19 دينارا للغرام.
فيما بلغ سعر الليرة الرشادية أمس 157 دينارا، والليرة الانجليزية 180 دينارا.
ويتوقع علان استمرار الطلب المتزايد على الذهب اليوم كونه السوق الرئيسية لمثل هذه المناسبات.
من جهة أخرى، اكتست واجهات محال بيع الورود باللون الأحمر تزامنا مع "الفالنتاين"، في وقت تشهد فيه تلك المحال تهافتا كبيرا باعتبار الورد "أحد أهم الهدايا التي يتبادلها العشاق في هذا اليوم".
ويؤكد صاحب بورصة ورد مازن الغلاييني تسجيل طلب قياسي على الورد وتحديدا الجوري الأحمر تزامنا مع عيد الحب، مشيرا إلى انه كلما بدأ العد التنازلي لعيد الحب ارتفع معدل الطلب على الورود.
ويبين الغلايبني أن أسعار الورود تتفاوت حسب نوع الورد والكمية، لافتا إلى أن السعر يتراوح بين 2 إلى 3 دنانير للوردة الواحدة مقارنة مع 50 إلى 75 قرشا خلال الأيام الأخرى، غير أن الأسعار تختلف أيضا بحسب الإكسسوارات المطرزة عليها إذ تبلغ أسعار هذا النوع من الورود بين 5 إلى 10 دنانير.
وأشار الغلاييني إلى أن إنتاج المملكة من الورد لا يفي بحجم الطلب المحلي وتحديدا خلال فترة عيد الحب، حيث أن كلفة إنتاج هذا النوع من الورد يحتاج إلى رأس مال كبير وتحديدا فيما يتعلق بمصاريف التدفئة.
وتقدر دائرة الإحصاءات العامة مستوردات الأردن من الأزهار المقطوفة والبراعم النضرة لغايات صنع الباقات وللتزيين بـ 92.6 ألف كيلو غرام وبقيمة 484 ألف دينار خلال العام 2008، في حين أن المستوردات من الأزهار المجففة والمصبوغة والمحضرة بطرق أخرى وصلت إلى 28.2 ألف كيلو غرام وبقيمة 73.6 ألف دينار.
ويشير صاحب محال بيع الورد صالح الأحمدي إلى أنه من الطبيعي أن يرتفع الطلب على الورد وخاصة الجوري في مثل هذه الأعياد إلا أن الطلب هذا العام ليس بالمستوى المتوقع مقارنة بالأعوام السابقة معللا ذلك بالظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها الأسر من ضرائب وارتفاع في الأسعار وتدنٍ لمستوى الدخل.
ويؤكد الأحمدي ارتفاع أسعار الورد في السوق المحلية نتيجة تزايد الطلب في الوقت الحالي إلا أنه أشار إلى تراجع أسعار الورد بعد الانتهاء من الاحتفال بهذه المناسبة.
وعلى صعيد آخر دفع الاحتفال بمناسبة عيد الحب أصحاب محال الشوكولاته إلى تغليفها وتزيينها باللون الأحمر لجذب انتباه المواطنين بما يدفعهم إلى شرائها.
ويبين صاحب محل بيع الشوكولاته ناصر محمد أن الشوكولاته من أبرز الهدايا المتبادلة بين المواطنين في مثل هذه الأعياد إلا أن الورد سيكون صاحب النصيب الأكبر للمبيعات خلال فترة العيد.
وحول الأسعار، يبين ناصر أن أسعار الشوكولاته تختلف بحسب النوع والجودة لأن أسعار أطباق الشوكولاته تختلف حسب حجم الصحن وكمية الشوكولاته الموجودة، ووزنها، إذ تتراوح أطباق الشوكولاته بين 10 كحد أدنى إلى 100 دينار.
يشار إلى أن الأردنيين، يستهلكون ما قيمته 18 مليون دينار سنوياً من الشوكولاته، بمختلف أنواعها من دون تخطيط مسبق لشرائها.
ويلفت موظف مبيعات في محل لبيع الشوكولاته معن العقرباوي أن محله لم يشهد أي اختلاف في معدل الطلب مقارنة بالأيام العادية.
ويوضح العقرباوي أن الظروف الاقتصادية والمعيشية الصعبة حالت دون اهتمام المواطنين بالاحتفال في مثل هذه المناسبات، مشيرا إلى انه لم يطرأ أي ارتفاع على أسعار الشوكولاته خلال فترة العيد.
ووفق بيانات دائرة الإحصاءات العامة، بلغت مستوردات المملكة من الشوكولاته خلال عشرة أشهر من العام الماضي، نحو 3.6 ألف طن من دول عربية مجاورة وأخرى أجنبية في مقدمتها سويسرا وتركيا وفرنسا.
وفي السياق ذاته، ارتفعت حجوزات "الكوفي شوبات "والمطاعم السياحية ليوم عيد الحب الذي ساهم في ازدياد الإقبال عليها بنسبة بلغت في بعض المحال إلى 100%، بحسب أصحاب محال كوفي شوبات ومطاعم.
وأشار أصحاب تلك المحال إلى أن أسعار محالهم لن تختلف عن السابق سوى بعض المحال التي تنظم الحفلات الموسيقية وتستضيف مطربين.
وقال صاحب محل كوفي شوب في عبدون، عايد طنوس، "أن الكوفي شوبات تتخذ طقوسا خاصة خلال يوم عيد الحب مثل وضع الشموع الحمراء والورد الأحمر على الطاولات".
وأشار طنوس إلى أن أسعار طلبيات الزبائن خلال عيد الحب لا تختلف عن الأيام الأخرى غير أنه يطلب من الزبون دفع دينارين ثمن بطاقة دخول إلى الكوفي شوب لتغطية تكاليف الشموع الحمراء والورود التي توضع على طاولات التم الحذفائن.
وقال مدير كوفي شوب في عمان الغربية، إياد عزام، إن الحجوزات في المحل ليوم عيد الحب بلغت نحو 100%.
ولفت عزام إلى أنه في يوم الحب تتخذ المقاهي طقوسا خاصة من بينها الزينة الحمراء والأغاني الرومانسية، كما أن طلبيات التم الحذفائن تختلف في هذا اليوم إذ أن المحبين يحتفلون بعيد الحب بشراء"كعكة " ووضع الشموع عليها.
وأشار مسؤول الحجوزات في مطعم سياحي، أيهم العجلوني، أن نسبة حجوزات المطعم شارفت على الوصول إلى 100%، مبينا أنه في يوم عيد الحب توضع الشموع والورود الحمراء على الطاولات.
وبلغ عدد المطاعم السياحية نحو 650 مطعماً موزعة على مختلف مناطق المملكة ومصنفة من فئة النجمة الواحدة إلى الخمسة نجوم.
موضوع: عيد الحب يزيد الطلب على الذهب والورود والشوكولاته 
14/2/2010, 20:33
